أطلقت المسرحية المغربية رفقة أومزدي عملا دراميا جديدا بعنوان “فلاتر”، يستكشف العالم الافتراضي بطريقة ساخرة لاذعة، هذا النص المسرحي، الذي يتخذ شكل مونودراما اجتماعية، يغوص في أعماق ظاهرة الانتشار الواسع للمحتوى التافه في منصات التواصل الاجتماعي، وكيف يساهم ذلك في تدنٍ الذوق العام وتشويه الصورة الذهنية للفرد والمجتمع.
تعتمد الكاتبة رفقة أومزدي في عملها على لغة مسرحية حديثة، حيث تستخدم السخرية اللاذعة والكاريكاتير لتجسيد شخصيات تعيش في عالم افتراضي مليء بالفلاتر والتعديلات التي تخفي الهوية الحقيقية. من خلال مونولوجات هذه الشخصيات، تكشف الكاتبة عن التناقضات والصراعات الداخلية التي يعاني منها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في سعِهم وراء الصورة المثالية التي يرونها على الشاشات.
تتميز “فلاتر” ببناء درامي متين يعتمد على التراكم التدريجي للأحداث والمواقف الساخرة. تستخدم الكاتبة تقنيات مسرحية متنوعة، مثل الفلاش باك والمونولوج الداخلي، لتعميق فهم المتلقي لدوافع الشخصيات وأبعاد القضية المطروحة. كما أنها تلجأ إلى لغة حوارية سريعة الوتيرة تعكس طبيعة التواصل في عالم الإنترنت.
تُعد “فلاتر” عملا مسرحيا جريئا يواجه تحديات العصر الرقمي بمنظور نقدي يدعو إلى إعادة التفكير في علاقة الفرد بالفضاء الافتراضي، والبحث عن هوية حقيقية بعيدة عن قيود الصورة المثالية التي يفرضها علينا العالم الرقمي.
