بقلم.. وفاء أنور
أتعجب حقًا لماذا نبكى ماضينا ؟ ألم تكن أيامه تشبه أيامنا التى نحياها الآن ؟ ستيجيبون لا بل كانت أفضل ؛ سأتفق معكم وأدعوكم للذهاب معى فى رحلة عبر الأيام . رحلة نسترجع فيها ماضينا . تعالوا نجاهد لنستعيد مامر بنا من أحداث نذكرها بالخير أو بالشر لايهم . كل مايهمنا هو الإتيان بماضينا ! انتظروا فإن عدنا ستعود معنا مهام ومسئوليات أنجزناها من قبل . هل ستقبلون العودة دون أن تحملوا ماحملتموه من قبل ؟ وكيف سيحدث هذا ؟! هل سنضع شروطًا ؟ أم ندفع تذكرة مرور لنتفقد مافات من أيامنا الجميلة وأحداثنا السعيدة فقط ثم نعود ؟! صفقتنا لن تتم هكذا أبدًا ، فالماضى سيعود كما كان بكل مافيه فهل سنقبل بتلك الشروط ؟ أم نبقى فى حاضرنا نبحث فيه عن أحداث مبهجة فإن لم نجدها نصنعها نحن بأيدينا . ننسج أحلامًا وردية . نبنى أعشاشًا كالطير نلجأ إليها ، ونحتمى بها حين تشتد علينا مصاعب الحياة . نجاور من يشبهوننا ونلقى بمن لايفهموننا ، ولايقدّرون طبائعنا بكلتا يدينا إلى أبعد مكان دون ندم ٍ . كثيرًا ماتوقفت ووجهت لنفسى هذا السؤال : هل سنقبل العودة لماضٍ نبكيه ، ونقسم بأنه كان أفضل من الآن بكثير ؟ هل يعقل أن نبدأ رحلتنا من جديد ؟ هل ستمنحنا الحياة صفاء الذهن ، وهدوء البال الذى صاحبنا حينها ؟ أم أننا سنرجع بكل مصاعب ومسئوليات الماضى الجسام ؟ هل ستعود سنوات شبابنا التى مرّتَ كمرور البرق ؟ هل ستملأ ضحكتنا العالم من حولنا ؟ هل سنتمنى أن نبقى هناك للأبد ؟ فى ظنى لا أعتقد . لقد تسللنا من بين الأيام لنكبر سريعًا فنحن لم نكن ندرى أن كل عام سيمر علينا سيبقى ذكرى وكل حدث مر بنا سيأتينا بخبرة . علمتنا الأيام ألا نرجع ألى الخلف . إنها أيام تسعدنا أو تبكينا مرت وستمر . تعالوا نواجه أنفسنا ولانهرب . تعالوا نصارع مخاوفنا وسننجح . تعالوا نشيد صروحًا من نجاحات وسنفعل . تعالوا نؤمن بقدراتنا ومواهبنا وسنقدر . اقنعوا أنفسكم أنكم من تصنعون السعادة بأيديكم حين تواجهون ، ولاتستسلمون . أنتم من فجرَّ فى الماضى ينابيع الحب وبعزيمتكم ستكررون . انثروا الحب وستحصدون . فلا حاجة لنا بالعودة لماضٍ مادمنا على درب الأمل سائرين .