كتب عبدالنبى النادى
خضر التوني 15 ديسمبر 1916- 1956 من أعظم أبطال رفع الأثقال في مصر وتصدر اسمه سجلات أبطال العالم الخالدين في قائمة أعظم 50 بطلا في تاريخ رفع الأثقال لمدة 48 عاما وهى القائمة التي يصدرها الاتحاد الدولي لرفع الأثقال سنويا
ولد خضر التوني في 15 ديسمبر عام 1916م بحي شبرا بالقاهرة ونشأ في أسرة بسيطة كان والده يملك دكانا لبيع الجلود في منطقة بين الصوريين وشب خضر التوني ولديه شغف كبير بالرياضة
في العام 1934 م اشترك خضر التوني في نادى شبرا الرياضي حيث مارس هوايته برفع الأثقال وقد أعفي من رسم الاشتراك لنبوغه الرياضى
كانت أول مشاركة لخضر التوني في مسابقة في العام 1934م حيث شارك في مسابقة كأس الشواربي ثم في بطولة القاهرة بنادي شبرا حيث فاز ببطولة وزن المتوسط بمجموعة 235 كجم وكان الفائز الثاني بمجموعة أقل 25 كجم من خضر التوني كما شارك خضر أيضا في نفس العام في بطولة مصر التي أقيمت في صالة البلدية بالإسكندرية وسجل مجموعة 245 كجم
تمكن خضر التوني في العام 1935م من تحطيم الرقم العالمي في رفعة الضغط 106.5 كجم باسم مواطنه عنتر عرفه وسجل 107.5 كجم
شارك في دورة الألعاب الأوليمبية ببرلين عام 1936م وكان عمره 19 عاما و حقق انتصاراً فذاً على بطل ألمانيا في هذه الدورة وحصل على الميدالية الذهبية في وزن المتوسط بعد أن حطّم الرقم القياسي الأوليمبى ثلاث مرات وبلغ مجموع رفعاته في هذه الدورة 387.5 كجم.
وكان هتلر يعول آمالا كبيرة على فوز اللاعب الألماني ولكنه عندما شاهد خضر أعجب به بشدة وطلب لقائه في المقصورة الرئيسية وصافحه وهنأه على فوزه المستحق وهو يقول له كم كنت أتمنى أن تكون ألمانيا وأريد أن تعتبر ألمانيا وطنك
و قد تم تسجيل إنجاز التوني في الكتاب الرسمي للدورة الموجود في العديد من المكتبات والذي يحمل توقيع كل من حصل على ميدالية ذهبية ومن ضمنهم التوني
ومن الطريف أن الاتحاد الدولي لرفع الأثقال لم يعترف بأرقام التوني التي حققها (قبل دورة 1936) ظنا منه أن هناك خطأ في البيانات التي أرسلت إليه فلم يصدقوا أن هناك رباع في وزن المتوسط قد رفع هذه الأثقال.
شارك خضر في دورة الألعاب الأوليمبية بلندن عام 1948م وكان يستعد للحصول على الذهبية ولكن لسوء الحظ أصيب بالتهاب في الزائدة الدودية وساءت حالته، فأمر محمد طاهر باشا رئيس البعثة المصرية في الأولمبياد بإدخاله المستشفى فورا لإجراء جراحة ولكن البطل التوني أصاب الجميع بالدهشة عندما وجدوه على ميزان الوزن مقررا أن يرفع الأثقال رغم التهاب زائدته الدودية والتي قد يؤدي أي تحميل زائد إلى انفجارها وقد يودى بحياته، وحصل التوني على المركز الرابع وسط دهشة الحاضرين
كما فاز خضر التوني في العام 1949م ببطولة العالم ثم بطولة العالم في الوزن المتوسط في العام 1950م.
ذاعت شهرة التوني في العالم كله وأطلقت عليه الصحف العالمية ألقاب : بطل أبطال رفع الأثقال وأقوى رجل في العالم والبطل الذي لا يقهروقد أطلق اسم خضر التوني على أحد شوارع القرية الأوليمبية في ميونخ تكريما واعترفا بإنجازاته وقد جاء هذا التكريم بعد 36 عاما من انتهاء دورة برلين كما أطلق اسمه على أحد الشوارع الرئيسية في حي شرق مدينة نصر (الموصل بين شارع الطيران وشارع يوسف عباس قرب إستاد القاهرة)
توفى خضر التوني في العام 1956م صعقا بالكهرباء نتيجة حدوث ماس كهربائي وهو يحاول إصلاح الإضاءة في غرفة أبنائه ليواصلوا مراجعة دروسهم