عبير عصام ابراهيم
بعض الناس يعتبر طبعه الذي نشأ عليه وعرفه الناس به شيئاً لازما له لا يمكن تغييره فيستسلم له مع ان الانسان الذكى يرى أن تغيير الطباع لعله اسهل من تغيير الملابس!!! فطباعنا ليست كاللبن المسكوب الذي لا يمكن تداركه أو جمعه.بل هى بين أيدينا ..بل نستطيع بأساليب معينة أن نغير طباعنا وطباع الناس أيضاً…بل عقولهم ربما ..!!
فلماذا يتحاور إثنان فينتهى حوارهما بخصومه بينما يتحاور آخران وينتهى الحوار بانس ورضا
……..
إنها مهارات الحوار لماذا يخطب إثنان الخطبه نفسها وبنفس الألفاظ…فترى الحاضرين عند الاول ما بين متثائب ونائم أو عابث بسجاد المسجد أو مغير لجلسته مرارًا.بينما الحاضرون عند الثانى متفاعلون لا تكاد ترمش لهم عين أو يغفل لهم قلب…… إنها مهارات الإلقاء لماذا اذا تحدث فلان أنصت له السامعون ..ورموا إليه ابصارهم بينما إذا تحدث اخر انشغل الجالسون بالأحاديث الجانبية أو قرأة الرسائل على هواتفهم……. إنها مهارات الكلام لماذا اذا مشى مدرس في ممرات المدرسة رأيت الطلاب حوله ..هذا يصافحه وذاك يستشيره وثالث يعرض عليه مشكله..بينما مدرس آخر يمشى وحده فلا طالب يقترب منه مبتهجا مصافحا أو شاكيا مستشيرا ….. إنها مهارات جذب القلوب والتعامل والتأثير في الآخرين لماذا يدخل أب الى بيته وتجد أولاده يقبلون إليه فرحين بينما يدخل الثاني على أولاده فلا يلتفتون إليه ……انها مهارات التعامل مع الأبناء وبذلك وجدنا أن الناس تختلف بقدراتهم ومهاراتهم في التعامل مع الآخرين وبالتالي يختلف الآخرون في طريقة الاحتفاء بهم ومعاملتهم …… والتأثير في الناس وكسب محبتهم اسهل مما نتصور …!!!! فإن أردت أن تكون رأسا لا ذيلا احرص على تتبع المهارات اينما كانت …ودرب نفسك عليها اتذكر عندما كنت في المملكة العربية السعودية أنى قرأت قصة لرجل يدعى عبد الله كان رجلا متحمسا لكنه تنقصه بعض المهارات حيث خرج يوما من بيته إلى المسجد ليصلى الظهر كان يحث خطاه خوفا من أن تقام الصلاة قبل وصوله إلى المسجد .مر أثناء الطريق بنخله في أعلاها رجل بلباس مهنته يشتغل بإصلاح التمر …عجب عبدالله من هذا الر جل الذي لم يهتم بالصلاة. فصاح به غاضبا انزل للصلاة فقال الرجل بكل برود : طيب …. طيب فقال عبد الله : عجل ….صل يا حمار!! فصرخ الرجل أنا حمار !!! ثم انتزع عسيبا من النخله ونزل ليفلق به رأسه …غطى عبدالله وجهه بيده لئلا يعرفه وانطلق الى المسجد نزل الرجل من النخله غاضبا ومضى إلى بيته وصلى وارتاح قليلا ثم خرج إلى نخلته ليكمل عمله ودخل وقت العصر وخرج عبدالله الى المسجد مر بالنخله فإذا الرجل فوقها فغير اسلوب تعامله قال : السلام عليكم… كيف الحال؟ قال : الحمد لله بخير قال : بشر !!! كيف الثمر هذه السنه ؟؟ قال : الحمد لله قال عبدالله: الله يوفقك ويرزقك ويوسع عليك …ولا يحرمك اجر عملك وكدك لاولادك ….ابتهج الرجل لهذا الدعاء..فأمن على الدعاء وشكره فقال عبد الله: لكن يبدو انك لشدة انشغالك لم تنتبه إلى اذان العصر!! قد أذن العصر والإقامة قريبه فلعلك تنزل لترتاح وتدرك الصلاة وبعد الصلاة اكمل عملك الله يحفظ عليك صحتك فقال الرجل: إن شاء الله…… إن شاء الله وبدأ ينزل برفق ثم أقبل على عبد الله وصافحه بحراره وقال له : اشكرك على هذه الأخلاق الرائعه أما الذي مر بى الظهر فياليتنى أراه لاعلمه من الحمار !!!!! ونحن كذلك كم ضايقتنا طباع اولادنا أو اصدقائنا …ولكن هل سعينا لتغييرها ….فغيرناها ؟؟؟؟