اعدها/عبدالحميد شومان
جاء رمضان وها نحن في يومنا الرابع من الشهر الفضيل يوم الأحد العشرين من شهر مايو2018 نفطر سويا في جمهورية العراق الشقيق وقبل ان نفطر نلقي سويا نطرة سريعة علي المناخ الذي يحي به شعب العراق شهر رمضان المبارك .. شهر الخير والبركات .. شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
شهر كريم تنتظره الامة الاسلامية من مشرقها الى مغربها .. شهر تكثر فيه تقاليد وطقوس ربما لا نراها في اي شهر اخر تتخللها العبادات والصلاة وقراءة القرآن الكريم .. شهر فيه ليلة هي خير من الف شهر، من احياها دخل الجنة هانئاً مطمئناً . وفي رمضان تزداد الروابط الاجتماعية بالالفة والمحبة وصلة الارحام.
وفي العراق الذي يحرص ابناؤه على تنفيذ ما تقدم .. تكثر في الشهر الفضيل تقاليد وطقوس خاصة به وباهله وقد تتفق مع اخرين من ابناء البلدان المسلمة من استقبال للشهر عبر التكبير والتهليل فرحة بقدوم شهر رمضان .. الى البدء بصلاة التراويح الى الاكثار من قراءة القرآن الكريم والحرص على ختمه ولمرات متعددة.
وتتميز المائدة الرمضانية العراقية باصناف متعددة لن تجدها الا في هذا الشهر الكريم كالشوربة التي تحرص الكثير من العوائل على تقديمها فقط خلال هذا الشهروالتشريب والكبسة والضاني اضافة لاصناف متعددة اخرى من أنواع الحلويات الشهية.
وبعد الافطار يحلو استكان الشاي وهو الكوب الصغير او استكان الحامض وهو الليمون المجفف المغلي قبل التهيؤ للخروج لصلاة العشاء والتراويح جماعة بمسجد الحي او بمساجد الاولياء الصالحين.
وما بعد صلاة التراويح يحرص العراقيون وخاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية ومنذ مئات السنين على لعبة المحيبس وهي لعبة عراقية خالصة تجري بين مجموعة من الشباب والرجال ويضم كل فريق من الفريقين المتنافسين الذي يمثل المحلة أو المدينة أكثر من عشرة لاعبين ويصل أحيانا إلى الف لاعب في الفرق الكبيرة ومثله في الفريق الخصم يتبارون على ايجاد المحبس المختفي في يد احد من لاعبي الفريقين وقد تستمر اللعبة لوقت الفجر.
ويكون ختام المحيبس قيام الجميع بأكل الحلويات المقدمة من الزلابية والبقلاوة وزنود الست وأعتقد كما نطلق عليها في مصر صواب زينب وغيرها من اصناف الحلويات التي تتميز بها المائدة العراقية.
وساعدت هذه اللعبة على تقوية اواصر المحبة والطيبة وتوطيد الاخوة بين العراقيين حيث يتساوى بها الجميع وتتلاشى فيها الفوارق ، وكمثال على ذلك المباريات التي كانت تشهدها مدن الكاظمية والاعظمية.
ولهذا الشهر متعة للاطفال بكلا الجنسين .. ففي منتصفه يجتمعون حاملين أكياساً من القماش ويتجولون في محلتهم مرددين اهازيج شعبية ومطالبين بعض البيوت باعطائهم بعض أنواع الحلوى ومن تلك الاهازيج
“ ما جينا يا ماجينا حلي الكيس وانطينا “ ثم يرددون “ يا اهل السطوح تنطونا لو نروح “ فتخرج صاحبة الدار وتعطيهم بعض الحلوى .ويختص بهذا الشهر المسحراتي او مايسمى بالعراقي ابو الطبل الذي يقوم بايقاظ الصائمين متطوعا وهو ينادي بأعلى صوته
(سحور.. سحور.. سحور) ، ثم يتبعها صائحا بنغم ثابت (اصحى يا صايم ووحد الدايم).
وتحول ابو الطبل الى جزء من طقوس شهر رمضان المبارك وغالبا ما يتوارث هذا الطبال هذه المهنة عن ابيه واجداده وان يكون أمينا ومعروفا من قبل سكان المحلة او الازقة التي يجوبها ، وعادة يكون لكل طبال منطقته المعينة والمحددة جغرافيا ولا يجوز ان يتجاوزها للمناطق الأخرى التي لها طبالوها المعينون.وبعد السحور الذي تسعى سيدات البيت البغدادي والعراقي بشكل عام ان يكون مناسباً بعيداً عن الاطعمة التي تسبب العطش والطمأ .. ترفع الايدي الى الله سبحانه وتعالى ان يديم هذه النعمة وان يعين الصائمين على صوم يوم جديد ثم يخرجون الى المساجد لصلاة الفجر جماعة ايذاناً بيوم رمضاني جديد.
وتبقى طقوس رمضان في العراق تتحدى الزمن .. وتتحدى من يريد لها الزوال والفناء .. فالعراقيين مصممون على البقاء راسخين في ارضهم وتبقى تقاليدهم وطقوسهم الرمضانية سائرة معهم الى يوم يبعثون لانها جزء من تراثهم الخالد.
وها قد نبي النداء ونفكر علي الشورى والتشريب لنشر بعدها استمارة الشاي.