مقطع من رواية قنابل الثقوب السوداء
بعنوان :إذا كنتَ الأقوى والأحقد تمكّن منك كلّ الشرّ .
هذا المقطع متمم للجزء الذي نُشر بالامس
-كيف تعمل هذه القنابل ؟
-قال كانٍ..تبتلعهم كالمغرفة وتضعهم في صناديق القمامة ، ثمّ تنهّد وقال إثرها مباشرة ..سيدي ، إنّ القنابل مغرفة لهم ، ستغترفهم وتلقيهم إلى حيث لا ندري إلى بوابات بُعدية مطويّة .
-ظلّ يضرب كفًا على كفٍّ متعجبًا ، فلمّا زال عنه عجبه كلّم كاجيتا مطرقًا رأسه حزنًا ..
سألتني كم أريد أن أُرسل من جنودهم إلى المجهول ؟
-نعم سألتك في أوّل الكلام فخامة الرئيس ، وأتركُ لك الخيار .
-أسالك أنت كاجيتا ..كم تودّ أن تغرف منهم ؟
-قال وقلبه يحترق رغم بركان الانتقام الذي يسيطر عليه ، إنّي راجعتُ نفسي فخامتكم ، لن نمحوا أمريكا كما قلتُ ، يكفي أن نلبّسهم طرح النساء ، ونطأ رءوسَهم بأقدامنا ، فيعيشون أبد الدهر ملطخين بالعار ، يعيشون كالفئران في المجاري أو كالصراصير على جدران الحوائط .
-وما السبيل إلى ذلك ؟
-نخفي أساطيلهم الثلاثة ، ونُعدم الرابع الموجود على أراضينا رميًا بالرصاص ، ونترك الطفل والكهل والسيدة .
-طأطأ رأسه وقال ..وأنا مع رأيك ، يكفينا ثأرنا فحسب ، ثمّ هب منتفضًا وقال ..أوافقك الرأي ، اُمحهم ، كم من الوقت يلزمك لإنهاء مهمتك ؟
-أجلسُ أنا في معملي وأضربُ منه ، وبعد عدة ساعات على الأكثر تجد الأساطيل في المجهول .
-ابدأ التنفيذ .
-سأحتاج إلى معاونة سيادتكم .
-معاونتي أنا ! اُطلبْ ما تشاء .
-عليك إرسال ثلاثة من مخابراتك المهرة الأمناء إلى حيث تتمركز أساطيلهم البحريّة ، ومع كلّ واحدٍ منهم قنبلة ثقب أسود يضعها عند الأساطيل أو بالقرب منها .
-وبعد .
-ستؤدّي القنابل الثلاث مهمتها ، وفي أقل من ثمانٍ ساعات ستغترف في محيط 8-9 كيلومتر مكعب وهو أفق حدثها ، ستغترفهم هم والمياه التي حولهم والسفن والهواء ، كلّ ما يقع في أفق الحدث سيختفي .
-هل تودّ أن تعرف موضع هذه المناطق ؟
-لا ، لا أحتاج إلى معرفتها ، المهم أن يكون الهدف في بعدنا الذي نعيش فيه لحظة تفعيل عمل القنابل .
ترك كاجيتا رئيس الوزراء ورحل ، بينما هو فعقد جلسة مع وزرائه للشروع في تنفيذ الخطة ، فقال لهم ..
سنُخفي الأسطول الثالث في مدينة سان دييغو والأسطول الرابع في مدينة جاكسونفيل فلوريدا والعاشر بولاية ماريلان بأمريكا ، بعد ذلك نحاصر الأسطول السابع المتمركز هنا في كاناغاوا اليابانيّة لأنّنا لا نستطيع ضربهم بقنبلة الثقب الأسود ، نجبرهم على الاستسلام ثمّ نرميهم بالرصاص .
نظر إلى رئيس المخابرات ، اِخترْ رجالاً يحملون قنابل الثقوب السوداء إلى الأساطيل..الثالث والرابع والعاشر ، كي يتمرّكزوا هناك لحين صدور الأوامر بوضع القنابل بالقرب منها .
ثمّ بعد أن نطمئنّ على وصول رجالنا هناك نُعلن انسحابنا من الحرب الدائرة خوفًا على حياتنا بسبب تهديد الروس المستمر باستخدام النوويّ .
كذلك نبدي اعتراضنا على نهْج أمريكا في إدارة الحرب بعد أن أضاعتْ علي نفسها وعلينا آلافًا من مليارات الدولارات مقابل الانسحاب من المناطق العربية وإعلان السلام .
وبعد سحب القوات ووصول رجالنا إلى هناك ووضْع القنابل نخبر كاجيتا بالأمر .
وبعد انتهاء المهمة كلّها سنُعلن مسؤليتنا عن الحادثة .
وما انتهت المهمة عند هذا الحدّ ، فلابد من القضاء على جاك وفهمان ، لذلك سنرسل إليهما فرقة من الساموراي الخارق بعد القضاء على الأساطيل الأربعة مباشرة .
قال وزير الدفاع له ..إنّ الهدف الآن في مصر .
قال الرئيس ..أعلم ، الفرقة ستسافر إلى هناك .
كلُّ رحّب بالخطة ..والتنفيذ خلال أيام .
وبالفعل تمّ لهم كلّ ما أرادوا وانسحبَ الجيش اليابانيّ من الحرب كامل العدّة والعتاد ، ثمّ صدر الأمر للرجال الثلاث بدفن القنابل بالقرب من الأساطيل .
وجاءتْ الإشارة من ثلاثتهم بتنفيذ المهمة بنجاح ، صدر الأمر إلى كاجيتا بتفعيل القنابل الثلاثة ، وعليه ذهب إلى أكبر معامل اليابان حيث يوجد هناك جهاز ليزر ضخم وأحضر معه باقي أفراد عائلة ذرات الروبيديوم ، ضربها بحزم الليزر من ثلاث أجهزة لمدة ثمان ساعات بقوّة واحد جيجا واط لكلٍ منهما فقامتْ بجذب أرض حجمها ثمان كيلومتر مكعب .
انتقل الفعل مباشرة إلى باقي العائلة المتمرّكزة في القنابل الثلاث بخاصية التواصل الكمومي لشرودنجر ففعّلت القنابل وجذبتْ الأساطيل الثلاثة ونقصتْ الأرض بمقدار ثمان كيلومتر مكعب .
الاتصال بالمواقع الثلاث عبر الجهات المسئولة…
بعد فترة وجيزة من تفعيل القنابل الثلاثة انقطعتْ وسائل الاتصال بالأساطيل الثلاثة ، فظنّ المتصلون أن شبكات الاتصال فيها عطب وتحتاج لإصلاح ، فاتصلتْ بعضُ القيادات من المركز الرئيس للأساطيل البحريّة على رُبّانها الثلاث لكن الهواتف لا تعطي أىّ إشارة .
فتبادلتْ قيادات المركز الرئيس الاتصالات عبر هواتفهم ، فأبلغ كلّ واحد منهم الآخر بعضهم بعضًا أن هواتف الرُبّان وما دونهم على السفن الثلاث لا تُعطي أىّ إشارة منذ ثمان ساعات تقريبًا .
فأصاب الجميع الحيرة والدهشة ، وتمّ تكليف طائرة للذهاب إلى المواقع ليأتوهم بالخبر اليقين .
وتأهبتْ الطائرة للإقلاع .
تمّ نقل الحالة إلى وزارة الدفاع وال السي آى أي .
فسارعا إلى المواقع الثلاثة التي انقطع الاتصال عنها ، ووجدوا مفاجأة .
وجدوا شهود عيان يصفون كارثة ، منهم المتفجّع لِما رآه ، ومنهم المندهش ، ومنهم من يصرخ ولا يتكلم ، ومنهم من أصابته هيستريا من البكاء المتواصل ، ومنهم من تماسك وتكلّم وها كلامهم..
-يقول أحدهم ..رأيتُ السفن الحربيّة للجيش الأمريكيّ تختفي شيئًا فشيئًا ، ورأيت الماء يُقتطع من البحر ويختفي أيضًا .
-وآخر وكان صاحب محل قال..أتاني زبون ليشتري علبة سجائر ، فدلفتُ إلى رفّ كانت تُرصّ عليها علب السجائر ، فأخذتُ علبة منه وناولتها إيّاه ، وفجأة اِختفى الرجل من أمامي في لحظة وأخذ كفّ يدي معه فبُترت ، صرخت ولم تزايلني الدهشة أبدًا ممّا حدث .
-وآخركان ينظر إلى بعض الأشجار الكثيفة ، كانت قريبة من شواطئ الأساطيل الثلاث ، وفجأة وجدت الأشجار تختفي واحدة تلو الأخري .
-وآخر وهو قسّ قال..إنّي ارتاب في الأمر ، لعلّ بعض قبائل الجنّ حملوا هذه الأشياء إلى حضارتهم ولذلك اختفتْ ، حيث أكّد أنّ اختطاف تلك الاشياء لم يتمّ دفعة واحدة بل على دفعات .
-وآخر يقول..
ابراهيم امين مؤمن
الجزء الباقي ارسلته اليكم