[ad id=”66258″]
بقلم / احمد الشامي
وذلك لأن السنة في لغة العرب في المعجم الوسيط الطريقة أو السيرة حميدة كانت أو ذميمة أو الطبيعة والخُلق أو الوجه أو الصورة والجمع سنن وأهل السنة هم القائلون بخلافة أبي بكر وعمر عن استحقاق ويقابلهم الشيعة . وسنة الله حكمه في خليقته .وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ما ينسب إليه من قول أو فعل أو تقرير . وورد في تفسير القرطبي لقوله تعالى ( قد خلتْ من قبلكمُ سُننُ فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبةُ المُكذبين ) سورة آل عمران ١٣٧ .
أن السنن جمع سنة وهي الطريق المستقيم وفلان على السنة أي على طريق الإستواء لا يميل إلى شيئ من الأهواء قال الهذلي : فلا تجزعن من سنة أنت سرتها فأول راض سنة من يسيرها . والسنة الإمام المتبع المؤتم به يقال : سن فلان سنة حسنة وسيئة إذا عمل عملا اقتدى به فيه من خير أو شر قال لبيد : من معشر سنت لهم آباؤهم ولكل قوم سنة وإمامها . والسنة الأمة والسنن الأمم عن المفضل . وقال الزجاج : والمعنى أهل سنن فحذف المضاف وقال أبو زيد: أمثال عطاء : شرائع . مجاهد المعنى قد خلت من قبلكم سنن يعني الهلاك فيمن كذب قبلكم كعاد وثمود . والعافية آخر الأمر وهذا في يوم أحد .
يقول فأنا أمهلهم وأملي لهم وأستدرجهم حتى يبلغ الكتاب أجله يعني ينصره النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وهلاك أعدائهم الكافرين .
وورد في تفسير الشعراوي أن السنن هي الطرق التي يصرف الله بها كونه بما يحقق مصلحة ذلك الكون ليضمن للإنسان – السيد في هذا الكون – ما يحقق مصلحته ومصلحة الإنسان تتمثل في أن يسود الحق في حياة الإنسان المختار كما ساد الحق في الكون المسير قبل الإنسان . وورد في تفسير التنوير لإبن عاشور أن السنن جمع سنة وهي السيرة من العمل أو الخلق الذي يلازم المرء صدور العمل على مثالها . وورد في تفسير البغوي أن السنة هي الطريقة المتبعة في الخير والشر يقال : سن فلان سنة حسنة وسنة سيئة إذا عمل عملا اقتدى به من خير وشر .
وورد في تفسير الوسيط لطنطاوي أن السنن جمع سنة وهي الطريقة المستقيمة والمثال المتبع والمراد بالسنة هنا وقائع الأمم المكذبة أجراها الله تعالى على حسب عادته وهي الإهلاك والدمار بسبب كفرهم وظلمهم وفسوقهم عن أمره . لذا يجب علينا أن نتعامل مع السنة على أن السنة النبوية الشريفة غير السنة بصفة عامة لأن السنة هي أقوال وأفعال وتقارير مأثورة تُنسب إلى فاعلها وقد يكون فاعلها مُسلم أو غير مسلم بينما السنة النبوية الشريفة فهي أقوال وأفعال وتقارير مأثورة تُنسب إلى سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا شك فيما جاء فيها إن ثبت نسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالطرق المعروفة عند أهل الحديث .
وإن كانت السنة هي الطريقة أو السيرة التي يسير عليها بعض الناس لمجرد أن شخص ما تركها ضمن ميراثه الفكري فإن السنة النبوية الشريفة هي الطريق المستقيم الذي لا إعوجاج فيه يسير فيه من أراد من المسلمين وراء أقوال وأفعال وتقارير لا تحتمل الخطأ لأنها رسائل من السماء جرت على لسانه صلى الله عليه وسلم بينما السنة بصفة عامة قد تكون مأثورات كاتب أو فيلسوف أو جاهل أو غير ذلك ولا ندري ما عقيدتهم . فينبغي أن لا نسير خلفهم لمجرد شعارات رنانه قد تخالف السنة النبوية الشريفة التي هي بمثابة قرآن يمشي على الأرض تركها لنا من كان خلقه القرآن صلى الله عليه وسلم .