كتبت/مرثا عزيز
بعد تداول أخبار عن منعه عن دخول مصر اليوم ننشر هذا الخبر نقلاً عن موقع فيتو لنتعرف على نجل أخطر وأكبر إرهابي أسامة بن لادن
“عمر أسامة بن لادن”، ابن أبيه لكنه مختلف.. والده فضل حياة الخفاء والعيش بالجبال، إلا أن الشاب الصغير حاول أن يعيش منفتحا على العالم، لكن العالم رفض.
كثيرون انتابهم فضول شديد لمعرفة تفاصيل مقاتلي تنظيم القاعدة الذين أجهدوا مخابرات العالم وفي مقدمتها الأمريكية “CIA”، وما إن انتشرت مذكرات تكشف الكثير من الجوانب الشخصية لمقاتلي القاعدة، وفكرهم الجهادي؛ إلا وأقبل القراء حول العالم لمعرفة تفاصيل انتظروا أن تكون مثيرة.
في كتبهم ومذكراتهم يروى قادة الجهاد، وزعماء الإرهاب باسم الدين في العالم، كيف تحولوا من مجرد مقاتلين ضد السوفييت في أفغانستان، إلى مؤسسين بمنظمات إرهابية هددت الآمنين حول العالم، أصابت عسكريين، ودمرت مدنيين.
مذكرات عمر بن لادن، ابن زعيم تنظيم القاعدة الشهير أسامة بن لادن الذي قتل قبل نحو عامين ونصف، أثارت ضجة كبيرة ولاقت العديد من الانتقادات واعتبره البعض أداة للتضليل ويعمل لصالح تنظيم القاعدة، في حين رأى آخرون أنه كشف أسرارا ولم يكن رحيما على والده.
مايكل شوير، الرئيس السابق لوحدة متابعة ابن لادن في وكالة الاستخبارات الأمريكية، اعتبر أن عمر نجل أسامة بن لادن واجهة للتضليل لصالح القاعدة، وكتب مايكل شوير مقالًا عن عمر في صحيفة “ديلي تلجراف” اللندنية بعنوان “الابن المدلل لابن لادن أم عميل التضليل في القاعدة” وقال إن مذكرات “نجل ابن لادن” مصدر مهم لمعلومات استخبارية.
ويقول شوير في مقاله: عمر بن لادن يسعى وراء أجندة غير معلنة الغرض منها خدمة والده ومصالح القاعدة، متوقعًا أن نشر مذكرات عمر بالعربية، ستجعل والده بطلًا في العالم الإسلامي؛ خاصة أن الكثير من الناس يعتقدون أن أسامة لم يتخل قط عن حياة الرفاهية، لكن ابنه عمر يصوره في المذكرات شخصًا تخلى عن كل شيء في سبيل الله.
وتظهر مذكرات عمر أن والده يتميز بالبلاغة في اللغة، والورع والتقوى في الدين وذي صفات قيادية استثنائية، ويصوره وكأنه “روبن هود” يتناول طعامًا رديئًا في الجبال مع رجاله، “وهذا أخطر من تصويره كإنسان مجنون”.
وذكر شوير أن عمر بن لادن انفصل عن والده في أبريل 2001 عندما أخبره أحد كبار القاعدة سرًا أن “خطة كبيرة” على وشك أن تنفذ، إشارة إلى أحداث 11 من سبتمبر في نفس العام، وقد عبر له والده عن عدم موافقته على المغادرة لكن دون أن يجبره على البقاء معه، فرحل الشاب وترك والده يخطط لعملية اعتبرت من أكبر العمليات الإرهابية في التاريخ الحديث.
وكان عمر النجل الأكبر لابن لادن معجبًا بالمقاتلين الأفغان ضد الاتحاد السوفييتي، خلال عيشه في مخيم تورا بورا، ووصفهم بالهادئين والودودين جدًا، على عكس المقاتلين الجدد الذين وصف أغلبهم بمهرجين أصيبوا باليأس من حياتهم فتقمصوا لباس الجهاد من أجل الإسلام.
بعض الكتاب يرون عمر ضحية لأولاده، إلا أن حياة الشاب الشخصية لم تكن بعيدة عنهم، ويقول أحدهم: أحب عمر، فتاة تدعى زينة بعدما رآها في سفح الأهرامات المصرية وتزوجها.. أقام معها في مصر، ولما انتهت رخصة إقامة الزوجة، ذهب لتجديدها، لكن السلطات المصرية رفضت.
وحين طلب اللجوء إلى إسبانيا، رفضت مدريد طلبه بحجة أنه يتعرض لتهديد.. توجه إلى بلد زوجته البريطانية، فقيل له: أنت غير مرغوب فيه”. الكاتب ميسر الشمري، كتب في مقال له إن ما اسماه “حصار الفرص” هو الذي دفع عمر بن لادن إلى هذه الزاوية، “حتى إنه أصبح ينام ويأكل ويشرب هو وزوجته في المطارات، وهو ما يدفعه لأن يلتحق بوالده أو أن يؤسس تنظيمه الخاص”، حسب رؤية الكاتب الذي يعقب “الظروف وحدها هي التي قد تدفع هذا الشاب المنفتح على الحياة، لأن يعود إلى مجاهل تورا بورا”.
وفي مذكرات عن قيادات التنظيم، أفاد كاتبوها أن القاعدة سعت إلى انتشار تنظيمها في فلسطين والأردن لقربهما من إسرائيل، ولإضعاف الأنظمة العربية الحاكمة هناك بشعار “لا تحرير بدون تغيير”، وفوض مقاتل كبير يدعى “سيف العدل” للتعامل مع “الزرقاوي” لأن ظروفهم التي جعلتهم يخرجوان من بلدانهم متشابهة.