متابعة :سالم هاشم
من الذهب حروف وكلمات علي ضفاف مواقع التواصل بالصفحات..فيس بوك
لطالما عشق القلم الكتابة دامت العين تغرم بالقراءة ومن حين إلي حين ننتحي زاوية خاصة مليئة بلآلئ علمية نبعت من الفكر المقتبس وكلها من عند الله
واليوم جئنا بثمرات ناضجات طيبة المذاق شهية المأكل يقدمها لنا الطبيب الفنان والمتطوع الإنسان الدكتور محمود غزالة .
إذ يكتب
الفشل الكلوي يعني أن الكليتين عاطلتين تماماً عن العمل ،ولكي يستمر المريض حياً لابد من تنقية دمه مرة كل يومين .
المسأله ليست سهلة أبداً ،ولكي يتم ذلك نحتاج إلي ماكينة كلي صناعية يزيد ثمنها عن 200 ألف جنيه و يبلغ وزنها 125 كيلو جرام ،و تحتاج إلي صيانة و ملاحظة مستمرة .
نحتاج إلي مصدر للمياه الصالحة للشرب تجلبها مواتير مياه ،و تتم معالجتها علي مراحل متتالية عبر فلاتر متدرجة في الدقة و حتي تكتسب المياه المواصفات الدقيقة حسب المعايير العلمية .
نحتاج إلي مياه أخري ذات تركيب خاص تأتي في چراكن من التموين الطبي بوزارة الصحة بالقاهرة ،و نحتاج إلي سيارات تذهب لإحضارها .
نحتاج إلي مستلزمات طبية عديدة لعملية الغسيل الكلوي و هي أيضاً تأتي من الوزارة و هي مستوردة و باهظة الثمن .
نحتاج إلي عملية جراحية في عنق المريض أو ذراعه لتوصيل الأوعية الدموية التي منها سيتم الغسيل بسحب الدم و إعادته و تسمي العملية وصلة شريانية وريدية .
و هي تتكلف نحو 5 ألاف جنيه يدفعها المريض و ينتظر 45 يوماً حتي يصبح ذراعه جاهزاً لعملية الغسيل .
نحتاج إلي أطباء مهرة لمباشرة عملية الغسيل الكلوي الصناعي و الإشراف عليها حيث يحتاج المريض إلي فحص و متابعة و تحليلات و التدخل عند أي طارئ ،هذا الطبيب دخل الجامعة ب99% و درس علوماً صعبة بلغة أجنبية لمدة 6 سنوات و امتحن شفوياً أمام 50 أستاذاً قبل أن يصرح له بممارسة المهنة ثم مارس العمل الطبي لسنوات قبل أن يكتسب الخبرة اللازمة ،فالطبيب قيمة كبيرة .
نحتاج أيضاً إلي تمريض عالي الكفاءة ،و تعتبر ممرضات الكلي من أفضل مستويات التمريض مثل العناية المركزة و الحضانات ،و هن خريجات مدارس و كليات تمريض عالي المستوي و يتمتعن بالخلق الحسن و الأداء المتميز و الروح الإنسانية الطيبة و الممرضة أيضاً قيمة كبيرة .
نحتاج لإستخدام أدوية متعددة لمنع التجلط و ضبط ضغط الدم و معالجة أي عدوي ناشئة أو أي طوارئ أخري .
فوق ذلك نحتاج إلي مكان هادئ و نظيف و مكيف الهواء و إلي معاملة إنسانية لائقة تريح المريض و تستجيب لإحتياجاته .
يظل المريض تحت المعالجة لمدة 4 ساعات في كل جلسة ،و تتكلف الجلسة الواحدة نحو 600ج تدفعها الدولة أي نحو 8 ألاف جنيه شهرياً و نحو 100 ألف جنيه سنوياً للمريض الواحد .
ملحوظة (1) :بعض المستشفيات الخاصة في مصر تكلف المريض أكثر من 6 ألاف جنيه في العناية المركزة في اليوم الواحد و علي المريض شراء الأدوية .
هذا العمل كله من أجل تخليص الجسم من مواد كثيرة زائدة أو غير مرغوب فيها ( ماء _أملاح عديدة .أحماض كثيرة _مركبات كيماوية مختلفة _مخلفات أدوية _سموم …..الخ ) و هذا من أجل إعادة بيئة الدم إلي تركيبها الطبيعي كما في الجسم السليم و حتي تستطيع الأعضاء العمل بشكل عادي .
ملحوظة (2) :يستهلك الإنسان البالغ نحو طن من الطعام و الشراب في العام ،و تخرج الكلي نحو نصف طن من البول سنوياً و لولا عمل الكلي لزاد وزن الشخص عن نصف طن في سنة واحدة .
العجيب أنه بعد كل هذا الجهد المبذول و الأجهزة الغالية و التكلفة الباهظة فإن الكلية الصناعية لا تتقن العمل أبداً كالكلية الطبيعية التي خلقها القادر العظيم ولا تستطيع التخلص من كل الغير مرغوب فيه .
الكلية الطبيعية في حجم قبضة اليد و تعمل بدون كهرباء أو أطباء أو تمريض و الأشد عجباً أن الكلية الطبيعية ليست جهازاً واحداً بل تحتوي علي مليون وحدة كلي صغيرة لتنقية الدم ،كل وحدة بمثابة جهاز غسيل كلوي متكامل له مداخل و مخارج للدم و أنابيب للصرف ،لذلك يستطيع الإنسان أن يعيش بكلية واحدة و حتي بنصف كلية بل و ربع كلية إذا كانت سليمة .
مليون جهاز معاً في قبضة يد واحدة و تعمل بلا توقف لعشرات السنين حسب عمر الإنسان و بلا قطع غيار أو إشراف طبي و بلا أدوية مساعدة .
هذه قدرة الله تعالي في خلقه و في إعجازه ،إن الذي جعل للبعوضة أعضاء جسم مختلفة بها تسير و تطير و تتنفس و تتغذي و تري و تسمع …..هو الذي إختصر كل إبداعات البشر في الغسيل الكلوي الصناعي و كل هذه الأجهزة و الجهود البشرية في كلية صغيرة في حجم قبضة اليد و تعمل في صمت و بلا أي تكاليف و دون توقف ،ولو حاول البشر تقليد عمله ( سبحانه ) فإنهم يعانون الكثير من المشقة ولا يبلغون أبداً مثل خلقه ولا إتقان صنعته .
( فسبحان الذي أتقن كل شئ خلقه ) .