الكاتبة / مروة الشريف
على الرغم من أن المرأة تشكل نصف المجتمع المصرى وهى شريك أساسي فى الحياة إلا إنها ما زالت تعانى معاناه جسيمة من التمييز العنصرى فى معظم أنحاء المجتمع فهى تتعرض يومياً فى الشارع وفى المنزل وفى كل مكان تذهب إليه الى الاضطهاد والاهانة . سواء عن طريق المعاملة السيئة أو توجية بعض الالفاظ الغير مسموح بها على الوجة الاخلاقى أو التنكير لدورها فى بناء هذا المجتمع عبر مؤسسات عدة مثل مؤسسة الأسرة ودورها فى تربية وتعليم وتثقيف الأطفال أو مؤسسة التعليم ودورها كمعلمة فى المدرسة أو أستاذة في الجامعة فهى تؤدى دور فعال فى هذا المجتمع ولكن ومع كل أسف المرأة تعامل معاملة الرق والعبيد واذا رفضت تلك المعاملة يتوجه لها عنف شديد من قبل الرجل ولذا علينا أن نقدم مفهوم العنف وأنواعه0
مفهوم العنف : تري الكاتبة مروة الشريف أن العنف من خلال معايشة واقعية فى المجتمع المصري وهو السخرية من الأخر بالضعف وقلة الحيلة وزرع فيه الخوف والرعب بشتى الطرق والوسائل حتى لا يستطيع الدفاع عن نفسه أو صد العدوان الذي يتم عليه فى حياتة اليومية . والعنف هو عدم الأعتراف بالأخر كإنسان له حقوق إنسانية ويتضمن الكراهية ، التهميش ، حذف الأخر . ولذلك يعد العنف الموجه ضد المرأة أكثر بكثير فى المجتمع المصري عن العنف الموجة ضد الرجل . لأن عبر التاريخ والحقب الزمنية والمجتمع يعطى حقوق للرجل ويهمل المرأة فى حقوقها بل يعتبرها تابع ذليل ليس لها أي دور في هذا المجتمع ، وإن كان فى العصر المعاصر بدأت المرأة تحصل على بعض الحقوق ولكن دائماً هناك علاقة غير متكافئة بين الرجل والمرأة بسبب هيمنة الرجل على هذا المجتمع .
أنواع العنف الموجه ضد المرأة فى المجتمع المصري
أولاً : العنف الأسري : لأسرة هى مجتمع صغير فى مجتمعنا الكبير تتكون من اب وأم وأطفال أو زوج وزوجة . والعنف الأسري هو الأكثر إنتشاراً في مجتمعنا المصري . فقد أثبت بعض الباحثين فى علم النفس والإجتماع أن العنف الأسري فى المجتمع المصري وصل إلى نسبة 70 % تجاة السيدات والفتيات فعلي سبيل المثال : ضرب الزوج لزوجته وخيانته المتكررة ، عدم إنفاق الرجل على المرأة وتلبيه حاجاتها ومتطلباتها فى الحياة وهذا يؤدي إلى إذلالها كإنسان فيه رغبة فى التعايش والملاءمة مع الحياة من أجل الهدوء والإستقرار ، والإسلام قد حدد الإنفاق حق من حقوق المرأة يجب أن يقوم به الرجل .وهناك وجة أخر من العنف الأسري وهو الموجة ضد الفتاة ويتمثل فى ثلاث نقاط.حرمان الفتاة من التعليم . فالتعلم يفتح أفاق أفكارها قد قيدتها وحاصرتها العادات والتقاليد ويجعل لها استقلالية فى اثبات الذات والتعبير عن رأيها فى المجتمع واستغلال طاقتها البشرية فى نمو المجتمع وإصلاحه ، لكن الفتاه الغير متعلمة هي كائن لا يعمل على أرتقاء وحضارة المجتمع فالجهل أفه تحاصر المجتمع المصري .
الزواج المبكر للفتاة، وختان الفتاة .وهذا واسع الإنتشار فى المجتمع الريفي المصري . وقد يسبب للفتاة ضرر جسدي ونفسي .
والعنف الأسري هو فى الأساس عنف الرجل للمرأة داخل الأسرة إذا كان الرجل هذا الأب ، الأخ ، العم ، الزوج
العنف المجتمعي ويتمثل فى العادات والتقاليد ومن أمثلة تلك العادات عادة تسطير على الأسرة المصرية في الريف عند إنجاب فتاة يحدث حالة من الحزن ومطالبة الزوج لزوجته لإنجاب ولد ، ونتيجة لذلك يتزوج الرجل أكثر من إمرأة حتى ينجب الولد، ومحاصرة الرجل للمرأة فى العمل الميداني الذي تقدمه من خلال المجتمع
أسباب العنف : أولها التنشئة الإجتماعية . حيث ينشأ الأطفال على عادات وتقاليد بأفضلية الولد عن البنت فى الأسرة المصرية، وثانيها نظرة الأسرة إلى المرأة أو الفتاة . ان الفتاة تعتبر وصمة عار فى جبين الأسرة وأن ملجأها هو الزواج حتى يطمئن قلب الأسرة على هذه الفتاة وأن التعليم مخصص للولد . وهذه تجربة واقعية حدثت امامي في قريسة مصرية بمحافظة الفيوم . كل أسرة فى هذه القرية تقوم بتزويج الفتيات فى سن مبكر ويرو من وجة نظرهم أن تعليم الفتاة تعني إنحرافها عن قيم المجتمع وعاداته . والتعليم خلق للولد فقط لأنه ذكر .
نظرة الرجل إلى المرأة . الرجل دائما ينظر إلى المراة على انها خادم بيته وهي تابع ذليل له لا تستطيع التحريك بدونه وليس لها أي رأي عنده . فهو دائما يقول أنها ناقصة عقل ودين
نظرة المجتمع إلى المرأة . يري المجتمع المراة على أنها كائن ضعيف لا يمكن الأعتماد عليه فى بناء هذا المجتمع وتقدمه وتطويره .
نتائج العنف هناك نتائج إيجابية ومنها إصرار المرأة على إثبات ذاتها فى المجتمع المصري، وحرص المرأة الشديد على التقدم فى العمل،والإصرار بالمشاركة الفعالة في بناء المجتمع .
أما عن النتائج السلبية فتتلخص في لجوء بعض السيدات والفتيات للهروب من المنزل بسبب العنف الجسدي / الأسري، ولجوء بعض السيدات إلى الخطيئة لكي تحصل على أموال . حتى تكون قوية فى المجتمع وتسطيع أن تعيش فى هذا المجتمع الذكوي،وإنتحار بعض الفتيات بسبب الأضرار النفسية التى توجهها لها الأسرة ، ولجوء بعض الزوجات الى الأنتقام من أزواجهن للتخلص من أضطهاد الرجل والسيطرة والاستغلال .
وفي النهاية أولا ً يجب على المجتمع أن يعطي للمرأة أدوار ميدانية فعالة لكل تشارك في بناءة وتقدمه وتخرج كل طاقاتها بشكل إيجابي ويساعدها على تحقيق المساواة في شتي المجالات والتخلص من لتمييز العنصري بإتاحتها فرص عديدة للتعبير عن رأيها عن طريق البرلمان / المجالس / الأحزاب ، وثانياً : تفعيل قانون العنف ضد المرأة وخاصة العنف الأسري، وثالثاً : إنتشار ثقافة التعليم بين السيدات والفتيات فى الريف المصري. لكى تستطيع أن تدافع عن نفسها من خلال استخدام القانون