سها جادالله….
كشفت إدارة مديرية الآثار والمتاحف الكويتية عن عظام متحجرة (أحفوريات) أثرية في إحدى مناطق البلاد تعود إلى 16 مليون سنة.
وقال مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي، سلطان الدويش، يوم الخميس: إن “تلك المكتشفات في منطقة الصبية تتحدث عن أهمية وعمق أرض الكويت، والصبية خاصة، حيث تم العثور على عظام أفيال الماموث التي كشف عنها الفريق الكويتي”، بحسب وكالة الأنباء الكويتية “كونا”.
وأردف أنه جرت عليها دراسة أعدتها جامعة لندن، مؤكدة أن عمر العظام يصل إلى 16 مليون سنة.
وأوضح أن “هذا الاكتشاف يعتبر مقدمة مهمة لمعرفة البيئة التي كانت عليها أرض الكويت”، لافتاً إلى أن تلك العظام هي أقدم القطع التي عثر عليها في الكويت وتدل على وجود الحيوانات المنقرضة والأمطار الغزيرة والغابات.
وأشار في الوقت ذاته إلى اكتشاف حديث هو مدينة “بحرة” التي تعتبر أهم المدن التي نشأت منذ 8 آلاف سنة وهي الآن من أقدم المدن في الشرق الأدنى، وكذلك بمنطقة الخليج العربي.
وبيّن أن “هذا الاكتشاف في مدينة الصبية، وهي مدينة الخليجيين الأولى، لأنها أكبر المدن في تلك الفترة”، معتقداً أنها كانت عاصمة مدن الخليج الأولى التي كان يتم الاجتماع فيها للالتقاء بالتجار من بلاد الرافدين، “والآن وجدنا السوق ووجدنا المعبد”.
وقال الدويش إن “المعبد هو الاكتشاف الأخير بجانب السوق التجاري منذ 8 آلاف سنة، ومظاهر الحضارة كلها اكتملت والإنسان القديم في الكويت له علاقة في وجودها”.
ولفت إلى اكتشاف ورش صناعية كثيرة دلت على تطور الإنسان الذي عاش على أرض الكويت، منها ورشة لصناعة الخرز والأفران الفخارية والحجرية، ونماذج الفخاريات التي تدل على روعة الصناعة والإبداع اللذين تمتع بهما الإنسان الذي عاش في منطقة الصبية.
وأكمل أن اكتشافات الأختام كانت في جزيرة فيلكا، قائلاً: إن “الأختام” بدأت تظهر الآن في بر الكويت وهو شيء جديد في علم الآثار أن يظهر ختم في منطقة كبد ويعود إلى حضارة دلمون المبكرة “2050 ق.م”.
وأشار إلى ختم آخر في أحد المدافن في منطقة الصبية وتاريخ جديد لمنطقة الصبية واكتشافات مهمة، حيث يعد الاكتشاف الجديد عبارة عن ختم من الحجر الأسود عليه كتابات ونقوش مسمارية يتحدث عن شخصية الإله “أوتوشمش” الذي يعود إلى تاريخ “2350 ق.م”.
وأردف أنه قد اكتشفت قطعة من الصدف المحزز في أحد المدافن في منطقة الصبية، وهو رمز لحضارة دلمون وهو الدائرتان والنقطة المركزية، وظهرت هذه على كثير من الأختام والأواني الحجرية والأمشاط، مما يدل على أن “الصبية” منطقة مهمة في تلك الفترة.
كما قال الدويش: إن “الآثار تعتبر مصدر التاريخ وكل المعارف التي ينشدها الباحث، وفيها عبق الأجداد وسعيهم لأجل أداء رسالة الإنسان وإسهاماته لعمارة الأرض”.
وذكر أن المياه تعتبر أهم العوامل التي ساعدت على عملية الاستيطان وقيام الحضارات، مشيراً إلى أنه تم رصد أكثر من 100 بئر في جزيرة فيلكا ومنطقة الصبية حتى الآن، بالإضافة إلى وجود أنواع مختلفة من الآبار.
وأضاف أنه في منطقة الصبية كانت هناك حياة طبيعية عاشها الإنسان معتمداً على رعي “الشجيرات القزمية” التي ساهمت في استقرار الإنسان، وكذلك الموانئ الطبيعية الصالحة لرسو السفن، وأيضاً المواد التي صنع منها الإنسان الأدوات.