بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
الفجر يولد في أحضان الظلام والإبداع طفرة من هول الآلآم وبين الإبداع والألم تؤثر المعاناة إما سلبا أو ايجابا بحسب قوى الإنسان النفسية وتقبله لواقعه.. وقد يتخذها أي المعاناة سلاحا لرفع شراع الأمل لا سيما إذا خالط شعوره العصامي إيمان قوي يصنع من ذاته سلما للمجد والعطاء.وبين متفائل ويائس تختلف درجات القوة الذاتية التي من الممكن أن تسير الانسان نحو القمم العالية.. .فتلك الصعاب تذوب أمام أملك.. ذلك الأمل الذي سيخرج من عالمك المظلم إلى تلك البقعة التي يشع منها النور.
أمل الحياة هو ذلك البلسم الشافي. ذلك الإنسان الذي يحمل بين كفيه أجمل الزهور وبين فكيه أعذب الكلمات وتفوح منه أزهى الروائح.. فلا تحرم نفسك من تلك الزهور اليانعة ومن تلك الروائح الجميلة.وتخيل مجرد تخيل حينما يكون هذا الهدف غامضا مشوبا بالضبابية ، وحينما يكون هذا الأمل صعبا او بعيد المنال, فكيف ستكون حياتك إذن؟
كي تصل إلى ما تريد وتحقق ما تصبو اليه، فلابد أن تنتزع من قلبك كل شيء اسمه مشاعر، لأنها تعني الضعف والهوان والانهزامية فهل هذا صحيح؟هل صحيح إننا ملزمون بانتزاع الرحمة من قلوبنا وقطع أواصر المحبة والتواصل فيما بيننا والتنازل عن كل ما كنا نفتخر به من إنسانيات جميلة وراقية؟ إن كل تلك الأشياء الجميلة لا ينميها بداخلنا ولا يقوي من وجودها بعد الله فينا سوى تلك المشاعر الإنسانية الجميلة التي نتحلى بها وتعتبر جزءاً اساسا فينا حتى لو أنكرنا ذلك أو تجاهلناه وحتى لو جاء لنا إظهار عكس ذلك وبأننا أقوى من أن نظهر مشاعرنا للآخرين مما قد يوحي بصعفنا أو خلاف ذلك تلك بحد ذاتها معاناة
إن هذه المشاعر الحلوة مهما حاولنا انتزاعها من قلوبنا ومهما تجاهلنا وجودها ومهما استبدلنا بها أخرى مهما كانت الأسباب، فلن ننجح في مسعانا وأن نجحنا فوقتيا لأننا سوف نجد أنفسنا نفكر بمشاعرنا ونتحدث بها ونحتكم اليها شئنا أم أبينا.
فالمحاولة والتغلب على اليأس بروح التفاؤل هي المحرك لاختراق الصعاب كل الصعاب من أجل اثبات الذات والقدرات يبقي أن أقول: إن الإنسان بذكائه وتوظيف قدراته يستطيع أن يهيء لنفسه الأمل ومن هنا يأتى الإبداع