بقلم : محمد صبري الشامي
كان فأر يعيش في مزرعة فرأى يوما صاحبها يخرج مصيدة من صندوق ، فاندفع الفأر كالمجنون
في أرجاء المزرعة وهو يصيح:
لقد جاؤوا بمصيدة الفئران .. يا ويلنا ..هنا صاحت الدجاجة محتجة :
تزعجنا بصياحك وعويلك فالمصيدة سيتم إعدادها لك ..هذه مشكلتك أنت وحدك ..
فتوجه الفأر إلى الخروف :
الحذر، الحذر ففي البيت مصيدة ..
فابتسم الخروف وقال :
يا جبان يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى العواقب ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك، وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب ..هنا لم يجد الفأر مناصا من الاستنجاد بالبقرة التي قالت له باستخفاف :
في بيتنا مصيدة ..! ! يبدو أنهم يريدون اصطياد الأبقار بها ..
هل أطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان؟
و بعد ما تبين له أن لاأحد يهتم قرر أن يتدبر أمر نفسه و واصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيدة، و قرر الابتعاد من مكمن الخطر ونام بعدها قرير العين ..
وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة ..وهرع الفأر إلى حيث المصيدة ليرى ثعبانا يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة بذيله ثم جاءت زوجة المزارع و بسبب الظلام حسبته فأرا وأمسكت بالمصيدة فعضها الثعبان فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية،
وعادت إلى البيت وهي تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة.
فقام المزارع بذبح الدجاجة لتوفير حساء لزوجته ..
وتدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها،
فكان لابد من ذبح الخروف لإطعامهم ..
ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة أيام وجاء المعزون بالمئات واضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم ..
و بذلك يكون الحيوان الوحيد الذي بقي على قيد الحياة هو الفأر الذي كان مستهدفا بالمصيدة و كان الوحيد الذي استشعر الخطر ..بينما الآخرون حسبوا أنهم بعيدون عن المصيدة فلم يستشعروا الخطر بل استخفوابمخاوف الفأر الذي كان يعرف بالغريزة والتجربة
أن ضحايا المصيدة قد يكونون أكثر مما يتصورون ..
خلاصة :
حتى لو كـانت المشكـلة التي تحدث قريباً منك لاتعنيـك
فلا تستخف بهـا لأنه من الممكن آن تؤثر عليك نتائجها لاحقـا