كتب / رضا محمد حنه
امين مركز فارسكور
لحزب الحرية المصري
و محرر في جريدة دمياط اليوم
و عندك واحد حضاري إذا سمحت
عندما يقوم الإنسان البسيط العادي ببناء بيت له فإنه يراعي تفاصيل كثيرة و متعددة حتى أنه يقول انه بيت العمر أو ابنيه للزمن لي و لابنائي من بعدي
و يراعي فيه إمكانية التطوير و التحديث
مثلا تجده يقوم بعمل ( بئر السلم ) كبير على امل تحسن الحال و يقوم بتركيب اسانسير
او انه يقوم بعمل فتحات للتكيف و افياش و أسلاك مناسبة و صرف أو أنه يقوم بعمل ( جراچات ) علشان اي ولد يفتح ورشة
كل هذا نطلق عليه التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد
و لكن في سوق فارسكور ( الخرابي )
تجد كل شيء ياخذك إلى الماضي العتيق
إلى الخلف
لماذا ….؟
لان المقياس هنا كان خطأ
بمعنى أن من قام بتصميم هذا المشروع اتخذ الشارع كوجه مقارنة بينه و بين المشروع
بمعنى أوضح
( أحمد ربنا إنك فارش في الشارع تحت الشمس و المطر و التراب ) و قمنا ببناء محل لك كهرباء و مياه و نظافة
نعم انت مُحق و نشكرك على هذا المشروع الا انك لم تراعي فيه أشياء كثيرة من الثقافة و لا شخصية المواطن الفارسكوري سواء كان بائع أو زبون
تعالى نتفق على أشياء حتى يتم تسهيل و حل المعضلة
تم رصد ميزانية للمشروع قُدرت بـ ١٠ ملايين جنيه
تمام؟
تم تخصيص أرض للمشروع من أملاك الدولة قُدر ثمنها بـ ٢٠ مليون جنيه
تمام؟
تم التخصيص و تم تركيب المرافق دون أي مشكلة
تمام؟
تم تنفيذ المشروع على هوى و تفكير شخص ربما يعيش خارج المحافظة و ينظر النظرة الدنيا لأهل المكان و بناءً عليه تم تنفيذ المشروع و كأنه تفضل منك على أهل فارسكور و هذا من أسباب رفض المشروع
نحن نؤيد و بقوة أن يكون هناك سوق حضاري يلامس المستقبل و يحاكي التطوير
كنا نتمنى أن يكون مثل السوق الحضارى في أي محافظة أخرى مثل الشرقية و بور سعيد و ميت غمر
الا انه جاء ليحطم امال الباعة و أيضا المتسوقين
و الشيء الذي يجعلك تزداد كراهية له كلما مررت عليه انه يذكرك بكل شيء سيء
لم يعد هذا المشروع إطلاقاً رمز حضاري لمدينة فارسكور بل على العكس تماماً
لقد جاء السوق ظلماً و قهراً و عدم المسئولية و فساداً في صندوق العشوائيات الذي نفذ هذا المشروع
و يأتي آخر مشاكله انه تم بدء تسكين التجار بعد عيد الفطر المبارك يعني قي شهر مايو الا انهم جاء إليهم خطابات بالمطالبة بدفع الإيجار من شهر فبراير
اي قبل فتح المبنى اصلا و لا سيكون هناك حجز إداري على المحلات و سحبها و عمل محاضر بالجملة لمن يخالف و يقوم بالفراش في أي مكان في الشارع
و زد على ذلك هناك محاربة مؤكدة و فعلية ضد التجار الذين قدموا على المحلات
نحن مع محاربة اي مخالف و ان تكون فارسكور عروس المحافظة في كل شيء نريدها متلألئة بهية
نحن نرفض هذا السوق تجارا و مشترين
لأنه رمز صارخ لكل شيء غير حضاري
لأننا بديهياً و منطقياً نؤمن أن
– أي تاجر من أبناءنا يفرش في الشارع خيرا من أن يخسر قوته و قوت أولاده و من يعول
– أننا نراهم في الشارع أهون من أن يتحرش بنساؤنا في طرقات هذا المبنى و على السلم
– اننا نراهم في الشارع أهون من أن يحدث لا قدر الله حريق و يموت منهم احد او من رواد السوق نظرا للاختناق من ضيق المكان أو من التدافع على سلم لا يتجاوز المتر
– اننا نراهم في الشارع أهون من هذا المبنى الذي سيكون مرتع لأشياء كثيرة منحرفة من تحرش و مخدرات و غيره
فـ بدلاً من أن نعالج الداء بـ داء
نبحث للجرح عن علاج فوري و قاطع و متحضر
و اني اقترح بعد تشكيل لجنة هندسية
يتم فتح أبواب للمحلات في الدور الأرضي على الشارع من الجهات الأربعة
يتم عمل واجهات للدور الثاني و الثالث زجاجية حتى تظهر ما في المحل من بضاعة و من فيه من أشخاص
تركيب كاميرات داخل كل المحلات و الطرقات و السلالم و دورات المياه و خارج السوق و مراقبة كل حركة داخل السوق
تحديد و تقنين أوقات العمل فيه و فتح و غلق المحلات
محاسبة كل من كان له دخل في إنشاء هذا السوق على هذا الشكل و بهذه الطريقة و محاسبته على كل تقصير قام به
و دامت مصر حرة و عظيمة بقائدها و جيشها و رجال أمنها و شعبها