[ad id=”66258″]
بقلم د. وصفي كامل
اثنين من المزارعين يملك كل واحد منهم قطعة أرض الأول قام بمسئولياته تجاه مزرعته فرعاها حق رعايتها وكانت تؤتي ثمارها ويحقق المكاسب الكبيرة منها والمزراع الثاني أهمل مزرعته فنمت فيها الحشائش وترعرعت وكل عام تزداد الحشائش بكثرة حتى أصبحت مرتعا للقوارض والحشرات والأمراض المختلفة، وفي أحد المواسم الزراعية تضرر صاحب الأرض النظيفة من أرض جاره اشد الضرر فرغم اهتمامه بارضه إلا أن القوراض تخرج من أرض جاره وتسبب تلف محصوله فمهما يفعل لحماية أرضه يناله الضرر حتما،وأصبح من مصلحته أن يساعد جاره ويتحمل معه تكاليف اصلاح وتنظيف ارضه لأنه لو تركه لهلكوا جميعا، هذا المثال يجسد واقع مجتمعنا فإذا قمت بتربية ابناءك وأحسنت تربيتهم ووضعتهم في المجتمع النظيف وحولك آخرون لم ينالوا حظا من التربية السليمة وغرس القيم الأصيلة في نفوسهم فتأكد ان ابناءك في خطر،
[ad id=”87287″]
إن ما نراه من حوادث يومية لتعرض فتيات للتحرش وليس هذا فحسب بل لم يعد هنا اثر لوجود أبيها أو أخيها أو زوجها فهو معرض للضرب او القتل، إن خروج هذه الوحوش من الأرض السيئة لمهاجمة الأسوياء وإلحاق الضرر الشديد بهم يمثل خطورة كبيرة على المجتمع،فمن أين خرج المتحرشون واللصوص البلطجية وقطاع الطرق والقتلة والسبابون ذوى الألفاظ البذيئة إلا من أرض سيئة هي نتاج إهمال طويل على مدار سنوات طويلة، فاستطاعت هذه الوحوش ان تنمو وتترعرع وتزداد توحشا، ولكن لن يكفي التعامل معها بمواجهتها والقضاء عليها فقط فهم كثر، بل نحتاج أن نتكاتف جميعا لإعادة منظومة القيم وغرسها في نفوس الأجيال المختلفة وإزالة الحشائش التي تمثل مرتعا لهذه الوحوش وإعادة اصلاح تلك البيئات وإن لم نفعل فستخرج على المجتمع وحوش تأكل الكل بلا تفرقة وستقضي على كل تنمية وستعمل على نشر الفوضى ولن يسلم أحد، إن أعمال الأسرة والمدرسة والنادي والمسجد والكنيسة وكل ملتقيات الناس تكمل بعضها بعضا في زرع القيم والمحافظة على تقاليد المجتمع وعاداته السليمة ويجب على كل جهه أن تعالج أي قصور لاي جهة من الجهات المذكورة، فإذا كان القصور من الأسرة فعلى المدرسة أن تتحمل دورا جديدا لغرس القيم بشكل صحيح وهكذا لكل جهة.
إن فعلنا ذلك نجونا جميعا وإن لم نفعل هلكنا جميعا
حفظ الله بلادنا وشعبنا من كل مكروه وسوء.