بقلم / د . أحلام الحسن
خبيرة إدارة موارد بشرية
أصنافُ وأبعادُ الوعي البشري ..
تعريف الوعي : هو حالة حضور العقل الصائب والمدرك للواقع .
أصنافُ الوعي :
1- الوعي الحر والغير مقيّد :
هو الحالة المسيطرة على حواس العقل والمدركة للحقائق وللواقع الذي يحيط بنا مباشرة أو الذي يبعد عنا ونتلّقى أخباره وصوره فنستنبط للحدث تفسيرًا ما محتمل المصداقية الحقيقية أو مغايرًا للحقيقة .. ومن خلاله يرسم الإنسانُ صورًا لوجهات نظرهِ ليقارنَ بين الأمور وليفصلَ بينها .. ممّا يجعلهُ صاحب قدرةٍ على اتخاذ ما يراهُ الأفضلَ من وجهات النّظر المتعددة حوله وفقًا لحالته الخاصة أو حالة الوضع العملي والوظيفي .. فالوعي بمثابة ربّان السفينة بل بوصلة الإنسان لتوجيهه للمسار الصحيح في منظوراته الحياتية بأصنافها .. وهو مما يجعل الإنسان متأثّرًا بالمؤثرات المكتسبة كالعلم ، والتّعلم ، أو المحسوسة من المشاعر كالخوف والحبّ والفطنة والذكاء والغباء وغيرها من الخصوصيات الذهنية .
2- الوعي الزائف ( الخادع ) :
وهو حالةٌ من الوعي الواهم والزائف حيث يعتقد الإنسان بصحته مالم يحدثُ لها ما يغيره ويوضح مساره .. وهذا النوع ليس قصورًا في مدارك الوعي للإنسان السليم العاقل بل لهُ عوامل تصنعه وتبنيه في عقل ووعي الإنسان حول العالم بأجمعه ونتعرض له جميعا !
وأهم هذه العوامل وأكثرها اتساعا هي :
أ- الإعلام :
وهو يلعب دورًا كبيرًا في حياة البشر كافة مما يؤثر سلبًا أو إيجابًا من خلال ما ينقله للعالم من أخبارٍ وأحداثٍ مختلفة التوجّهات وكثيرًا من الأحيان يخدم هذا الإعلام هذه الفئة أو تلك فيجعلها ملاكًا لا يمكن وقوعه في الخطأ !
أو وحشًا كاسرًا يهدد استقرار وحياة من حوله !
وقد يخدم توجّهاتٍ دينية معينة .. أو سياسية معينة أو حزبية وغيرها من التوجهات المختلفة وهذا ما يطلق عليه الوعي العام ..
ويتلقّى المتلقّي تلك الأنباء ويتأثر بها ويصدقها مائة بالمائة ويعتقد بمصداقيتها وهو في هذه الحالة وقع تحت تأثير الوعي الكاذب والمزيف .
ب – الوعي الكاذب العاطفي :
وهوكثيرًا مايتعرّض لهُ الإنسان خلال العلاقات العاطفية القوية والحبّ الجارف كحبّ الأم والحبيبة والزوجة والأولاد والأقارب .. ولقدرة الحبّ على تغطية العيوب وعدم كشف خفايا الطّرف الآخر الرديئة إلّا بعد زمنٍ ( وقد لا يحدث هذا الكشف مدى الحياة لتأثير ملكة الحبّ الجارف على المُحبّ )و سينتج عن ذلك المكوث الطويل تحت تأثير الوعي الزائف والكاذب متاعب كثيرة يحصدها الطرف الأول السابت في بوتقة الوعي الزائف معتقدا صحته .
3- بعد تعرض الإنسان المتلقّي لهذه الحالة من الوعي الزائف يحتاج فورًا لجرعاتٍ كبيرةٍ من الوعي الأول ( الحر والغير مقيّد ) فيمحص الحقائق ويتلقّاها من عدة مصادر والأفضل أن يتلقّاها من المصادر المناهضة لبعضها البعض ولا يربط نفسه بجهةٍ واحدة فقط في التّلقّي فيكون قد أضاع وقته وربما عمره خلف سرابٍ وأوهامٍ زائفة تحقق المصالح لها فقط ..