[ad id=”66258″]
اجري الحوار- جمال البرنس
د. ليلي باحثة كافحت لتصل إلى مستوى عال في جمع المعلومات
ولدت في منطقة حولي في ظل عائلة الأب فيها إمام مسجد والأم صاحبة شخصية قوية ورأي ثاقب لا تتفوه إلا بالحكمة.
أخذت بحكم ونصائح الأم فنجحت في حياتها على الرغم من كل الصعوبات التي واجهتها. تعتبر نفسها امرأة كافحت ووصلت الى أعلى مستوى في جمع المعلومات البحثية.
تمنت فتح مدرسة خاصة ففعلت في وقت تزامن مع اكمالها رسالة الدكتوراه.
كتبت في «الوطن» وفي «الهدف» ولها نشاطات تربوية وثقافية وإعلامية. شاركت في بعض الحوارات التلفزيونية في اطار تخصصها وأبحاثها. طالبوها بالترشّح للانتخابات النيابية لكنها رفضت لعدم رغبتها بالكرسي النيابي ولا الوزاري. تعيش لذة التدريس التي تشعرها بالاسترخاء الذهني.
[ad id=”1177″]
هي هادئة لا تستفز بسهولة لكن يمكن استفزازها مرة واحدة كل سنتين، طموحاتها المستقبلية معقولة وتنحصر في نجاح أولادها الثلاثة وتمنياتها بأن يكثروا لها من الاحفاد.
إنها الدكتورة ليلى السبعان دكتورة في قسم اللغة العربية في كلية الآداب، لا تتوقف عن البحث في كل ما هو جديد ومفيد لها ولمجتمعها. زرناها في مكتبها في كلية الآداب وكانت لنا معها هذه الاستراحة:
• كيف تقدم الدكتورة ليلى السبعان نفسها للقراء؟
ــ بدأت حياتي بداية عصامية جدا، انطلقت من خلال حبي للبحث وللعلم ولإكمال دراستي وتزامن ذلك مع تربية أولادي وإدارة بيتي وكانت هذه المرحلة شاقة جدا في حياتي وعلى الرغم من ذلك استطعت التغلب على الكثير من الصعوبات التي واجهتني، وببساطة أنا مواطنة وامرأة من بين نساء العالم كافحت لتصل الى مستوى عال في جمع المعلومات البحثية او القرائية، وفّقت في جوانب من حياتي وفي جوانب اخرى لم أوفق
وكانت إحدى أمنياتي فتح مدرسة خاصة تزامن افتتاحها مع فترة دراسة الدكتوراه والحمدلله أشعر بالرضا عن ما وصلت اليه. لدي ثلاثة أولاد «خالد وفيصل ودانة» ولدي حفيدتان، لقد حققت أغلبية أمنياتي وانا امرأة ترضى بالواقع وتتعايش معه ولا يمكن استفزازي بسهولة، أعيش هدوءا نفسياً كبيراً وأؤمن بأن ما كتبه الله هو واقع وعلينا تقبله.
باحثة لا إعلامية
• ماذا عن ميدان الاعلام ودخولك إليه؟
ــ كنت أكتب في «الوطن» وفي «الهدف» وكانت لدي نشاطات تربوية وثقافية وإعلامية شاركت في برامج الأسرة وأدعم المرأة دائما وأينما تكون وخصوصا في الانتخابات.
• لماذا ابتعدت اليوم عن العمل في البرامج التلفزيونية؟
ــ قدمت الأسرة في دورة أو دورتين فقط وقدمت برامج ثقافية واسهمت في المشاركة في بعض الحوارات فلم ابتعد كثيرا واعتقد ان الانسان اذا ظهر بكثرة في الاعلام فهذا يؤدي الى ملل المشاهد وخصوصا اذا كرر نفسه من دون شيء جديد.
وانا لست إعلامية بمعنى أن أعمل في الاعلام بل أنا باحثة وليس عملي الأساسي هو الاعلام فمنذ أن تزوجت حتى الآن حياتي كلها دراسة وبنفس الوقت اذا كانت هناك أنشطة ووقتي يسمح لي بالقيام بها فلم لا.
• ألا ترغبين بتقديم برنامج في إطار أبحاثك ودراساتك؟
ــ لا أحب أن يكون لدي برنامج لإنني أكتب في كل الصحف وأنا عضو في مجامع مؤسسات تربوية وثقافية في لبنان والأردن وفي سوريا وأعتبره نشاطا جيدا لي خارج البلد فأنا لا أتوقف أبدا عن تقديم النشاطات وأنتقي ما هو جيد لي وللمجتمع.
• كانت رسالتك عن «لغة الإعلام»، كيف تقيمين لغة الإعلام في الكويت؟
ــ إذا قارنا القنوات الفضائية بقنوات الكويت وأيضاً وسائل الإعلام كافة نجد أن الكويت ما زالت محافظة على اللغة العربية إلى حد ما، لكن لابد من تكثيف الجهود لحماية اللغة،
وأول الوسائل المعنية بالأمر هي وسائل الإعلام فلو آمنت وسائل الإعلام بأن اللغة العربية هي هويتنا وسمتنا لحافظت عليها جيداً، والحقيقة أن العولمة أثرت على العالم كله وبالتالي أثرت على جوانب حياتنا الاقتصادية والاجتماعية ومن جملتها اللغة العربية، وفي حياتنا اليومية نسمع كمية كبيرة من المفردات الغربية التي نستخدمها، وأنا أجد أن هذه الألفاظ والمفردات الأجنبية ليست في مصلحة لغتنا العربية،
وإذا نظرنا من منظور عام وحضاري نجد أن الكلمة التي تفي بالغرض وتحقق وظيفتها هي كلمة يحق لها أن تعيش لفترة طويلة وأنا أطالب المؤسسات العربية في العالم العربي أن تواجه هذه المشكلة بشيء من الإبدال حيث إبدال الكلمة الأجنبية بمشتقها العربي، ومن خلال نشاط ثقافي يمكن تحديد الكلمات التي يحتاجها المجتمع.
اللغة والشنطة
• دائماً نسمع شكاوى عن تدني المستوى اللغوي عند الطلاب إن كان في المدارس أو الجامعات، فما سبب ذلك؟
ــ المناهج الدراسية هي العامل الأول والأساسي لتدني اللغة العربية بين الجيل الحالي كله وهذا لأن وزارة التربية لا تعطي العناية الكافية للمناهج الدراسية. ولقد تدهورت اللغة العربية منذ أكثر من عشرين عاماً في الكويت.
• ماذا عن الشعر، واليوم نجد اهتماماً كبيراً به من خلال الفضائيات الخليجية؟
ــ الشعر هو المصدر الأساسي لجميع مفردات اللغة العربية بالتالي بنى الشعر قيمته ووجوده فلا نستطيع التقليل من أهميته سواء كان الشعر شعراً عربياً قديماً أو شعراً نبطياً أو شعراً شعبياً،
فالشعر فن من الفنون وصحيح أن الشعر الشعبي يتكلم باللهجة المحلية والشعر النبطي يتكلم بلغة أعلى مستوى قليلاً لكن الشعر يبقى فنّاً أدبياً حفظ لنا كمّاً من المفردات التي نعايشها ونستخدمها في حياتنا، وهناك جانب آخر للشعر، وهو جمالياته التي من خلالها يتم التعبير عن المشاعر الإنسانية مما يحببه للنفوس، فأنا أحب الشعر كثيراً، ويجب أن تهتم كل القنوات الفضائية به فهو اهتمام بالمواهب وبفن من فنون اللغة واهتمام بشيء محبب للناس، ويرغبه المشاهد.
• وهل جيل الشباب الحالي يتذوق هذا الشعر بكل معانيه ويرغب به؟
ــ أشعر أن الشباب الكويتي هم أكثر إلتصاقاً ومتابعة له، فلا يجب أن ننسى أن الكويت هي مركز ثقافي للمنطقة كلها وأعتبرها من أفضل المراكز الثقافية في الوطن العربي بأكمله صحيح أن هناك مداً وجزراً. في حياتنا الثقافية لكن ما زالت الكويت باصداراتها تغذي المثقفين في العالم العربي بأكمله، وأمانة فإن المجلس الوطني محظوظ بكثير من الرجالات الذين مرّوا عليه حتى الآن فمازال نقطة إشعاع ثقافي في العالم العربي.
• منذ مدة طرحت فكرة الشنطة الإلكترونية، فمتى ستطبق عملياً؟
ــ لقد عملنا شنطة فيها (CD) فقط، وطالبنا من خلال لجنتنا بالعمل على هذه الشنطة، ولقد قابلت وزيرة التربية وقلت لها: هناك كتب مطبوعة وموجودة والـ CD موجود وهناك شركة من أكبر شركات التقنيات العلمية عملت معنا موقعاً ولم تتقاض أي أجر وتستطيع المعلمة أن تضع الـ CD على الشاشة الكبيرة وأي مهارة من مهارات اللغة وفقاً لما هو مكتوب في الكتاب تنفّذ تطبيقياً.
• دكتورة ليلى هل تعلمين أن بعض المواد المدرسية لا يتم إكمال كل الدروس الموجودة فيها خلال العام الدراسي، وللأسف يحمل التلميذ عشرة أو خمسة عشر كيلو جراماً من الكتب على ظهره؟!
ــ هذه النقطة لم يتطرق أحد إليها سواك، وبالفعل هذا ما يحدث بكل أسف يثقلون على الطلاب ويكلفون وزارة التربية طباعة وإعداد صفحات وأيضاً المادة اللغوية في الكتاب مدفوع عليها، علاوة على زيادة الثقل على الطفل في حمل حقيبة المدرسة الثقيلة على ظهره طوال السنة ولقد تكلمت في هذا الموضوع وطالبت بتقليل المادة وأن تكون معمّقة ومكثفة.
صورة مشرقة
• كيف ترين صورة المرأة الكويتية في الإعلام؟
ــ أرى المرأة الكويتية الوزيرة والمديرة والمدرسة والممرضة وبكل الأشكال سواء كانت محجبة أو منقبة أو غير ذلك وفي كتابي وضعت المرأة بصورتها الحقيقية، لقد بذلت جهداً كبيرا في كل قطعة وضعتها، فالكتاب عبارة عن مجموعة اناشيد وقطع داخلها المهارات اللغوية،
عاونتني في ذلك مجموعة من المتخصصين يمثلون كل القطاعات، ويكفي عندما بدأت بوضع الكتاب احضرت عالما نفسيا ليعطيني خصائص الطفل واستعنت بعالم اجتماعي واحضرت خبيراً لغوياً ومرّبين واولياء امور فهؤلاء كلهم كانوا النواة في اعداد كتابي.
ان صوة الكويتية مشرقة من خلال الاعلام الكويتي، فلدينا كفاءات نسائية على مستوى راقٍ وقد تكون الانتخابات الماضية لم تفرز الكفاءات الجيدة، حيث لم تتقدم الكثير من النساء القادرات على خوض الانتخابات او اللواتي قد يحصلن على اصوات اكثر او المؤهلات للوصول الى مجلس الامة ومع ذلك لا نستطيع التقليل من شأن اللواتي خضن الانتخابات.
[ad id=”1177″]
• أنت دكتورة وأستاذة أكاديمية في الجامعة ألم تفكري بالترشح للانتخابات؟
ــ البعض طالبنني بالترشح، لكني لا ارغب بذلك وهذا لا يمنع دعم زميلاتي اللواتي اجد فيهن الكفاءة واليوم نسمع بالحراك السياسي للنساء، والناشطات السياسيات، فما هذا المصطلح الجديد؟
لا توجد ناشطة سياسية فالمرأة عندما تعي احتياجات مجتمعها.
سواء على الصعد التربوية او الثقافية او الاجتماعية او السياسية وتسهم وتشارك من خلال قدراتها بدعم هذه الاحتياجات، فهذا ما يُسمى بالنشاط وبالنتيجة كل ما يتكلمون عنه بالحراك السياسي هو عبارة عن مجموعة أنشطة في هذه النواحي المختلفة، قد نطلق اسم الناشطة السياسية على المرأة التي تطالب بتغيير حكم او المرأة التي تترأس حزبا سياسيا، فهل لدينا هذه النماذج في الكويت؟!
لقد تمنيت ان تفوز «سلوى الجسار» التي أجد فيها الكفاءة العالية، لكن للاسف مازال مجتمعنا لا ينظر للمرأة بجدية، فالمرأة لا تعي دور المرأة الاخرى في المجتمع والرجل حتى اليوم لا يؤمن باعطاء المرأة دورها في المجتمع، فالمجتمع يحتاج الى وعي اكثر.
• ألم تملّي من التدريس الجامعي؟
ــ لم أجد الذ من التدريس نهائياً وبعد انتهائي من محاضرتي اشعر بالاسترخاء الذهني لأني أعطيت شيئا وأخذت شيئا اخر.
مقرر جديد
• كونك استاذة في كلية الاداب قسم لغة عربية كم عدد الطلاب في قسمك؟
ــ هم قلة، عددهم اربعة وثلاثون طالبا وطالبة فقط.
• وما سبب ذلك؟
ــ ذلك يعود الى عدة اسباب أولها الحاجز النفسي الموجود داخل الكويتي تجاه مادة اللغة العربية وهذا يتعدى الكويت، لقد وجدت ذلك في بعض الدول العربية الاخرى، وهذا الحاجز بني بقوة ليعزل المواطن عن لغته بالاضافة الى وجود الثقافات الاخرى الاكثر تداولا،
فالافلام لغتها أجنبية والاغنية الجميلة باللغة الاجنبية والقصة الاجنبية مرغوبة اكثر علاوة على عدم القدرة على تبسيط قواعد اللغة العربية، لم يعمل اي شخص على حل هذه الصعوبات، فالقائمون على دراسات اللغة العربية وتبسيط مادة النحو لا يقومون بدورهم نهائيا مع انه يجب البدء في تبسيط اللغة العربية.
• العدد القليل جداً في قسم اللغة العربية في الجامعة، بماذا يبشرنا هذا بعد عشر سنوات؟ هل سيغلق هذا القسم في الجامعة؟
ان شاءالله لن يحدث ذلك، ونحن نقوم بخطة جديدة لمواجهة تردي مستوى اللغة العربية والثقافة والتربية الوطنية، فهناك مقترح من عمادة كلية الآداب ودعم من عميدة الكلية الشيخة «ميمونة الصباح» باحياء مقرر جديد اسمه «وحدة الثقافة والانتماء الوطني» وهو بمثابة احياء ثروة، حيث التعرف على مثقفي العالم العربي ورواده وادبائه،
للأسف بعض الاعلاميين اذا اراد الحديث عن شخصية عربية فلا ينطق اسم هذه الشخصية بشكل سليم، فنحن محتاجون جداً لهذا المقرر الذي اقترح من عميدة الكلية، وانا مقررة اللجنة فيه مع زملاء لنا ينتمون الى كل الاقسام نعمل على التوصيف، اي العمل على الجزئيات الداخلية ضمن المقرر الذي سيدرّس.
• البعض يعتبر استاذ اللغة العربية ناشفا وجافاً وذا شخصية حادة أثناء الشرح، ماذا عنك؟
ــ طلابي وطالباتي يحملون صوري في كتبهم، فأنا أتعامل معهم بشيء من الرقي وبكل هدوء وإخلاص، وأنا أربي قبل أن أعلّم، أكون شديدة وحازمة في جانب وفي جانب آخر لينة جدا، والطلبة يعرفون شخصيتي جيدا،
الغش مرفوض وإذا استصعبوا سؤالا ما في الامتحان أطلب منهم قلب الأوراق وأشرح السؤال لأن الهدف من الامتحان تقييم مدى اكتساب الطالب للمعلومات، صحيح أني إنسانة ولديّ أمور خاصة قد تؤلم اوتغضب، لكني أقول في داخلي ما ذنب هؤلاء الذين أتوا ليتعلموا مني الشيء الجميل، وهذا لا يعني أني لا أُستفز فأنا كل سنتين أُستفز مرة.
• هل هذا التوقيت مبرمج في حياتك؟
ــ الكبت والأخذ بالرحمة مدته سنتان وعندما يكون أمامي إنسان يجب أن يفهم واذا لم يفهم، أُستفز حينها.
• وماذا تفعلين؟
ــ يطلع صوتي عاليا مع أني لا أحب الصوت العالي، فأكثر ما يستفزني الشيء الخاطئ والذي يبقى خطأ والناس تدافع عنه واعتبر هذا جهلا.
أذكر في المرحلة المتوسطة تسلمت أول جائزة لي وهي عبارة عن ألبوم التفوق وكتب فيه: «الى الطالبة الهادئة»، فحتى بالمشاكل تجدينني هادئة، فهذه الصفة وراثية في شخصيتي وليست مكتسبة.
• م.نْ مَنْ ورثتيها؟
ــ من والدي ـ رحمه الله ـ كان حكيما وعاقلا وترك لنا صندوقا من الكتب ذخيرة لنا لنقرأها.
أجمل المراحل
• لندردش في الجانب الآخر من حياتك، بداية مرحلة الطفولة؟
ــ مدرسة ولدت في حولي وعائلتي من منطقة شرق، درست في حولي مرحلتي الابتدائي والمتوسط وكانتا من أجمل المراحل في حياتي،
وإلى اليوم أتذكر مدرساتي اللواتي أثرن فيَّ، ومازلت الى الآن على اتصال مع بعضهن، وأعتبر أمي الروحية مدرّسة الرياضيات التي أزورها كل صيف في الأردن، وهي من أصل فلسطيني، كانت الأم والمرشدة لي لأبعد الحدود وكانت في الصيف تعطينا ما يشغلنا وتعلّمنا الاهتمام بالرسم والقراءة والموسيقى، غرست بداخلي روح البحث وإلى الآن أدين لها ودائما أدعو لوالدي ولها، فتحية من القلب الى «هيام الصلاحي».
لقد نبغت في العلوم وفي الرياضيات وكنت طالبة مثالية وترتيبي ضمن الثلاث الأوائل في الصف، لقد درست ما أحب وهو اللغة العربية بتشجيع من أستاذتي هيام على الرغم من أنني كنت متفوقة في الرياضيات، أي في صفها فالإنسان يدرس ما ينقصه وليس ما يفهمه، فإلى اليوم لديّ قدرة فظيعة في الارقام لكن دراسة اللغة كانت شيئا ينقصني لأتمكن من لغتي.
[ad id=”1177″]
• ماذا كان دور كل من والدك ووالدتك في بناء فكرك وشخصيتك؟
ــ كان لهما دور كبير، لكن من سوء ظروفي أني فقدت والدي وعمري سنتان فلم أره، وكان يُحكى عنه أنه إمام في المسجد وكان أبا حنونا يرعانا، كنا نسكن منطقة حولي وهو يعمل في منطقة الشويخ وكان لا يأتينا الا آخر الاسبوع يومي الخميس والجمعة، ورغم أنه كان يأتي تعبا ومجهدا إلا أنه كان يعطينا الحنان والحب الكبيرين
وكان في هذين اليومين يؤمن لنا وللوالدة كل الاحتياجات من ماء وغذاء ليكفينا فترة غيابه وكان يغسّلنا أيضا، ولقد طبعت عن روحه قرآنا ووزعته في كل مكان وعندما يتفوق طلابي أهديهم هذا المصحف عن روح الوالد، والوالدة كانت صاحبة شخصية شديدة جدا، علمتنا كيف نكون أقوياء، أخذت منها الشخصية القوية ذات الرأي الثابت والحكمة التي كانت تقولها كانت في محلها تماما.
• ما الحكمة التي أخذتيها منها وعملت عليها الى اليوم؟
ــ قالت لي ـ رحمها الله ـ «أعطي كل إنسان قدر شخصيته» يقابلها في اللغة «لكل مقام مقال» وغيرها من الحكم التي لا تحضرني الآن وأتذكر أن كل الكلام الذي قالته لي وعملت به كان صائبا، حتى أنها كانت تنصحني بعدم إعطاء كل الحنان، وطلعت عكس ذلك الحنان عندي فائض جدا ولذلك لا أتحمل.
• أيعني ذلك أنك سريعة الدمعة؟
ــ أعيش متناقضات قوية في حياتي، فمثلا البعض لا يتحمل الشدائد التي أتحملها، لكن اذا قرأت خبرا ما يثير عاطفتي كخبر عن عامل وقع فمات أبكي عليه.
• متى دق قلب ليلى؟
ــ لقد تزوجت ثم أحببت زوجي، وأنا أؤمن بالحب بكل أنواعه من حب للاصدقاء وللأهل ولا ينحصر الحب بين رجل وامرأة، بل هو شيء مهم جدا في حياتي، في كل جوانبها العلمية والعملية والاسرية، وأعتقد أن للزواج مقومات أهمها القبول، لقد تزوجت صغيرة عندما كنت في الثانوية العامة، قبلت به بعد أن عرفت أنه يحبني فتزوجنا،
تعرفت عليه عندما كنت أدرس سنتين بعد الصف الرابع المتوسط في ما يسّمى بـ«المعلمات» وأكملت الثانوية العامة عندما كنت أمتحن في الرابع ثانوي، كنت حاملاً بابني، وكان من غير المسموح للطالبات المتزوجات دخول الامتحانات وكنت ضئيلة الحجم وتعبة من العمل، وكانوا يسألونني: ما بك ألم تفطري؟
وأنا من الناس الذين يؤمنون بتلاقي الأرواح وهي مجندة، فاما أن تتآلف او تتنافر، وجدت تقاربا بيني وبينه من خلال التفكير والطباع وحب العلم والبحث.
الحب أساسي في حياتنا، لكن هذا لا يعني ان نتزوج من نحب، فالزواج راحة وسكون نفسي بين الزوجين، واجد ان عدم التفاهم النفسي بين الازواج او كثرة الحب سببان في ارتفاع نسبة الطلاق، وبالنسبة لي فحناني الزائد لا أظهره كثيراً والحب والحنان عندي يكونان سلوكا لا كلاما.
• ماذا يعمل اولادك؟
ــ الحمدلله اولادي موفّقون في حياتهم، فخالد متزوج ودانة متزوجة، اما فيصل فمازال عازبا، لا أتدخل في أمورهم وأعمالهم «دانة» تعمل معي هنا في الجامعة تخصصها «سوسيولوجي»، اي علوم اجتماعية وفيصل متخصص بالهندسة الكيميائية وخالد يحب التجارة كثيراً.
ندم وديون
• على ماذا ندمت؟
ــ ندمت على أشياء كثيرة مرّت في حياتي واذا عاد بي الزمن فلن أكررها، لقد ندمت على إصدار كتاب أخذ مني خمس سنوات وبعد إصداره بقيت أسبوعاً ألوم نفسي على إصداره وهذا أحد الامثلة على ذلك، لكن ليس لدي ندم مؤلم يؤثر فيّ وفي حياتي او ندم يحبطني، بل أندم وأتعلم من أخطائي، كما انني في الوقت ذاته أواسي نفسي فأتذكر ما أنجزت في كل حياتي مما يعطيني حافزا للأمام.
• لمن تدينين اليوم؟
ــ أدين الى والدي والى كل من علمني وكل من استفدت من كتبه ولا أعرفه شخصيا وأدين لأكثر من شخص لا أعرفهم ساعدوني في رسالة الدكتوراه، أدين الى الدكتور «أحمد الضبيب» وهو من المفكرين في مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية، علما انني لم ألتق. به ولم أره، بل من خلال كتبه التي أعانتني في بحثي، وكأنه أستاذ مشرف مباشر على بحثي، حتى الأستاذ الذي كان مشرفا عليّ لم يفدني كما أفادتني كتب الدكتور أحمد.
وأدين أيضا للاستاذ الدكتور «محمد حسن عبدالعزيز» في دار العلوم وهو أفضل من درس في اللغويات الحديثة وهؤلاء الأشخاص لا يجب ان أبخس حقهم لأدوارهم المهمة في حياتي البحثية العلمية.
[ad id=”1177″]
• هل تمارسين الرياضة؟
ــ كنت رياضية سابقة العب كرة سلة على الرغم من قصر قامتي وألعب كرة يد، وأنا من المؤسسات لنادي الفتاة، ومازلت أمارس الرياضة الخفيفة ثلاث مرات في الاسبوع، واحياناً ألتحق بناد للرياضة اذا كان لدي متسع من الوقت، ومازالت علاقتي بالكتاب أهم هواية عندي.
• هل تتبعين حمية غذائية معينة؟
ــ كثيراً، أنا دائماً أحدد ما اريد أكله مثلما أحدد ما أريد في حياتي.
• هل تغيرين دائما في «اللوك» ان كان في تسريحة أو لون شعرك؟
في كل فترة أشعر فيها أني «زعلانة» من امور معينة ولا اقدر على تفريغ ما بداخلي أشتري وأغير اللوك ولأول مرة أترك شعري طويلا وأعمل «الهاي لايت».
أنا حساسة كثيرا كلمة تجرحني وكلمة ترفعني إلى السماء وهذا غلط الغلط.
• كيف هي علاقتك بأولادك؟
ــ هي علاقة أم بأولادها نختلف كثيرا ونتراضى كثيراً، ولا أتدخل بخصوصياتهم وأتركهم وحدهم ليأتوا ويستشيروني واذا شعرت انهم بحاجة إليّ، فإني أدعمهم بكل انواع الدعم.
• ماذا يطرب أذنيك؟
ــ كل شيء حلو جديد وقديم ورومانسي.
• وماذا عن صورة المرأة في الفيديو كليبات؟
ــ هذه الأمور التافهة لا أتابعها وللأسف الصورة رخيصة جداً لجسد المرأة فالقنوات الفضائية تعطي صورة مغايرة للمرأة العربية من خلال الاعلانات والفيديو كليبات التي لا أحبذها ابداً.
• ماذا تتابعين من البرامج التلفزيونية؟
ــ أتابع كثيرا اللغة المستخدمة في البرامج المرئية والمسموعة وأتابع البرامج الثقافية وحتى برامج الطبخ.
• أتجيدين الطبخ؟
ــ أطبخ كل شيء حتى في لبنان علموني «الكبة اللبنية»، فطبختها أحسن منهم، أحب الطبخ كثيرا في وقت الفراغ وبعد القراءة.
• ما طموحاتك؟
ــ راحة البال ورضا الله علينا، وان أعيش بأمان وأمن فتطلعاتي المستقبلية معقولة جداً، أطمح أن يوفق أولادي في حياتهم ويحققوا ما يريدونه وأن يكثروا من الاحفاد.
حلقنا معك واستمتعنا في معرفة الكثير عن الدكتوره الفاضله (ليلي السبعان)
و اعلن “هشام الأقرع “رئيس مسابقة ومهرجان نجوم الاعلام العربي
انه تم اختيارها رئيس لحنه تحكيم دوله الكويت
[ad id=”1177″]