متابعي الافاضل ، السيدات والساده
يحذر الأطباء والمتخصصون النفسيون وهيئات حقوق الإنسان من أن زواج
القاصرات قد يتسبب بظهور مشكلات صحية جسدية ونفسية بين الفتيات
المتزوجات في سن مبكرة وأطفالهن، الأمر الذي يهدد بزيادة انتشار الأمراض
المختلفة بين أفراد المجتمع. وقد أشاروا إلى أن الآثار السلبية المحتملة لزواج
القاصرات، تتمثل في أربعة جوانب؛ فهي تتسبب بأضرار نفسية وجسدية عند
الطفلات المتزوجات.
كما ينطوي هذا الأمر على مخاطر نفسية وجسدية تهدد صحة أطفال الأمهات
القصر، أما عن الجانب الصحي البدني للطفلة المتزوجة، فأكدت العديد من
التقارير الطبية أن هؤلاء الفتيات يتعرضن لمشكلات جسدية ناجمة عن عدم
استعداد أجسادهن لخوض تجربة من هذا النوع. كما أنهن مهددات بالإصابة
باضطرابات الدورة الشهرية، تأخر الحمل، والولادة المبكرة. علاوة على تزايد
حالات الإجهاض بين تلك الفئة من المتزوجات، وارتفاع مخاطر إصابتهن بهشاشة
العظام بسبب نقص الكلسيم. وفيما يختص بالجانب النفسي ؛ أوضح المختصون
من أن زواج الطفلة قد يتسبب بمعاناتها من الحرمان العاطفي من حنان
الوالدين، والحرمان من عيش مرحلة الطفولة، ما قد يؤدي- عند تعرضها لضغوط-
إلى حدوث ارتداد لهذه المرحلة في صورة أمراض نفسية مثل الهستيريا
والفصام، والاكتئاب، والقلق واضطرابات الشخصية. كما قد ينجم عن ذلك
اضطرابات في العلاقات الجنسية بين الزوجين، ناتج عن عدم إدراك الطفلة
لطبيعة العلاقة، مما يؤدي إلى عدم نجاح العلاقة وصعوبتها. بالإضافة إلى معاناة
الفتاة من قلق واضطرابات عدم التكيف، نتيجة للمشاكل الزوجية وعدم تفهم
الزوجة لما يعنيه الزواج ومسؤولية الأسرة والسكن والمودة، وقد ينتهي الأمر
بهروبها نحو الإدمان نتيجة تلك الضغوط. وفيما يختص بصحة مواليد تلك الفئة
من المتزوجات؛ حذرت التقارير الطبية من احتمالية معاناة هؤلاء الأطفال من عدد
من المشكلات الصحية، مثل اختناق الجنين في بطن الأم، نتيجة القصور الحاد
في الدورة الدموية المغذية لجسده، الولادة المبكرة وما يصاحبها من مضاعفات
مثل: قصور في الجهاز التنفسي لعدم اكتمال نمو الرئتين واعتلالات الجهاز
الهضمي. بالإضافة إلى تأخر النمو الجسدي والعقلي، زيادة على مخاطر
الإصابة بالشلل الدماغي، والإصابة بالعمى والإعاقات السمعية.
كما أن زواج القصر يؤثر كذلك بشكل سلبي على الِصحة النفسية للأطفال،
الذين هم ثمرة ذلك الزواج؛ فهم قد يشعرون بالحرمان نتيجة عدم قيام الأم
القاصر بدورها كأم ناضجة. ويكونوا مهددين بالإصابة باضطرابات نفسية، تؤدي
إلى أمراض نفسية في الكبر كالفصام والاكتئاب، نتيجة وجود الطفل في بيئة
اجتماعية غير متجانسة. وقد يواجهون خطر تأخر النمو الذهني الناجم عن
انعدام أو ضعف الرعاية التربوية الصحيحة، بسبب عدم قيام الأم القاصر بواجبها
التربوي تجاه أطفالها. وأخيراً أن زواج القصر هو أحد العوامل الرئيسة التي
تساعد على ظهور مشكلات صحية ونفسية، ما يؤدي إلى زيادة الأمراض في
الأسرة والمجتمع، وهو ما يشكل كذلك عبئاً اقتصادياً على النظام الصحي.
والله الموفق والمستعان
دكتور / هاني عبد الظاهر