الدين المعامله
بقلم الكاتبة جهاد ابو زيد
المقصود بالدين المعاملة هو التصرف الذى يكون هدفه التقرب إلى الله ويكون ذلك بالحسنى واللين اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ،حيث كان راق فى التعامل والخلق وذلك واضح فى قوله تعالى (وانك لعلى خلق عظيم) إن المعامله الحسنه هى مطلب أساسى لأفراد الأسرة فيجب على الوالدين تعليمها لأبنائهم فإن الخير عندما ينتشر بالأسرة فإنه يعود على المجتمع بأكمله ،وان كانت الأسرة مدمرة أخلاقيا وأصبح الأبناء لا يستمعون لآبائهم فهو دليل على دمار المجتمع .
ذهب جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم إلى ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها يسألونها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعلها تخبرهم بشئ لم يروه ،او أمر لم يعرفوه فقد كانت زوجته وأقرب الناس إليه وترى منه مالا يراه غيرها .
يا ام المؤمنين: كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابتهم بجملة من ثلاث كلمات جمعت فيها المعانى كلها قالت :كان خلقه القرآن لقد تركت عائشه لنا بهذه الكلمات القليلة جواباً شافياً ،ونعتا كاملاً ،ووصفا كاشفا لنبى الله صلى الله عليه وسلم ،يعرف كل من كان له أدنى صله بالقرآن .فمن أراد أن يعرف عبادته صلى الله عليه وسلم فليقراء القرآن ،ومن أراد أن يعرف اخلاقياته صلى الله عليه وسلم فليقراء القرآن ومن أراد أن يعرف معاملاته وتعاملاته مع من حوله فليقراء القرآن، لم يكن يعتنى بجانب دون جانب ،ولا بركن ويترك آخر، ولا بناحية ويهمل غيرها ،وانما كان قرأنا يمشي بين الناس ،اسلاما ينطق بين الخلق .
إن عائشه رضي الله عنها بهذه الكلمات الرائعة ترسل رسالة لكل داعية يعيش هم الدعوة إلى الله .رسالة لكل مصلح يسعى فى سبيل إصلاح مجتمعه وأمته ،رسالة لي ولك ولكل مسلم يتمنى أن يقدم صورة حقيقية للإسلام ،رسالة تقول :أن الإسلام والدعوة إليه ليست مجرد كلمات رنانة ، ولا خطب طنانة تلقى على أسماع الناس دون أن يكون لها نصيب من الوقع العملي، رساله تقول إن الإسلام لا يحتاج إلى فصاحة لسان وقوة بيان بقدر ما يحتاج قدرة عملية تثبت أن هذا الدين كامل من كل جوانبه ،بعيد عن الخلل فى كل ناحية من نواحية ،لكنها لا تقول ذلك بمجرد اللسان ،وانما تثبته من خلال الواقع والمعاملة ،فإن الحقيقة التى لا مهرب منها ولا محيد عنها أن الدين المعاملة وأننا مهما دعونا إلى الإسلام بالاقوال وخالفناه بالأفعال فلن يقبله مننا أحد ،بل سنكون مثل قطاع الطريق الذين تقول أقوالهم للناس هلموا ،وتقول أفعالهم لا تلتفتوا إليهم ،فلو كان ما يقولونه حقا لما خالفوه ،ولكانوا اول العاملين به والمتمسكين بهديه ،فنحن فى الظاهر أداء ولكن فى الحقيقة قطاع طرق كما يقول ابن القيم رحمه الله .
إنه لانفصام بين القول والعمل ،بين العقيده والشريعة ،بين الإيمان والأخلاق ،بين اسلام الصورة والتطبيق ،انفصام بين إسلام العباده وإسلام المعاملة :ماذا يفيد البشر أن تكون المساجد ملآى بالمصلين فى وقت نجد فيه أن تعاملهم ومعاملاتهم تتنافى مع شعائر الدين ،وادنى مقومات الاخلاق ؟ ماذا يعنى المسلم أن يقوم الليل ويصوم النهار ويحافظ على الصلوات فى أوقاتها فى جماعات،ثم إذا باع غش وإذا تكلم كذب ،واذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ،وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ؟ أننا نحن المسلمين مطالبون بتقديم الإسلام للعالم ودعوتهم للإيمان به فتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتدرون ماالمفلس ؟ فقالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ،فقال إن المفلس من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا ،وقذف هذا وأكل مال هذا ،وسفك دم هذا، وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ماعليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم يطرح فى النار )
كلام واضح كالشمس لا يحتاج إلى اى تعليق سوى أن نقول نعم الدين المعاملة ،،،،،
جهاد ابو زيد❤️