المنيا/مرثا عزيز
قال صابر ميلاد عبد الله 47 سنة، عامل بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، إن الانفجار الذى استهدف الكنيسة البطرسية الملاصقة لمبنى الكاتدرائية وقع نحو الساعة العاشرة صباحًا.
وأضاف “ميلاد” فى تصريحاتٍ : “كنت فى هذا التوقيت خارج الكاتدرائية وعندما سمعت صوت الانفجار هرعت إلى الكنيسة حيث يعمل نبيل حبيب ابن عمى وشقيقه ظريف حارسان، وعندما دخلت أبواب الكنيسة وجدت نبيل غارقًا فى دماءه منبطحًا على وجهه”.
وأوضح “ميلاد”: “كنا نلملم الأشلاء والأحشاء التى تمزقت من شدة الانفجار، وتوفى نبيل داخل المستشفى بعد نقله إليها بحوالى ثلث ساعة”.
وأكد “ميلاد” أن التأمين على الكنيسة لا يكفى، ولابد من زيادتها وتكثيف الإجراءات حولها.
أشرف حبيب عبد الله 38 سنة، شقيق الشهيد نبيل، قال إن آخر مكالمة كانت بينهما قبل حدوث الانفجار بحوالى ربع ساعة.
وتابع: “اتصل علىَّ نبيل وكان يطمئن علينا وعلى أمه، كان يعمل حارس أمن بالكنيسة البطرسية، ومنذ 15 يوما كان يدعو أن ينال الشهادة داخل الكنيسة ويقول: ياريت أموت شهيد”.
واستطرد: “شقيقى ظريف الذى كان يعمل معه بالبطرسية كان فى إجازة وربنا لم يختره، واتصلت بنبيل وحادثته فى أحد الأمور وطلب نبيل الشهيد أن يقضى إجازته ولا يأتى إلى البطرسية.. وبعد هذه المكالمة بحوالى 5 دقائق عرفنا بالحادث”.
فيما قال جمال حبيب شقيق نبيل: “نحن مع الكنيسة فى كافة الإجراءات التى سوف تتخذها، ولن نخرج عنها ونسلم الأمر لها”.
وأشار إلى أن حادث الهرم كان قبل حادث الكنيسة بيوم واحد ولم يأتوا بالفاعل، وظلت الحكومة صامتة وقبلها بأكثر من حادث، وقال: “اللى مش عاوز يشتغل فى البلد دى يجلس فى منزله، وأطالب بالقبض على الجناة والقصاص العادل حتى يرتاح الشهداء فى مثواهم”.
رضا سمير عبد الله عامل بالكاتدرائية وابن عم نبيل، والذى حمل نبيل إلى المستشفى قال: “كنا نجلس بين القداس الأول وفى انتظار القداس الثانى بالكاتدرائية، وفجأة سمعنا صوتًا مرتفعًا وأسرعنا للخارج، فإذا بانفجار فى الكنيسة البطرسية، وهرعت إلى مكان الانفجار فوجدت نبيل ملقى على الأرض على وجهه خلف باب الكنيسة، وبه بعض الأنفاس، فظللت أصرخ لإنقاذه، وعندما مللت حملته بين يدى وأوقفت ميكروباص ونقلته إلى المستشفى، ولكن روحه كانت قد صعدت إلى السماء.. ظل نبيل ينظر إلىَّ طوال الطريق وكان يريد أن يقول لى شيئا ولكنه كان عاجزًا عن الكلام”.
ويتابع: “عند وصولنا إلى دار الشفاء كان هناك إهمالاً كبيرًا، وبعدها تمت معاملتنا معاملة جيدة، وقضى نبيل بالاستقبال ما يقرب من ثلث ساعة وبعدها فارق الحياة”.
أما والدته التى تجاوز عمرها 80 سنة، خيم الصمت عليها وامتنعت عن النطق منذ سماعها الخبر، وبعد يوم من الحادث خرجت عن صمتها لتبكى، وقالت: “كلمته فى الليل ولم أكن أعلم أنها آخر مكالمة لى معه.. أنا لم أر ابنى نبيل منذ عامين، واليوم حتى مودعتوش، ودعوت له فى المكالمة بطول العمر لكن ربنا كان شايل له حاجة أفضل إنه اختاره عنده”.