بقلم / حسن علي أنواري
عندما تقرأ رواية “لو” للمبدعة العراقية فلونا عبدالوهاب تجد نفسك تغرق في بحر من المشاعر والأحاسيس الإنسانية، تتلقفك أمواج البحر المتلاطمة وتقذف بك على شطآن متعددة من المشاعر المختلفة، فالرواية أشبه برحلة غوص إلى أعماق النفس البشرية عندما تصل إلى عمق مشاعر شخوص الرواية.
كانت لغة السرد في الرواية، أشبه بمشاهد متداخلة من البوح النفسي لشخوص الرواية، فالسرد في الرواية عبارة عن مشاهد متداخلة، فتجد نفسك أثناء القراءة قد دخلت إلى داخل الرواية، واصبحت أحد شخوصها كأنك تحلم واصبحت من نسيج ذلك الحلم فتشعر ما تشعر به ابطال الرواية، فتتفاعل معهم، وتتألم وتحزن وتفرح وتضحك معهم، حتى تستيقظ من ذلك الحلم مع قراءة الصفحات الأخيرة من الرواية.
الرواية كتبت بإحساس صادق فنسجت الرواية بمشاعر الكاتبة حتى ظهرت لنا هذه التحفة الادبية، ولا تقتصر الرواية على المكنون العاطفي من المشاعر والأحاسيس المنبثقة من أعماق نفوس ابطال الرواية، وإنما نجد بين عباراتها السردية عمق فكري حول النظرة الفلسفية للحياة، فالرواية تشكلت من مشاعر واحاسيس صادقة، وأفكار عميقة تفسر لنا نظرة الكاتبة الفلسفية حول الحياة والموت، ورؤيتها الثاقبة للعلاقات الأنسانية.
وأما إذا اردنا أن نتحدث عن الأسلوب السردي فإنه قصة أخرى من الإبداع والتفرد، فالكاتبة العراقية فلونا عبدالوهاب خطت لنفسها مدرسة خاصة في السرد لتخرج عن النمطية في الاسلوب السردي، فقد أضافت لمسة من الغموض على الرواية لتجعلك متحفز الذهن أثناء القراءة حتى لا تفلت منك خيوط الأحداث، فالكاتبة لم تقدم لك الرواية على طبق من الذهب لتقرأها بسهولة، وإنما عليك أن تتماهى مع شخوص الرواية، وتجد ذاتك قد انسابت بين كلمات وعبارات الرواية حينها ستنقشع عنك سحابة الغموض وتبدأ تفك ألغاز الرواية لتفهمها، فقراءة الرواية لا تعتمد على الاسلوب التقليدي في قراءة الروايات وإنما يجب أن يكون أسلوب القراءة متميزا بتميز أسلوب السرد في رواية “لو”.