كتب : ياسر الشرقاوي
العجيب قيام الشعب المصري بثورتين عظيمتين والعُجاب ومل لم يحدث في تاريخ البشرية تجمع رئيس يحكم وآخرين في السجن والأعجب أنه وبرغم كل ذلك حدث ارتداد قيمي وأخلاقي وأصبح هناك ازدواجية في الفكر فالفرد يحكم على الأشياء من منظورة بطريقتين متناقضتين إذا هو كذب فهي بيضاء وإذا كذب غيره لا تغتفر ، إذا سرق فهو الحلال وإذا سرق غيره تعلقت المشانق .
قديما كان يُقال صاحب فكر يساري وآخر ليبرالي وغيره تقدمي وآخر رجعي وفكر ديني وفكر علماني فكان هناك وضوح للمذاهب الفكرية وأثرها على الأفراد أما الآن فهو الازدواجية في الفكر أو بلاهة التفكير والا فكر وهذا ما نعانيه في مجتمعنا وما يسبب تأخر المجتمع وليس فينا من يتوقف للحظة ويتساءل إلى أين نحن ذاهبون ؟ هل هذا الارتداد الفكري صحي أم مرضي ؟ هل هذا علة أم عرض ؟ ما أسباب ما نحن فيه ؟ وكيف نتغلب عليه ؟ أعتقد قليل هم من يشغلهم ما نبحث فيه ويهمهم ذلك ويهتمون بمشاكل الأمة ودقق أثناء سيرك تجد الفرد يسير منتفخ الأوداج والغيظ يملأ وجهه يكاد الدم يخرج منه فهو يتصارع مع نفسه فما بالك إذا احتك بآخر قامت الدنيا وهذا ما نراه مع السيارات وفي المطاعم وفي المكاتب الكل في صراع داخلي وخارجي الكل متحفز للكل ، لا أحد لديه وقت للتفكير والتحليل وهذا إنما يرجع لضعف الفكرة وعدم القدرة على التفكير وهناك العديد من مؤسسات الدولة المنوط بها هذه المنطقة بالتحديد أين وزارة الثقافة المنعزلة عن العالم تعيش في كهف لا تدري حتى عن نفسها ، أين وزارة التربية والتعليم التي تخلت عن وظيفتها وأصبحت فقط وزارة الثانوية العامة ، ولا نتحدث عن الإعلام فقد اختار لنفسه عالم آخر عالم الشهرة والمال فهو يحلق في عالم غربي ملئ بالمشاكل والصراعات التي خطها لنفسه من فكرة اللهث وراء أي خبر ، أين الحكماء وأصحاب المذاهب والأحزاب والنوادي دعونا نتأمل سلوكنا ونفكر ونحلل فلن تتقدم أمة معدومة التفكير .