عبدالحميد شومان
من أكثر الأمثال المتداولة في هذا الشأن مثل عربي شهير يضرب حينما يتنكر الفرد لمن أحسن إليه فقد يتنكر الشاب حينما يصبح رجلاً فتياً لأمه وقد تتنكر الابنة بعد تربيتها وتعليمها حتى زُوجت لأهلها .
كما يتنكر التلميذ لفضل استاذه ويتنكر الموظف البسيط لرئيسه الذي اخذ بيده ووضعه علي سلم الترقيات لدي المسؤلين وينكر كل هذا وينسبه لمجهوده وليس لمساعدة رئيسه والادهي من ذلك يقتص من رئيسه هذا ان كان بالخدمه وان لم يلحقه يقتص من اقرب اقاربه حين يقع تحت يده منتهي ال..
قصة المثل :
يحكي أن رجل من العرب ربى ابن أخت له حتى كبر واصبح شابا قويًا فلما أحس الولد بالقوة والقدرة تنكر لمربيه وأخذ يرد جميله نكرانًا فقال الرجل في ذلك بعض الأبيات الشعرية
فَيَا عَجَبًا لمن رَبيت طِفْلاً
أعلمه الرماية كلَّ يوَمٍ .. فَلَمَّا اشتد ساَعِدُهُ رَمَاني
وَكم عَلمته نظم الْقوافي .. فَلَمَّا قَال قافية هَجَاني
أعلِّمهُ الْفتوة كُلَّ وَقْتٍ… فَلَما طَرَّ شارِبُهُ جَفَاني.
وهكذا يصنع من لا يثمر فيهم المعروف فيسيئون إلى من أحسنوا إليهم ولا يقدرون لهم المعروف
وفي هذه الأبيات يصف العربي ابن أخته بنكران الجميل حين قال : لما اشتد ساعده رماني أي أنه حينما أصبح قويًا استقوى عليا أنا ونسى أني مربيه الذي علمته فن الرماية ولكنه حينما رمى رماني وأنا الذي علمته نظم الشعر ولكنه حينما قال الشعر هجاني أي سبني.
العبرة من المثل :
ليس المعروف لكل الناس سواء فهناك أناسا مهما فعلت لهم لن يشكروك وسينكرون دائما وقفتك إلى جوارهم وتقديمك الدعم والمساعدة لذا يجب أن تتخير الناس حتى لا تصاب بخيبة الأمل فيمن حولك.
ليس هناك أصعب من النكران
ولماذا نبقى دائماً.. نقع في مصيدة الخذلان ممن نقدم لهم المعروف؟.. هل لابد أن نعرف كيف نقيّم الآخر حتى لا نقع ضحية خذلانه وإنكاره لمعروفنا؟ أم أن المعروف لا يجب أن ينتظر مقابل لنسعد به؟.
“الخذلان من أكثر الأمور التي قد تفقد الإنسان الشعور بالتوازن لأنه يمنحك فقد الثقة بالآخرين والشعور الدائم بالظلم إلاّ أنه بعد تجربة نكران معروف شقيقه أخذ عهداً على نفسه أن لا يتأمل أبداً في أحد وأن يضع أمام عينيه أن الوفاء وتقدير المعروف شيء غالي الثمن حتى يقدره الآخرون”.
وجهة نظر عبدالحميدية تقول أن تقديم المعروف لا ينتظر ثمنا له وأننا معرضون دائماً لأن نقابل من ينكر معروفنا في الحياة حتى إن حرصنا على أن نختار من نقدّم له المعروف ونستفيد من تجارب الخذلان التي عشناها فتقديم العطاء صفة حينما توجد في الإنسان فإنه لا يستطيع أبداً أن يتجاوزها أو يغيرها أو يختار من يتعاطف معه ويقدم له المعروف لأنه اعتاد على ذلك..
أن المشكلة ليست فيمن أنكر المعروف فنحن لا نستطيع أن نُعيد تربية الآخرين أو علاج جميع المرضى ومنهم من ينكر المعروف بل لابد من التركيز على تطوير الذات في مواجهة هذه الأنماط في الشخصية بشجاعة فبدل أن نحمي أنفسنا وقد ننهزم نشعر بالشفقة على من ينكر المعروف حتى نصبح أقوياء وبنفسية مختلفة لأن الرؤية هنا أبعد فعلاج نكران المعروف يختلف باختلاف علاقتنا بمن أنكر المعروف ونحن دائماً بحاجة إلى الانتصار الذاتي وتقدير الذات وتلك لا تأتي من عشوائية بل لابد من العمل على النفس بشكل مكثف لأننا بقدر ما نتعب في الانتصار على ضعفنا من الداخل كلما استطعنا أن نحرز نجاحاً مع من ينكر المعروف.