[ad id=”66258″]
كتب …فضيلة الشيخ ..علي ابراهيم البربري
متابعة ….عبده البربري قول الله تبارك وتعالى في القرءان الكريم : ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [سورة الزُّمر آية 9].
أهل الله تبارك وتعالى هُم أهل الصدق والوفاء والصفاء العارفون بالله تعالى العلماء العاملون الخائفون الخاشعون الساجدون الراكعون تحلّوا بالخلق الحسن وأقبلوا على بذل المعروف، تحلّوا بالخلق الحسن وأقبلوا على بذل المعروف، وكم نحن سواء كنا أفرادا أو أسرا، سواء كنا حكاما أو محكومين كم حرّي بنا أن نتحلى بالخلق الحسن وأن نُقبل على بذل المعروف.
ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أجاب فيه صاحبه أبا ذر رضي الله عنه عن وصاياه الشريفة التي ترفع من شأن العامل الملتزم بها، فقد روى ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: « أوصاني خليلي بخصال من الخير، أوصاني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم، وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مرا، وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت، وأوصاني بأن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ».
الخلق الحسن وبذل المعروف من شمائل النبي عليه الصلاة والسلام فقد قالت عائشة رضي الله عنها في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: « لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في الاسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ».
ومن خلق النبي العربي الكريم صلى الله عليه وسلم ما قاله عليه الصلاة والسلام يعلمنا ويؤدبنا : « من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفّذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيّره في الحور ما شاء ».
[ad id=”1177″]
وقال عليه الصلاة والسلام : « إنَّ الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ».
أيها الأحبة الكرام هذه شمائل النبي عليه الصلاة والسلام ووصاياه. النبي عليه الصلاة والسلام صاحب الوجه الحسن والخلق الحسن أوصانا ببذل المعروف والخلق الحسن فما هو الخلق الحسن الذي لو تحلينا به أفرادا وأسرا علماء حكماء وحكاما ومحكومين أساتذة ومعلمين ومريدين. ما قاله عبد الله ابن المبارك في وصف الخلق الحسن: « هو بسط الوجه وبذل المعروف وكفّ الأذى ».
هي العبر في الدين كثيرة ولكن الشأن في الاعتبار والاتعاظ وما سردناه وما تلوناه وما ذكرناه وما بسطناه إن هو إلا كما يعلق في الخيط فيما لو ألقيته في البحر ثم أخذته. فالعبر في القرءان الكريم والحديث النبوي الشريف وفي كلام الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان مواعظ وعبر شمائل حسنة وخصال حميدة إذا فلم التنازع، إذا فلم الشقاق، إذا فلم عقوق الوالدين، إذا فلم نشوز الزوجة، إذا فلم يظلم كثيرون أنفسهم وغيرهم والعبر كثيرة والمواعظ وفيرة والآيات البينات ثابتة واضحة والأحاديث الشريفة الصحيحة ثابتة واضحة. الشأن فيمن يعمل فيما تعلّم، الشأن في أن تطبق على نفسك ما تسمع من علوم الدين وآداب الشريعة وسلوك الصالحين.
نعم النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أبا ذر أن ينظر إلى من هو دونه في الدنيا حتى يشكر نعمة ربه عليه وحتى لا يزدري المرء نعم الله التي أسبغها عليه ففي أمور الدنيا أنظر إلى من هو أقل منك مالا وأضعف منك جسما وأقل، أو لا ذرية له وأكثر بلاء، وأشد أمراضا، لتنظر في نفسك فتقول الحمد لله على كل حال.
[ad id=”1177″]
قال ولا أنظر إلى من هو فوقي. فإنّ من ينظر إلى من هو فوقه ممن أنعم الله عليهم فإن لم يكن له مال ولا ذرية ولا صحة ولا حاشية فإن كثيرين يسعون السعي الحرام ليكثر موردهم ولتتعدد حساباتهم في البنوك فيطرقون أبواب الحرام ولا يكتفون بالحلال. وهكذا شأن بعض أفراد العائلة الذين يكونون فتنة في إلحاحهم وطلباتهم فلا يكفون عن الإلحاح على طلب المزيد حتى يغرق الزوج أو الأب في مال حرام وترتكبه الديون الكثيرة بعدما يحاول مقامرا خاسرا فيعود خائبا ولا يتندم بعضهم على ما يبدر منه بل يتورط من قضية إلى قضية من زنا إلى شرب خمر، من قمار إلى قرض ربا ظنا منه أنه يريد مرة أن يموه عن نفسه ومرة يريد أن يوسع موارد رزقه، فهل هؤلاء في مثل هذه الحالة يدفعون عنك عذاب القبر في ما لو تورطت في المال الحرام وظلم الناس لتسد طلباتهم فيما حرّم الله تعالى.
قال أبو ذرّ: ” أوصاني النبي عليه الصلاة والسلام بحب المساكين والدّنو منهم “. عاشر أهل الفضل ليكن أصدقاؤك وأصدقاء أولادك من أهل العلم والفضل، ليكن طلبة علم الدين من أهل الأدب والسلوك الحسن في الشريعة أصدقاؤك، ليكن هؤلاء أصدقاء لك ولأولادك، ولا تعاشر أهل السوء ولا تأذن لأولادك بمعاشرة أهل السوء، وكذلك الأمر بالنسبة لزوجك فإن صاحب السوء ساحب وكثيرون من الآباء في غفلة عن هذا يتركون أولادهم فيفاجؤن فيما بعد بأن ولده صار عضوا في لجنة لف سجائر المخدِرات أو في شمّ الكوكايين أو بيع والاتجار بالهيرويين أو إن ابنته صارت عضوا في مرقص فلان والحبل على الجرار والعياذ بالله تعالى.
كل ذلك بدعوى الحضارة، كل ذلك بدعوى التمدن أما دين الله تبارك وتعالى فكثيرون يظنون أنّه للمساكين والفقراء والذين شابت رؤوسهم وصاروا على حافة قبورهم، هؤلاء هم الدين لهم، أمّا الشباب والأغنياء والرجال والنساء الذين في مقتبل عمرهم فقلما يلتفتون إلى الالتزام بأحكام دين الله تعالى.
[ad id=”1177″]
قال : ” وأوصاني أن أقول الحق ولو كان مرا ” اتهم رأيك، اتهم نفسك، لا تكن مستبدا برأيك ولا يكن همك أن يغلب رأيك رأي إخوانك، تعاونوا على البر والتقوى ولا يكن همك أن تتفرد برأيك فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يوحى إليه وكان يستشير. قال: ” وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت “. أليس الله تعالى يقول في القرءان الكريم : ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ [سورة محمد /22]، ولطالما أوصينا في مناسبات كثيرة وخطب الأعياد وغيرها بصلة الأرحام فإنّ تفكُكَ المجتمع اليوم وما يعانيه من فتن وأوبئة سببه عدم الترابط الديني الأخوي الذي حضّ الله عليه في القرءان وأمرنا به النبي عليه الصلاة والسلام فبعض من الناس لا يعرفون خالاتهم ولا عماتهم ولا أخوالهم بل ولا يزور جده ولا جدته إلا بعد عشر سنين أولما يأتيه ورقة نعيه فينتظره خارج المسجد ليسأل فيما بعد ماذا ترك لنا من وصية أو تركة.
قال : ” وأوصاني بأن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ” تفرّج الهم بإذن الله فأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله. لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله.
تنبيه : ليس من حسن الخلق الإعانة على الحرام، فالإعانة على الحرام حرام والإعانة على الكفر كُفرٌ، وكذلك الرّضاء بالكفر كفر. قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ »، رواه التّرميذي. قال الله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [سورة المائدة آية
فلا يجوز إهداء الكافر الخمر أو لحم الخنزير، ولا يجوز حمله إلى مكانٍ لفعل الكفر، كما لا يجوز أن تسأله سُؤالا يُؤدي به إلى قول الكفر. أنظر : كَيْفَ يُحَافِظُ المُسْلِمُ عَلَى إيـمَانِهِ. كذلك في نهار رمضان لا يجوز إطعام شخص (مسلم أو كافر)؛ لأنّ الطّعام حرام في نهار رمضان أمّا في اليلِ يجوز. قال الله تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ﴾[سورة آل عمران آية 110]. أنظر : أهميّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحمد لله ربّ العالمين
[ad id=”1177″]