[ad id=”66258″]
بقلم ..احمد الشامي
ذلك لأن الروح في لغة العرب في المعجم الوسيط ما به حياة .والحياة لغة النمو والبقاء . وورد في تفسير الوسيط لطنطاوي لقوله تعالى ( ويسألونكَ عن الروحِ قل الروحُ من أمر ربي وما أوتيتُم من العلمِ إلا قليلاً ) سورة الإسراء آية 85 أن الروح تطلق في القرآن الكريم على أمور منها الوحي ومنها القوة والثبات ومنها جبريل ومنها القرآن ومنها عيسى ابن مريم . وجمهور العلماء على أن المراد بالروح في قوله تعالى ( ويسألونك عن الروح… ) ما يحيا به الإنسان وبه تكون حياته وبمفارقتة للجسد يموت الإنسان وأن السؤال إنما هو عن حقيقة الروح إذ معرفة حقيقة الشيئ تسبق معرفة أحواله . وقيل المراد بالروح هنا القرآن الكريم .. وقيل جبريل .. وقيل عيسى ابن مريم إلى غير ذلك من الأقوال التى أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرة أقوال .
[ad id=”1177″]
ويبدوا لنا أن ما ذهب إليه جمهور المفسرين أولى بالإتباع لأن قوله تعالى بعد ذلك : قل الروح من أمر ربي يؤيد هذا الإتجاه . لذا يجب علينا أن نتعامل مع الروح على أنها ذات النفس أو كل شيئ في النفس والنفس ذات الشيئ لأن النفس تموت بمفارقة الروح لها والجسد يفنى بمفارقة النفس له . وكأن الروح هي التي تحمل الجسد إن خرجت سقط الجسد على الأرض .
لأن خروج الروح يعني موت النفس وموت النفس يعني خروج الروح وكلاهما إذا خرج من الجسد مات الجسد . وأن خروج الروح يلزم موت النفس أو الجسد وموت النفس أو الجسد يلزم خروج الروح [ad id=”1177″]
وقد تموت النفس ويبقى الروح مثال خروج النفس أثناء النوم أو موت بعض أعضاء الجسد وبقاء بعضها على قيد الحياة ولا شك أنه يبقى ببقاء الروح .
ولكن لا يمكن أن تخرج الروح وتبقى النفس على قيد الحياة. ولعل هذا تفسير للآيات والآحاديث التي ورد فيها تارة أن الموت خروج للروح وتارة أخرى أن الموت خروج للنفس . قال تعالى ( يا أيتُها النفسُ المطمئنةُ أرجعي إلى ربكِ راضيةً مرضيةً ) سورة الفجر آية 27_28 وعن أم سلمة قالت : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصرُهُ فأغمضهُ ثم قال ( إن الروحَ إذا قُبضَ تبعهُ البصرُ… . ) صحيح مسلم رقم 1534.