للدكتور ..حسن عبدالعال كلية التربية جامعة طنطا
متابعة ….احمد عبدالحميد
شرفت سيناء من بين بقاع الأرض جميعا ، بأنها الأرض التى كلم الله عليها موسى عليه السلام تكليما ، كما شرف ترابها من دون تراب الأرض جميعا بتجلى الله عز وجل بنوره على جبل فيها فجعله دكا .
أن سيناء واد مقدس بنص القران الكريم ( إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادى المقدس طوى ) ويكفيك فى قداسةسيناء هذا الكلام وهذا التجلى .
ومن المصريين اليوم من يغفل أنه كان فى مصر مولد موسى عليه السلام ، وعلى صفحة نيلها تهادى تابوته رضيعا ، وكان على أرضها مبعثه من سيناء ، وفى بحرها انشق له البحر ، وكان فى التيه محياه ومماته ، فدفن فى سيناء ،لم يعرف له قبر .
وفى قداسة سيناء المصرية ترد أيات القران الكريم ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ) ، ( والتين والزيتون وطور سينين ) .
ولم ترد سيناء فى الأيتين منفردة ، وانما وردت مضافا اليها الطور وهو الجبل المنسوب الى سييناء
وترد كلمة “الطور ” بلفظ الجبل ثلاث مرات ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرنى أنظر اليك قال لن ترانى ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا ) ، ( واذنتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ) وجاءت لفظة “الغربى ” مرادفة لكلمة ” الطور ” فى قوله تعالى ( وما كنت بجانب الغربى إذ قضينا الى موسى الأمر ) ويكرر القران كلمة الغربى بلفظ الطور ( وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ) ، وقال تعالى (يابنى اسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن) .
وفى قراءة ” سيناء ” وجهان : الأول بفتح السين على قراءة الكوفيين ، ومنها. قراءة حفص التى يقرأ بها المصريون ،والثانى بكسر السين فى قراءة غيرهم ، وهو يقارب النطق الدارج فى العامية ” سينا ” بالقصر بدل المد وبكسر السين لابفتحها ، ويرى البعض أن كسر السين فى سينا أصوب وأفصح .
اما الشجرة المعنية فى قوله تعالى ( وشجرة تخرج من طور سيناء )، فيذهب أكثر المفسرين إلى أنها شجرة الزيتون ، استدلالا بوصفه عز وجل لها بأنها ( شجرة تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ) واستئناسا بقوله تعالى ( والتين والزيتون وطور سينين )
أن سيناء.تلك البقعة من وطننا مصر أرض باركها الله جل شأنه وقد قال ( فلما جاءها نودى أن بورك من فى النار ومن حولها )
اننا فى ذكرى عودتها إلى حضن أمها مصر نقسم ألا نفرط فى حبة رمل واحدة منها ..حفظ الله سيناء وبارك فى مصرنا الحبيبة