بقلم الشاعر والكاتب محمد يوسف
من نحب؟ متى نحب؟ أين نحب؟ كيف نحب؟ لماذا نحب؟
كلها أسئلة يظن الجميع أنه إن أجابها وجد الحب و نجح فيه!!!!
بكل أسف الحب هو الامتحان الوحيد الذي إذا وجدت إجابة لأسئلته فشلت.
تلك الأسئلة هي التي يقضي معظم المراهقين والشباب عمرهم باحثين عن إجابة لها. لكن الغريب أن الحب إحساس لا يأتي أبداً بقرار أو بتخطيط منا. الحب كالولادة والموت يأتي فجأة مع الشخص الذي يختاره وفي الوقت والمكان الذي يختارهما.
كذلك لا توجد طريقة أو أسلوب محدد للحب، فهو إن أتى يأتي كما يشاء، وأينما يشاء، و حينما يشاء. وحينها يذهب العقل والمنطق للجحيم، و يكون الحب هو السلطان الحاكم الأول والأخير لسلوكنا ومشاعرنا وتفكيرنا.
كذلك أيضاً إذا سألت أحدهم لم أحببت فلاناً ووجد إجابة لسؤالك فاعلم أن حبه إلى زوال. لأن الأشياء تزول بزوال أسبابها أو الغرض منها.
لذلك فالحب الخالد هو مالا سبب فيه ولا غرض منه.
الحب ليس قراراً أو حتى هدفاً نسعى لتحقيقه. الحب سهم يضرب قلبين في آن واحد فينصهرا وينجبا نفساً واحدة تحلق كيفما شاءت دون حدود أو قيود.
ما عليك سوى انتظار تلك اللحظة التي ستأتي رغماً عنك و حينها ستتحد الدنيا كلها معلنة عن الحب.
كل ما عليك حتى تشهد هذه اللحظة هو الابتعاد عن شيئين، الضوضاء و الظلماء. الضوضاء في توهم الحب في كل من تلتقي، والظلماء في التقوقع و فقدان الأمل في حدوثه. لا عليك سوى الأمل و الإيمان في وجوده و خلوده.