بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
قال صلى الله عليه وسلم ان ( الله طيب لا يقبل الا طيبا )
من المؤلم أن يكون المرء غبيا لكن الأكثر آلاما أن يتغابى عليك الآخرين
وأعلم أيضا أنه من الصعب جدا على المرء أن يسير بمحاذاة النهر
ممسكا بيد حنونه وحميمه ليجد نفسه فجأه في النهر
ويكتشف أن اليد التي أحتظنت دفء كفه منذ برهة هي ذاتها اليد التي دفعته بلا رحمه في النهر.
لكن الأصعب من ذلك أن نفقد القدرة على الحب وعلى المزيد من الطيبه وأن نغلق أبواب القلب والنفس بالخوف والتوجس والحذر والشك لأننا أكتشفنا ذات لحظه موجعه ومفجعه أن طيبتنا تحولت في يد الآخرين الى جواز مرور لنكون ضحية لغدرهم ومكرهم
فنشعر كم كانت طيبتنا سذاجه وبراءتنا غباء .. ا
وإنما هي مبدأ اخلاقي وإنساني وخوفا من عقاب الله وطمعا في رحمته وثوابه .
فالطيبه تعني نقاء النية وصفاء السجية والعفوية والتلقائية وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها. الكلمة الطيبه صدقة اصلها ثابت وفرعها فى السماء
ان طيبتنا ووداعتنا ليستا ضعفا أو سذاجه ,إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمر من الصبر وأحر من الجمر.
أما السذاجه فتشير الى الغباء والوقوع صيدا سهلا للخداع والمكر والكيد ..
والصراع بين الخير والشر والفضيلة والرذيلة ,وإذا كان هناك نوع من البشر طيبين بالفطره فإن هناك نوع آخر من البشر غلبت عليهم نزعة الشر وتملكتهم حتى بدأو يسخروا من الطيبه ويصفوها بالغباء والعجز والضعف والمهانه . قال ابن القيم:وكـم من مفتونٍ بثناء الناس عليه،ومغـرورٍ بستـر الله عليه،ومستدرَجٍ بنعم الله عليه؛وكل هذه عقوبات وإهانة،ويظن الجاهل أنها كرامة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خير الناااس انفعهم للناس ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وابدا لن تكون السذاجه هي الطيبه الزائده وفي كل الحالات فان الطيبه هي طيبه
والسذاجه تطلق على من يعمل شيئا لا يعلم ويفقه معناه .. ونجد من هنا بان الطيبه امر مفعول معلوم وبارادة الشخص نفسه
و ارتباط الكلمتين ببعض ما هو الا بعمل وفعل الناس انفسهم ولكن من جهة المعنى فلا صلة لهما ببعض, أمر مؤسف حقا ان نرمي “الطيبة” تلك الكلمة النقية إلى بئر السذاجة والغباء.