هاشم محمود كما لم أعرفه من قبل، ها هو هاشم يكسر قنديل أمه ويتمرد على كتاباته القديمة ليصل إلى قمة إمباسيرا وقت آذان فجر أيلول. في الوقت الذي يحرر الثوار إريتريا، يحرر هاشم قلمه من كلاسيكياته المستهلكة ويتمرد على نفسه ليرسم وطناً أدبياً جديداً له. وفي الوقت الذي يفوز إدريس الإريتري بليزا الإنجليزية، يفوز هاشم بجائزة التوليولا الإيطالية.
حقيقة كنت أصنف هاشم في ذاكرتي على أنه أحد الكتاب الهواة وأخفيت عنه ذلك حتى لا أزعجه. اقترب من الوصول إلى عالم الإحتراف برواية عطر البارود إلا أنه سقط في نهاية الرحلة وانهار به الدرج ليقدم نهاية ركيكة لبارودٍ قوي. لم يستسلم هاشم وأشعل بارود قلمه من جديد ودخل السباق مرة أخرى ليتفوق على نفسه وينتقل من مسار الهواة إلى حلبة الإحتراف.
الآن وبعد قراءتي لفجر أيلول وجب علي أن أعترف بأن ذاك الإريتري الأسمر قد أصبح كاتبًا محترفًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، تزامن فجره مع فجر أيلول فوصل إلى القمة بهذه الرواية، ولكنه أكد لي بأن الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها. أطاع ندّاهة الإنتاج وسمع لدور النشر فخرج علينا بمجموعة قصصية سماها حارس الجسد لا ترقى لأن تنسب إلى هاشم صاحب فجر أيلول. أقول لصديقي الجديد، إن لم تستطع أن تكتب فجراً جديداً كفجر أيلول فعليك أن تكسر قلمك ويكفيك أنك هاشم أيلول.
دمت فجراً في الأدب الإفريقي،
صديقك الجديد/ أحمد جمال