أعدالتقرير/عبدالحميدشومان
بعد جولتنا في ثماني دول اسوية وافريقية علي مدار ثمانية أيام متواصلة وصلت النافذة الاخبارية في اليوم التاسع من شهر رمضان الجمعة2018الي المملكة المغربية لنتعرف سويا علي البيت المغربي في رمضان وكيف يكون. تتميز بلاد المغرب العربي بطقوسها الرمضانية الخاصة، ويحظى شهر رمضان باهتمام خاص من المغاربة يتجلى بحفاوة استقباله، والحرص على الإعداد له قبل شهر من قدومه.
تتشابه بلدان المغرب العربي في كثير من العادات، والطقوس، والأكلات الرمضانية؛ ليدل على عمق التواصل الجغرافي، والتاريخي، والشعبي لهذه الدول.
ونحن اليوم أعتاب الثلث الأول من رمضان يسرني من النافذة الاخبارية أن اصحبكم بجولة المغرب الشقيق للتعرف على عادات استقبال الشهر الكريم. “عواشر مباركة”، بهذه الكلمات يهنئ أهل المغرب بعضهم البعض بقدوم شهر رمضان، والتي تعني “أيام مباركة”. وعلى أنغام أصوات المدافع، وزغاريد النساء يستقبل المغاربة شهر الطاعة. وكالمعتاد، تجهز النساء في المغرب ألذ الحلويات استعدادًا لاستقبال سيد الشهور.
تكاد شوارع المدن المغربية لا تنام، حيث تبدأ السهرات، والاحتفالات الرمضانية بعد صلاة التراويح، وتستمر حتى الفجر. تزدان شوارع المدن المغربية بأبهي حللها، وتحرص النساء على تزيين البيوت لتبدو بأجمل حالاتها، ويحرص المغاربة على أداء الصلوات في المساجد، خاصة صلاة التراويح حيث تكتظ المساجد بروادها فتمتلئ المساجد عن آخرها. ويستمر الجدول الديني من الفجر حتى آخر الليل، فتنظم المساجد بعد صلاة الظهر حلقات دراسية، ويخصص وقت صلاة العصر لقراءة القرآن بشكل جماعي. مسجد الحسن الثاني وهناك عادة بدأت عند المغاربة وهي اختيار أئمة المساجد قبل رمضان، والذين سيصلون بالناس أيام رمضان. ولصلاة التراويح قدسية كبيرة في نفوس المغاربة، حيث يحرصون على صلاتها في مسجد الحسن الثاني؛ حيث يتهافت الناس من كل المناطق لأداء صلاة التراويح خلف الإمام “عمر القزابري” الذي تم تصنيفه من أهم 50 شخصية مغربية مؤثرة. وتشهد مساجد المغرب في رمضان إقبالًا لا نظير له، حيث تقدر وزارة الأوقاف المغربية نسبة الإقبال على المساجد في رمضان بـ 45%. وتعج المساجد بالمصلين حتى أن المساجد لا تكفي للمصلين، فهناك حاجة ملحة لزيادة عدد المساجد، والتي يبلغ عددها 33232. يوجد تقليد سائد في المغرب “الدروس الحسنية الرمضانية” وهو تقليد لملك المغرب الراحل الحسن الثاتي ، وهي دروس تلقى أمام الملك لأهم الفقهاء والخطباء في العالم. ولا يزال الملك محمد السادس يقتفي نفس خطى الدروس الحسنية، والتي تقام في القصر الملكي، أو في مسجد الحسن الثاني.
وتزداد الزيارات الاجتماعية لصلة الأرحام، حيث يجتمع الأولاد المستقلون المتزوجون في بيت العائلة، أو ما يسمونه بـ “البيت الكبير” أيام الجمعة في رمضان. وهناك تقليد جميل في رمضان حيث يحتفي الأهل بأول صيام للأطفال في رمضان، تعزيزًا للقيم الإيمانية، والشعائر الدينية. تزخر المائدة الرمضانية في المغرب بأشهى المأكولات، والتي هي جزء من التراث، وتقدم النساء عند الآذان التمر، والماء، والحليب، ويتناول المغاربة بعد صلاة المغرب “الحريرة” وهي حساء شعبي مغربي تقليدي ارتبط برمضان، وهو الطبق الأساسي في رمضان، وتقدم العجائن، والحلويات، والشبكية أو ما يعرف بالمشبك، وأما الوجبة الدسمة فتكون بعد صلاة التراويح، ومن أهم الأطباق: طاجين، والكسكس، والسفوف، والبريوات، والشاي بالنعناع.