تعود قصة البقرة الحمراء عند اليهود إلى حوالي ألفي عامٍ من الآن، وترتبط بالعديد من الأساطير والمعتقدات اليهودية التي تقول بأن اليهود هم شعب الله المختار. سيتناول موقع الجمهورية اليوم في هذا المقال موضوع قصة البقرة الحمراء عند اليهود، وسيستعرض أهم مواصفات هذه البقرة وفقًا للمعتقدات اليهودية، وسيشرح كيفية التطهر برمادها، وسيسلط الضوء على أبرز الحالات التي تسببت في اشتباه بظهور البقرة الحمراء المنتظرة.
قصة البقرة الحمراء عند اليهود
تعود أصول قصة البقرة الحمراء في الديانة اليهودية إلى معتقدات قديمة مرتبطة بتضحية بقرة حمراء خلال عصر المملكتين اليهوديتين الأولى والثانية. ووفقًا للمعتقد اليهودي، تم ذبح بقرة حمراء في الهيكل الأول في عمرها الثالث، ثم تم خلط دمها بالماء لاستخدامه في تطهير الشعب اليهودي. وفي الهيكل الثاني، تمت تضحية ثماني بقرات حمراء واستخدام دمائها لتطهير الشعب اليهودي أيضًا. وتقول الأسطورة اليهودية أن اليهود يستعدون اليوم للدخول في مرحلة الهيكل الثالث المتصلة بميلاد البقرة الحمراء العاشرة، والتي ستتزامن مع ظهور “المخلص” الذي سيقوم ببناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى، وبعدها سيتم ذبح البقرة الحمراء كأول أضحية داخل الهيكل، حتى يتمكن الشعب اليهودي من دخول الهيكل.
مواصفات البقرة الحمراء عند اليهود
تشتمل المعتقدات اليهودية المتعلقة بقصة البقرة الحمراء على تعريف دقيق للبقرة المطلوب ذبحها كأضحية أولى للهيكل الثالث. يشير الكتاب المقدس التلمود في أحد نصوصه إلى أن البقرة يجب أن تكون باللون الأحمر بشكل كامل ، بدون أي تموجات أو شعرة ذات لون مختلف. يقول التلمود “حمراء صحيحة لا عيب فيها ولم يعل عليها نير” (عدد 19/2). يمكن تحديد مواصفات البقرة الحمراء وفقًا للاعتقاد اليهودي على النحو التالي:
- أن تكون بقرة حمراء بشكلٍ كاملٍ.
- ألا تكون هذه البقرة قد حُلبت من قبل.
- هل تم استخدام هذه البقرة في حراثة الأرض أو تم تحميلها بأي أوزان؟
- يجب أن تكون البقرة بلا أي أمراض أو عيوب داخلية أو خارجية.
- أن تكون البقرة في مرحلة الشباب، لذا يشتهرون بتسميتها البقرة الحمراء الصغيرة.
شاهد أيضًا: ماذا يعبد اليهود؟
طقوس تطهر اليهود بالبقرة الحمراء
تتضمن عملية تطهير اليهود بالبقرة الحمراء مجموعة من الطقوس والتمارين المعنونة بالعقيدة اليهودية القديمة، وهي تنص على أن يُحرق البقرة فوق نار تُشعل باستخدام شجر الأرز الذي يتم جلبه من لبنان. ومن ثم يتم استخدام رماد هذه البقرة في عملية تطهير اليهود، حيث يبدأ الكاهن بغسل نفسه وغسل ملابسه برماد البقرة، ثم يقوم الكهنة الآخرون بغسل أنفسهم ليتمكنوا من دخول المسجد الأقصى “بحسب زعمهم” بعد أن يكونوا نقيين حسب اليهودية. فإذا قام يهودي بدخول باحات المسجد الأقصى دون أن يتطهر برماد البقرة، فإن ذلك يُعتبر خطيئة وفقًا للاعتقاد اليهودي ويبقى يهوديًا نجسًا بدون هذا الرماد.
شاهد أيضًا: طريقة الذبح عند اليهود
ظهور البقرة الحمراء
أنشأ الكيان الصهيوني مركزًا متخصصًا لدراسة “البقرة الحمراء”، وتشير المعلومات المقدمة من هذا المركز إلى ظهور عدد من البقرات الحمراء التي يشتبه في أنها البقرة المنتظرة. ومن بين هذه البقرات، بقرة “كفر حسيديم” التي أطلق عليها اليهود اسم “ميلودي” وهي واحدة من أشهر هذه البقرات. وقد صرح حاخامات اليهود بأنها أول بقرة حمراء تولد في فلسطين المحتلة بعد تدمير الهيكل الروماني “تيطس” في عام 70م. وبناءً على ذلك، قام اليهود بحراسة هذه البقرة وتوفير جميع وسائل الرعاية والراحة لها. وكان ظهور هذه البقرة في نفس الوقت الذي هاجم فيه شارون المسجد الأقصى، ولكن الفريق المسؤول عن هذه البقرة لاحظ وجود بعض الشعرات البيضاء في ذيل البقرة، مما أدى إلى فشل خططهم.
في عام 2018، اشتبهت الجالية اليهودية في ظهور البقرة الحمراء عندما ولد عجلاً أحمراً، وأُجريت فحوصات للتحقق من إمكانية تحقق هذه الاشتباهات. ومع ذلك، أثبتت التحريات التالية عدم صحة هذه الاشتباهات. وفي عام 2021، تجددت الشكوك لدى اليهود بعد أن انتشرت أخبار عن ولادة بقرة حمراء لإسرائيلي في ولاية نيوجرسي الأمريكية. وقد رفض هذا الشخص بيع البقرة بمبلغ ضخم قدر بملايين الدولارات، وأكد رغبته في أن تكون هو الشخص الأول الذي يتم تطهيره من الذنوب بواسطة النبي المسيح.
شاهد أيضًا: ما هي ايام اجازة اليهود ؟
بهذا ينتهي المقال الذي ناقش قصة البقرة الحمراء لدى اليهود، من خلال عرض أهم خصائص البقرة الحمراء وفقًا للاعتقادات اليهودية وطقوس التطهر برمادها، مع تسليط الضوء على بعض الحالات التي ظهر فيها اشتباه في ظهور البقرة الحمراء المنشودة.