بقلم دكتور / خالد الجندي
العطاء هو شعور الفرد بأنه يقوم بإسعاد شخص آخر، فيقرر التضحية من أجله حتى يرسم الابتسامة على وجهه، أو حتى جعله سعيداً ولو لجزء من الثانية، والعطاء لا يكمن فقط فى توزيع المال ولكن له صور كثيرة فمثلاً إذا أردت أن تستمع إلى أحد فى مشكلة ما لا يستطع حلها فهذا نوع من العطاء، وإذا أردت مساعدة محتاج فى شىء ما لا يستطيع القيام به فهذا نوع آخر من العطاء، وهناك نوع آخر من العطاء يؤدى بك إلى التضحية قد تسأل كيف هذا؟.
إليك هذه القصة، كان هناك طفلاً مسافراً مع عائلته إلى أحد البلدان بالقطار لقضاء اجازة وأثناء اسراع الأسرة اللحاق بالقطار، وأثناء جرى الطفل مع عائلته محاولاً ركوب القطار تساقطت فردة من حذائه، وكان هناك طفل آخر يجرى بجانب القطار مرتدى ثياباً قديمة حافى القدمين فأخذ هذا الطفل فردة الحذاء التى سقطت من الطفل الذى فى القطار، وأطال النظر إليها وكان يجرى محاولآً اللحاق بالقطار حتى يعطيها للطفل الذى فى القطار والطفل الآخر كان ينظر إليه ثم خلع الطفل الذى فى القطار الفردة الآخري، وقام بإلقائها إلى الطفل ذو الثياب البالية، من هذه القصة الجميلة ندرك أهمية العطاء ونشاهدها وكأنها شريطاً سينمائياً يدور فى عقل كل طفل قبل أن يدور فى عقل المشاهد فكل طفل يفكر أى من الآخر يحتاج فردة الحذاء أكثر، فالطفل الذى خارج القطار يفكر فى محاولة توصيل فردة الحذاء الى الطفل الذى بداخل القطار، والطفل الذى فى داخل القطار يفكر فى هذا الطفل المسكين الذى قد يكون فى حاجة الى الحذاء أكثر منه. ولكى لا نسقط فى حيرة فالموضوع ليس فى من يحاول توصيل الحذاء للآخر، ولكن الموضوع فى من يستحق ؟ من يضحى من أجل رسم ابتسامة على وجه شخص قد لا يراه ثانياً ؟ ألا نرى هذه القصة من أفضل القصص فى تعلم قيمة العطاء والتضحية من أجل الآخر، ليتنا نتشبه بهذين الطفلين ونحاول إعطاء الآخر حتى نشعر نحن الآخرين بالسعادة وقيمة العطاء والتضحية.