كتب- محمود مسلم
ونبيل سليمان
يخلد التاريخ أسماء العديد من النساء الذين نشأوا في بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لما قدموه للإسلام بعد إيمانهم بالله ورسوله، وتعتبر الصحابية فاختة بنت أبي طالب، و التي اشتهرت بكنيتها “أم هانئ” ابنة عم النبي، وشقيقة الإمام علي بن أبي طالب واحدة من هؤلاء النساء. وقد تزوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي وأنجبت منه 7 أبناء هم “عمرة، وجعدة، وهانئًا، ويوسف، وطالبًا، وعقيلا، وجمانة”.
وقد قال مفتي الجمهورية السابق، فضيلة الدكتور علي جمعة، خلال برنامجه “نوادر الصحابة” المذاع علي قناة سي بي سي ان أم هانئ أسلمت يوم فتح مكة، بينما فَرَّ زوجها هبيرة هاربًا، و أن النبي –ﷺ- دخل إلى منزلها يوم فتح مكة، فصلى عندها ثماني ركعات، قال بعض الناس انها صلاة الفتح و قال بعضهم انها صلاة الضحي.
و أضاف أن النبي –ﷺ- قد أسري به من بيت “أم هانئ” فقد روت رضي الله عنها: ما أسري برسول الله –ﷺ- إلا وهو في بيتي، نام عندي تلك الليلة في بيتي، فصلى العشاء الآخرة، ثم نام ونمنا، فلما كان قبيل الفجر أهبنا رسول الله –ﷺ-، فلما صلى الصبح وصلينا معه، قال: يا “أم هانئ”، لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه، ثم قد صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين، ثم قام ليخرج، فأخذت بطرف ردائه، فقالت له: يا رسول الله، بالله عليك أن تحدث بها قريش فيكذبوك و يؤذوك، قال: والله لأحدثنهم، مشيرا الي ان هذا كان أمر الهي بالحديث عن هذا الاسراء، و لم يؤذ النبي صلي الله عليه و سلم.
كما اوضح فضيلته ان “أم هانئ” نالت شرف عظيم ومنزلة كبيرة وهى منزلة ان تصبح “أما للمؤمنين” لكنها ضحت بها رغم محبتها للنبى، فحين تقدم لخطبتها لم تفكر فى الشرف العظيم الذى تناله، وإنما فكرت فى النبى الكريم حين يصبح زوجًا لها من جهة وفى أطفالها من جهة أخرى. و قالت “والله إنى كنت لأحبك فى الجاهلية فكيف فى الإسلام. ولكننى اخشي هؤلاء الصبية (أى اولادها) وأكره أن يؤذوك” واعتذرت للرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم يغضب الرسول ولم يرغمها على شيء.
وبمرور السنوات، كبر ابنائها فلما عرضت نفسها عليه ثانية رفضها الرسول قائلا “أما الآن فلا” لأنه عندما أباح الله تعالي له بنات عمه اشترط ان يكن ممن هاجرن معه الي المدينة وأنزل الله هذه الآية (يأيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة..) (الاحزاب50)، وبهذه الآية أصبحت لا تحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها لم تهاجر بل كانت من الطلقاء.