متابعة-رشا حافظ
رعى صاحبُ السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب صباح اليوم افتتاح أعمال “مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية” في نسخته الأولى، ويتضمن العديد من الفعاليات التي تركّز على محور تلوث الهواء وتغير المناخ، وتستمر أعماله ثلاثة أيام.
وقال سعادة الدكتور عبد الله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر: إن سلطنة عُمان كانت ولا تزال من أوائل الدول التي انتبهت مبكرًا للاهتمام بالنظم البيئية والتنوع الحيوي، فقد أنشأت أول مؤسسة تعنى بالبيئة في مطلع السبعينيات من القرن الماضي وسنّت أول تشريع للحفاظ على البيئة عام ١٩٧٦م.
وأضاف سعادته أنّ السلطنة أنشأت أول محمية طبيعية لأشجار القرم في ذات الفترة وظلت تواصل تطوير وتعزيز العمل البيئي طوال عقود من الزمن لتصبح حماية البيئة ثقافة وعملًا، حيث بلغ عدد المحميات الطبيعية نحو ٢٦ محمية طبيعية نوعية.
وذكر سعادته أنه تمّ توطين العديد من الأنواع المهددة بالانقراض كالنمر العربي والمها العربية، وتوسعت مشروعات الاستزراع السمكي استثمارًا لجودة مياه البحر، كما تمّ تنظيم مواسم الصيد التقليدي لإراحة المصائد واستدامتها.
وأضاف سعادته أنه تمّ تنفيذ العديد من البرامج البيئية في قطاع إدارة النفايات وإعادة التدوير، وسُنّت سياسات الحد من استخدام البلاستيك أحادي الاستهلاك، وبدأت في التحول نحو الاعتماد على المصادر الطبيعية لإنتاج الطاقة مستهدفة وهي تحقيق ما نسبته ٤٠ بالمائة من الطاقة المتجددة من إجمالي الطاقة المنتجة بحلول ٢٠٤٠م.
وذكر سعادته أنّ سلطنة عُمان عملت على التوسع في استزراع ملايين الأشجار البرية وأشجار المنجروف وحماية الأشجار المعمرة والنظم البيئية المختلفة.
وقال سعادته: تأكيدًا للدور الريادي الذي تقوم به سلطنة عمان في مساندة جهود المجتمع الدولي، فقد انضمت سلطنة عُمان إلى جميع الاتفاقيات والبرتوكولات التي تُعنى بالبيئة والتنوع الحيوي والتغير المناخي وأن هذا النهج البيئي المحافظ قد أصّلت له السلطنة مجددًا في رؤيتها الوطنية الطموحة “عُمان ٢٠٤٠” التي ترتكز على أربعة محاور رئيسة أحدها البيئة المستدامة.
ولفت سعادته إلى أنّ سلطنة عُمان قد أنجزت خلال العام الماضي خارطة طريقها نحو الاقتصاد الأخضر المستدام، والسياسة البيئية الوطنية في قطاع الطاقة واعتمدت خطتها الوطنية للحد من الانبعاثات الكربونية، وأعلنت عام ۲۰٥٠ عامًا لبلوغ مرحلة الحياد الصفري الكربوني.
وأفاد سعادته أنّ السلطنة عملت على توسعة منظومتها لرصد جودة الهواء المحيط لتشمل معظم مناطق السلطنة والتي سيتم إطلاقها خلال الربع الأول من العام الجاري.
وذكر سعادته أنّ من أبرز أهداف هذا المؤتمر مناقشة الإدارة المتكاملة وأفضل الممارسات والخبرات العالمية والتشريعات البيئية والنماذج الرياضية العددية في مجال جودة الهواء والتغير المناخي، بالإضافة إلى استعراض أحدث التقنيات والابتكارات وأدوات الثورة الصناعية الرابعة في رصد ومكافحة تلوث الهواء وتقليل آثاره الاجتماعية والصحية والبيئية.
كما أشار سعادته إلى أنّ عدد الأوراق العلمية المشاركة في المؤتمر بلغ ٨٠ ورقة علمية تمّ انتقاؤها من بين مئات الأوراق المقدمة والتي سيتم نشرها في مجلة علمية عالمية محكمة journal of environmental science and pollution research.
وأضاف سعادته أنّ عدد المشاركين في أعمال المؤتمر بلغ أكثر من ٤٠٠ مشارك من نحو ٢٥ دولة بالإضافة إلى حوالي ١٠٠ مشارك في إكوثون الشباب المصاحب للمؤتمر والذي ينظم بالشراكة مع مبادرة منافع.
من جانبه قال سامي ديماسي مُمثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة المدير الإقليمي لمكتب غرب آسيا بالمنظمة في كلمة له: “إنّ تغيرَ المُناخ وتلوّثَ الهواءِ وَجهانِ لعملةٍ واحدة، ولذلك من الضروري معالجتُهما بشكلٍ مترابط”.
وأضاف: يؤكّد لنا العلم أنّ الكوكب يواجه ثلاث أزمات: أزمة المناخ، وأزمة التنوع البيولوجي والطبيعة، وأزمة التلوث والنفايات.
وذكر أنّ الكثير من التقارير العلمية الرئيسة عن العمل المناخي أشارت إلى أنَّ العالمَ بحاجةٍ إلى خفضِ انبعاثاتِ غازاتِ الاحتباسِ الحراري بنسبة ٤٥ بالمائة، من أجل عدم تخطي ١.٥ درجة مئوية من ارتفاع حرارة الأرض بحلول عام ٢٠٣٠.
وأشار إلى أنّ برنامج الأمم المتحدة للبيئة مستمرٌ في تعزيزِ شراكاتِه الاستراتيجية مع المنظّمات على الصعيد العالمي، وعلى كلٍّ من المستوى الإقليمي والوطني والمحلي لدعم الدول الأعضاء في بناء قدراتها، من أجل تنفيذِ خطة عام ٢٠٣٠. لافتًا إلى شراكة البرنامج الأممي مع هيئة البيئة العُمانية وجامعة السلطان قابوس في إعداد الاستراتيجية الوطنية للتكيف والتخفيف من التغيرات المناخية بسلطنة عُمان.
وألقى سعادة الدكتور علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة المصري، الكلمة الرئيسة للمؤتمر نيابة عن معالي الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بجمهورية مصر العربية والمنسقة الوزارية والمبعوثة للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ قال فيها: إنّ قضية تغير المناخ باتت من أكثر القضايا التي تمسُّ كافة الأنشطة البشرية مما جعلها أحد التحديات التي تواجه تحقيق التنمية المستدامة ليس فقط في الدول النامية، بل والمتقدمة منها أيضًا.
وأضاف سعادته: تؤكد التقارير العلمية الدولية والوطنية الصادرة أن التحديات التي سيواجهها العالم خلال العقود القادمة جسيمة؛ تتمثل في ندرة المياه العذبة وما سينجم عن ذلك من نقص في الغذاء، وفي الفيضانات التي ستؤدي إلى تهجير الملايين في العديد من دول العالم.
وذكر سعادته أنّ الدول الأطراف تُشارك بصفة دورية في اجتماعات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، حيث شهدت الدورة السابعة والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (COP 27) بشرم الشيخ، مشاركة واسعة من ممثلي مختلف دول العالم على كافة المستويات والتي قُدرت ب ٥٠ ألف مشارك و١٢٠ من رؤساء الدول والحكومات.
ولفت سعادته إلى أنّ تغيُّر المناخ يحمل مخاطر وتحديات للمجتمع الدولي، وأن الكوارث الطبيعية تهدد بخسائر في كل دول العالم دون تفرقة؛ الأمر الذي يتطلب التعاون بين كافة دول العالم. وأكّد سعادته أهمية التعاون المشترك لربط التطوير والابتكار والبحث العلمي من خلال الرقمنة والذكاء الاصطناعي، بالتوازي مع برامج وسياسات الدول في كافة القطاعات ذات الصلة حفاظًا على الموارد للأجيال القادمة لمستقبل أفضل لهم.
وشهِدَ افتتاح أعمال المنتدى الإعلان عن الفائزين في جائزة الغصن الأخضر نظير دعمهم للعمل البيئي من مؤسسات وأفراد، وتشجيعًا لإسهاماتهم البارزة والمتميزة في المجالات البيئية المختلفة