كتب..أحمد الكومي…
قالَ الله تَعَالَى في محكم التنزيل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر} [آل عمران: 110]. أي: كنتم يَا أمة محمد خير أمة أنفع الناس للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، فمن تحقق فيه هذا الوصف فهو من أفضل الأمة.
اليوم معظم الدول العربية أغلقت المساجد فلا جمعة ولا صلوات، ومن قبلها أغلق البيت الحرام فلا معتمرين ولا طائفين ،ودول أخرى تجعل الآذان والإقامة معا،فهذا هو
البلاء الحقيقي فلا شك أن كورونا وهلعه بلاء
نخشي أن تكون سنة الإستبدال قد بدأت فيستبدلنا الله ويأتي بقوما آخرين يحبهم ويحبونه فقد أتي الله لنا بكثير من آيات العذاب لعلنا نرجع ونتضرع فلم يزدنا ذلك إلا كبرا وغرورا.
ولكن يبقي البلاء الحقيقي هو طرد الله عز وجل من بيوته فتكون المساجد في الأرض ومن قبلهم البيت الحرام بلا مصلين أعرضوا عنه فأعرض الله عنهم، فليبكي الباكون علي سكينة المسجد وجلسة الضحي والدعاء الذي لا يرد بين الآذان والإقامة وليبكي الباكون علي أجر صلاة الجماعة والخطي إلي المساجد التي تحط الخطايا وترفع الدرجات وليبكي الباكون علي أجر من بكر إلي الجمعه واستمع وأنصت كانت له بكل خطوة أجر سنة كصيام نهارها وقيام ليلها،إنها رسالة من رب غضبان للخلق مفادها أنا غنيا عنكم وعن عبادتكم.
وكيف لا يغضب الله جل وعلي ، وقد حاربه هذا الزمان بصنوفا من الفواحش،يقول إبن خلدون إذا رأيت الناس تكثر الكلام المضحك وقت الكوارث ،فاعلم أن الفقر قد أقبع عليهم وهم قوما بهم غفلتا واستعباد ومهانه كمن يساق الي الموت وهو مخمور ولكن الله برحمته ما تركنا هكذا هملا نلاقي عاقبة الذنوب ولكنه أرشدنا برحمته إلي طريق رفع البلاء ، قال الله تعالي ( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) صدق الله العظيم.
فالذي يحدث في العالم من كوارث وظواهر طبيعية تحدث في عالمنا كل كارثة تأتي بقوة أكبر من سابقتها براكين تهيج وزلازل تضرب هنا وهناك، والجراد يهجم بشكل عنيف في مناطق مختلفة،والأمطار التي كانت تستغرق من سنة إلي سنوات لتهطل أصبحت تنزل في وقت وجيز لا يتعدي اليوم الواحد مسببتا إغراق كل ما يأتي في طريقها ،وفيروس شنيع يهدد العالم بكارثة بشرية كبيرة، فعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله ﷺ: (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء) ، وعن عائشة أم المؤمنين قالت: سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الطاعونِ، فأخبَرَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “أنَّه عَذابًا يَبعَثُه اللهُ على مَن يَشاءُ، فجعَلَه رَحمةً للمُؤمِنينَ، فليس مِن رَجُلٍ يَقَعَ الطاعونُ فيَمكُثُ في بَيتِه صابِرًا مُحتَسِبًا يَعلَمُ أنَّه لا يُصيبُه إلَّا ما كَتَبَ اللهُ له إلَّا كان له مِثلُ أجْرِ الشَّهيدِ”.
قال الله تعالي في كتابه الحكيم (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) صدق الله العظيم
** لم تكن المره الأولي التي يغلق فيها بيت الله الحرام فقد أغلق البيت الحرام قبل ذلك أربعون مره، ومن المرات التي تفشيي فيها الوباء والأمراض.
– في عام1831 هجريا جاء وباء هنديا حيث تفشي خلال موسم الحج ومات بسببه ثلاث أرباع الحجاج،فقد شهدت فترة من الحج موت ألف من الحجاج يومياً نظرا لتفشي وباء شديد الخطورة ..
– وفي عام 1271 هجريا ضرب المدينة المنورة وتفشي فيها وباء الكوليرا الذي انتشر في موسم الحج وتزايدت الوفيات في عرفات وبلغت ذروتها في مني لذلك.
وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ من أمراض ويقول (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سئ الأسقام)صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم،فيجب علي الخلق التقرب والتضرع إلي الله عز وجل وأن يعطروا ألسنتهم بطلب العفو والعافية ورفع البلاء حتي يرفع عنهم الله البلاء ويكشف عنهم الغمه.
وبإذن الله سيصرف الله الوباء بالصلاة والصيام وقيام الليل والتسبيح والتكبير والتهليل والدعاء،فأكثروا من العبادة والدعاء في أوقات الصلاة وبليلة الجمعه المباركة وخاصة بالثلث الأخير من الليل،تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وصرف عنا وعن المسلمين والخلق الوباء والأمراض
اللهم لا تقطعنا عن بيوتك ،ولا تحرمنا بذنوبنا نعيم صلاة الجماعة وردنا اليك ياربنا ردا جميلا وأقبل توبتنا واحفظنا وجميع المسلمين من الوباء الداء وسئ الأسقام بعفوك ياكريم يارحمن وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا