بقلم الداعيه الاسلامي الشيخ وائل ابو جلال
الإسراء والمعراج بعد المعاناة التي مرّ بها الرسول صلى الله عليه وسلم من حصار أهلّ مكّة له وللمسلمين ووفاة زوجته خديجة رضي الله عنها وعمّه أبي طالب، كان لا بدّ من حدثٍ يخفف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصابه، فكانت معجزة الإسراء والمعراج. هذه المعجزة هي الرّحلة التي قام بها عليه الصلاة والسلام ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثمّ إلى السماوات على ظهر البُراق، فكانت هذه الرحلة قبل هجرته صلى الله عليه وسلم بسنةٍ واحدة، وفيها التقى عليه الصلاة والسلام بالأنبياء، وفرضت الصلوات الخمس على المسلمين، لهذا خلّد القرآن الكريم هذه الرّحلة في عددٍ من المواضع، حيث سميت سورةٌ كاملةٌ باسمها وهي سورة الإسراء
بدأت رحلة الإسراء والمعراج عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم مضطجعاً على فراشه ذات ليلة، فأتاه جبريل عليه السلام فشق صدره وأخرج قلبه وغسله بماء زمزم وبوعاء من ذهب مليءٍ بالحكمة والإيمان، ثم ركب صلى الله عليه وسلم على البُراق وأسري به إلى المسجد الأقصى فصلى هنالك ركعتي تحية المسجد. بعد ذلك عرج صلى الله عليه وسلم على ظهر البُراق بصحبة جبريل عليه السلام إلى السماء ففتحت له أبواب السماء، ورأى صلى الله عليه وسلم خلال رحلته الأنبياء عليهم السلام في جميع السماوات، فرأى آدم، ويحيى، وعيسى، ويوسف، وإدريس، وموسى، وغيرهم عليهم الصلاة والسلام. فرض الله تعالى على المسلمين خمسين صلاةً في هذه الرّحلة، وعندما رجع لموسى عليه السلام قال له أن يسأل ربّه فيخفف عن أمّته الصلاة فرجع فخفف عنه بعضها واستمرّ في ذلك ما بين موسى والله تعالى حتى وصلت لخمس صلوات. رأى صلى الله عليه وسلم خلال رحلته أيضاً بعض الأمور الأخرى كسدرة المنتهى، وأُدخل عليه الصلاة والسلام إلى الجنّة أيضاً فرأى ترابها الذي يتكون من المسك واللؤلؤ.