[ad id=”66258″]
كنب/ خالد الرزاز
أحد الأعلام الشهيرة فى مدينة المحلة الكبرى ولقد ولد رحمه الله فى عام ١٣٠٢ هجرية الموافق ١٨٨٤م وكان شديد الورع والتقوي محباً لجميع ألوان البر والخير كثير الصدقات علي الفقراء والمحتاجين ويروي عنه أنه كان يخرج متخفياً قبل صلاة الفجر ليضع الصدقات علي عتبات الفقراء ولقد روى لى أحد المعمرين الذين عاصروه أنه فى ليلة باردة مطيرة من ليالى شتاء ١٩٤٠ م خرج الباشا كعادته بعد أدائه لصلاة التهجد لكى يضع الصدقات تحت أعتاب بيوت الفقراء قبل الفجر ، فإذ بعسكرى الدرك المنوط به حراسة الشوارع والحارات يرى رجلاً ينحنى أمام باب دار فى حارة من حى صندفة ، فظن العسكرى أنه لص فقبض عليه واقتاده إلى قسم الشرطة وهو لا يعلم شخصية الرجل ، وفى الطريق أخذ الباشا يفهمه ويخبره بأنه عبد الحى باشا خليل فإذ بالعسكرى يقول له ..حرامى ونورى وكمان كداب يا ابن ..
[ad id=”87287″]
فما كان من الباشا إلا أن استسلم للأمر الواقع وعندما وصل العسكرى إلى قسم الشرطة -وبالمناسبة قسم الشرطة قريب جداً من قصر الباشا – ودخل العسكرى على مأمور القسم وهو قابض على عنق الباشا وقد أزال عنه طربوشه فإذ بالمأمور ينتفض من مكانه ويصيبه الذهول والعسكرى لا يدرى ما السبب وبعدما أفاق المأمور من دهشته إذ به يدفع العسكرى بقوة شديدة فى صدره ويخلص الباشا منه ويقول له ” يخرب بيت أهلك يا ابن . أنت عارف ده مين يا كذا يا ابن كذا وكذا . فقال العسكرى دا حرامى يا فندم …فرد عليه المأمور وقال له يا بجم يا طور اللى انت مبهدله ده يبقى الباشا عبد الحى خليل ” فأصيب العسكرى بالخرس وقد أوشك على الموت من شدة الهلع والمفاجأة فانكب على حذاء الباشا ليقبله ويعتذر فإذ بالباشا يرفض ويمنعه من ذلك ويقول له : اللى أنت عملته ده هو الصح وهو دا واجبك وأمر له بمكافأة كبيرة وطلب له ترقية على همته ويقظته .ومن أعماله رحمه الله تبرعه لبناء العديد من المدارس التى ما زالت تحمل إسمه إلى الآن ، وأيضا مساهماته الكبيرة فى بناء مستشفى المبرة والحميات ومستشفى فاروق بالمحلة الكبرى مع الأعيان بإشراف صاحبة السمو الملكى الأميرة فوزية بنت فؤاد الأول شقيقة الملك فاروق ، وأيضا المساهمة الكبرى – حتى بعد مصادرة الكثيرمن أملاكه- فى بناء المعهد الدينى بالمحلة الكبرى سنة ١٩٥٤م ومازالت لوحة التبرعات موجودة إلى الآن فى باحة المعهد والتى نقش عليها أسماء المتبرعين من أهل الخير واسم الباشا فى المقدمة .
[ad id=”1177″]
وجدير بالذكر أنه ايضا هو الذى قام باستقطاع قطعة أرض مجاورة من القصر من أملاكه الخاصة فى تلك الفترة ليبنيها مسجدا ، يسمى هذا المسجد ” مسجد الباشا ” أو مسجد عبد الحى خليل باشا ”
ولقد وافته المنيه فى يوم الإثنين ٢٩ شوال ١٣٧٩ هجرية الموافق ٢٥ أبريل ١٩٦٠م عن ستة وسبعين عاماً رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته