الشيخ. سيد العباسي
لو سالت سؤالا للجميع ماذا تريد ؟
سنقول نريد ان نعيش عيشة كريمة سعيدة…ولكن كيف نصل اليها. ؟
اريد أن أُكَفي نفسي وأهلي واولادي بالطعام والشراب والملبس واجعل اولادي لايحتاجون لأحد ولا لأي شيء من متاع الدنيا في حياتي وبعد مماتي….اقول له انتظر !!
في حياتك نحن معك ولكن بعد مماتك… كيف ذلك ؟سيقول بأن اجمع المال وكأن لسان الحال يقول.. من حلال أو حرام لابأس
اقول…. يااحبابي..
ليس نعيم الدنيا مالا ولاجاها ولاسلطانا فقط..
ان اعتقدت ذلك فأنت مخطئ لأن النبي صلي الله عليه وسلم وضح ماهو الخير في الدنيا فقال (من اصبح منكم آمنا في سربه ؛ معافي في جسده ؛ عنده قوت يومه ؛ فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها…الادب المفرد للبخاري)هذا هذاالحديث جامع لكل اصناف الخير في الدنيا.. من العافية البدنية ؛ والأمن القلبي والوطني ؛ الكفاف في العيش بقوت اليوم ؛ وسلامة الاهل..
ومن كانت عنده هذه النعم فكأنه ملك الدنيا واصبح ملكا لها.
يااحباب وجب علينا ان نحمل الآخرة لاهم الدنيا ولاهم المستقبل لأن ذلك كله مكتوب عند الله برحمته في (كن فيكون)ولاتقل اريد ان اصل الي مااريد وانما انظر الي حديث النبي السابق لفظا لفظا..
..من اصبح منكم..
قل لنفسك لقد قمت من نومي بعد ان كنت ميتا ميتة صغري لاحول لي ولاقوه…
الي يوم جديد اقول بعد قيامي (الحمد لله الذي احيانا بعد مماتنا واليه النشور) وعلي ان ابدأه بتوبة الي الله وعمل خير لاني لااضمن ان اعيش يوما آخر وقد نصح النبي عبد الله بن عمر فقال له (ياابن عمر عش في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) والانسان عليه ان يتقي الله في هذا اليوم..
…..آمنا في سربه….
الله الله في وطن آمن ومجتمع آمن يتحلي اهله بالرحمة والمودة والمحبة…
ان الامن من افضل النعم ولايعلم ذلك الا من حُرم منها..
هل انت تريد ذلك بإلتزامك بدينك الالتزام الصحيح فقد قال ربي (الذين آمنوا ولم يابسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون) من اراد الامن التزم بدينه التزاما صحيحا بغير عوج ولالمصلحة شخصية ويخاف علي بني وطنه ومجتمعه من الخيانة واشاعة الفوضي..ويسأل نفسه هل ماسأقوم به وافعله يرضي الله ؟ سافعله والا سأتوقف عن فعله.
….معافي في جسده…..
اي صحيح من الاسقام والعلل والاوجاع ويعترف بفضل الله عليه
لان الصحة والعافية تاجا علي رؤوس الاصحاء لايعلمه الا من فقده..
لان المريض في نهاره يري الاهل والاصحاب يعودونه ويزورونه ويخففون عليه ألمه ويدعون له واذا اتي الليل وتركه الجميع لمن يشكوا حاله لن يجد الا الباب الذي لايغلق ابدا (باب الكريم الرحيم سبحانه) وقد قال تعالي (وهو الذي يطعمني ويسقين واذا مرضت فهو يشفين)
وكان النبي الكريم يدعوا الله بهذا الدعاء (اللهم اني اسالك العافية في الدنيا والآخرة؛ اللهم اني اسالك العفو والعافية في ديني ودنياي واهلي ومالي)
فلاتؤذي نفسك وترمي بصحتك وعافيتك الي الهلاك لانك ستسأل عنها امام ربك..
وختم النبي حديثه بقوله..
…عنده قوت يومه…
اي قدر مايعيش يوما واحدا من طعام وشراب وغيره لكن…
مانراه من البعض..
يريد ان يحصل علي المال من حلال وحرام بأي طريق ليكون الافضل والاغني والاحسن…ماذا به لو علم قول النبي (من غشنا فليس منا)
الغش ليس من صفاتنا ابدا فكيف بك تغش اولادك وزوجك وتطعمهم حراما وتكسوهم حراما..
الا تعلم انك بذلك تهدم وطنك واسرتك لو اطعمتهم حراما وكسوتهم حراما والنبي يقول …(كل جسد نبت من الحرام فالنار اولي به) لك طعام اليوم اما… لماذا الرشوة والمحسوبية…وقد ظن البعض انها حلال (كهدية وكذبوا)
ابدا لو كنت في بيت ابيك هل ستأتيك..
والمصيبة الكبري انك تريد ان تملأ جوفك واولادك حراما ثم ترفع يديك لربك وتقول (يارب يارب) وقد قال النبي (الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يرفع اليدين الي السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغُذي من حرام فأني يستجاب له)
الاتستحيي من ربك وهو يراك تأخذ المال الحرام
اراك فرحا مسرورا بزيادة مالك من الحرام وانت بذلك تهدم نفسك ووطنك…ابدا ابدا ابدا..
قالت زوجة الرجل الصالح ميمون بن مهران لزوجها (اتق الله فينا ولاتطعمنا الا من حلال فإنا نصبر علي الجوع والعطش ولانصبر علي حر النار يوم القيامة )
اخي…
اتق الله في وطنك ونفسك واهلك واولادك ولاتكن خائنا لهم لأنك ستسأل عنهم امام الله
اتق الله واترك الصحبة السيئة وكن ممن يبنون لامن يهدمون..
والله اعلم