بقلم : ايمان زقزوق
شهر مارس من كل عام يمثل قيمة مهمة للمرأة في غالبية دول العالم ، لكونه متعلقاً بالاحتفال بعيد الأم الذي يأتي تكريماً لمكانتها وإسهاماتها النبيلة باعتبارها المحرك الأساسي في بناء الانسان والأوطان.
وبهذه المناسبة يأتي مقالي اليوم عن المرأة وكيفية التعامل مها من خلال وصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، في حجة الوداع، حيث كان يخاطب الآلاف من أمته، فتفردت المرأة بجزء خاص من خطبته –صل الله عليه وسلم- استوصوا بالنساء خيرا ، فالنبى يُقدر الضعف في النساء ، فحرص على حمايتهن من الأذى ، وأظهر رحمته بهن بأكثر من طريقة، فقال صلى الله عليه وسلم: “خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي”.
“إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ”، قالها النبى –صلى الله عليه وسلم- ليبين أنهن يُماثلن الرجال في القدر والمكانة ولا ينتقص منهن أبداً كونهن نساء ، بل إن رسول الله يأمر المسلمين بعدم كراهية النساء حتى لو كانت هناك بعض الأخلاق المكروهة فيهن فيقول: “لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ”، أي لا يبغض الرجل المرأة، مستوحيا هذا المعنى العظيم من قول الله تبارك وتعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”.
فالمرأة منذ نعومة أظافرها وبداية من مرحلة الطفولة باب لرزق أبيها كما يقال ، فهي تتصف بالحنية والرقة حتى في لعبها ، فتجد البنت عندما تختار لعبة تجدها تقوم بدور الأم ، وتجهز بيت عروستها وتعتني بها وتبدل ملابسها وتصفف شعرها وترتب الفراش لها ، أما الولد عامة فيميل للألعاب البدنية التي تحتاج لقوة وعنف .
ونجد في محيط الأسرة البنت تساعد أمها في كل الأمور الحياتية ، وتحنوا على اخوانها وتعامل والديها بود ورحمة وتعاطف ، وتكون بمثابة الأم الثانية لإخوانها وأخواتها ، ويعود سبب تسمية سورة النساء بهذا الاسم؛ لكثرة حديثها عن الأحكام التي تخص النساء وما يتعلق بهن حتى أنها تعد أكثر سور القرآن الكريم حديثاً عن ذلك.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. وقال صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيراً ، فإنهن خلقن من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء . متفق عليه.
وقد افتتحت سورة “المجادلة” بالحديث عن المرأة التي جادلت النبي صلى الله عليه وسلم في شأن زوجها ، وقد أصدر- سبحانه- حكمه العادل في مسألتها ، مبينا حكم الظهار فقال الله تعالى : “وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا، ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ، وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”.
وكرمها الاسلام بتحديد مقدارها من الميراث ومن حقوقها اثناء مرحلة الزواج وحتى في حالة الطلاق أقر لها حقوقها والزام الزوج بتنفيذها ولا يتم زواجها الا برضاها.
بل وجعل الجنة تحت أقدام الامهات ، وأن أحق الناس بصحبتنا هي الأم ، ومما يؤكد هذا الاختصاص لها قول النبي -عليه الصلاة والسلام : (جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ).
كما أن الأم هي أساس كل بيت فان صلحت صلح باقي افراد الاسرة وتلى ذلك صلاح المجتمع قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أتيت أمة قط إلاَّ من قبل نسائهم”.
فرقاً بالقوارير هو الوصف الأبلغ من النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ، ومعلوم ليونة القوارير ووجوب صيانتها من الانكسار والضياع ، فهكذا يجب على الرجال للنساء صيانتهن من الانكسار والضياع.
وكلكم راع ومسئول عن رعيته ، حفظنا الله واياكم وحفظ نساء وبنات المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .