كتب…عبده البربري
صرح فضيلة الاعية الإسلامي بمسجد المنزلاوي الجديد بابوصير محمود فايق ذكى… نحن نستقبل شهرًا من أعظم الشهور وأحبها إلى الله عز وجل إنه شهر الخيرات وشهر الرحمات وشهر العتق من النيران شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من لهدى
والفرقان, فكيف نستقبل هذا الشهر الكريم؟
أولاً: يجب أن نبارد بالتوبة إلى الله عز وجل فمن منا لم يذنب؟! ومن منا لم يعص الله؟! فكل بشر على ظهر هذه الأرض خطاء، ولكن ربك جل وعلا هو الغفور الرحيم، فهيا من هذه اللحظة تب إلى الله، وعد وارجع إلى الله جل وعلا, واسمع إلى ربك وهو ينادي عليك في الحديث القدسي الجليل الذي رواه مسلم والترمذي بسند حسن صحيح واللفظ للترمذي من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: يا بن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم! لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة).
ثانيًا: حافظ على الصلوات في جماعة في بيوت الله عز وجل، فلقد كان حبيبك المصطفى حريصاً على الجماعة حتى في مرضه الأخير، وكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم, أيها الحبيب الكريم! اسمع إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والحديث رواه مسلم ، يقول عبد الله : (من سره أن يلقى الله تعالى غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله قد شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو صليتم في بيوتكم -أي: لم يترك الصلاة، وإنما يصلي، ولكنه يصلي في بيته- كهذا المتخلف الذي يصلي في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عن صلاة الجماعة إلا منافق معلوم النفاق! -والله! إنها عبارة تخلع القلب الحي- ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى به بين الرجلين -أي: كرجل عجوز كبير مريض يؤتى به وهو يتمايل بين رجلين: رجل عن يمينه، ورجل عن يساره- حتى يُقام في الصف) أي: ليصلي الجماعة في بيت الله جل وعلا.
ثالثا: أنفق في سبيل الله في هذا الشهر، ولا تبخل، ولا تخش الفقر ولا الفاقة، وأنفق يمنة ويسرة، ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم إلا وينزل ملكان إلى السماء، فيقول الأول: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً). أيها المسلمون! يا من منَّ الله عليكم بالأموال اعلموا أن لكم إخواناً فقراء، ربما لا يتذوقون طعم اللحم في رمضان كله، فيا أيها المسلم! تدخر لمن؟! قال الحبيب صلى الله عليه وسلم -والحديث في صحيح البخاري- لأصحابه: (أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟) أي: من منكم يحب المال الذي سيتركه للورثة أكثر من حبه لماله هو؟ فقالوا: يا رسول الله! كلنا ماله أحب إليه من مال وارثه، فقال الحبيب: (فإن مالك ما قدمت، ومال ورثتك ما أخرت).
وأخيرًا: ينبغي أن نغتم هذا الشهر في الحرص على الخيرات وقراءة القرآن وأن نحرص على الإكثار من ذكر الله عز وجل أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الفائزين في شهر رمضان بالعتق من النيران, وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.