بقلم : د . أحلام الحسن
خبيرة إدارة بشريه
البطالةُ إلى أين ..
تعدّ البطالة كبرى مشاكل العالم الثالث وكبرى التحديات في دولنا العربية والتي تساهم في عرقلة مسيرة الدّول اقصاديا وسياسيا ، لما تترتب عليه من تدهورٍ للحالة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية على حدّ سواء .
ومعدلات البطالة تزداد يوما بعد يوم مما ينذر بحدوث كارثةٍ تجلب معها مشاكلا أمنية لا يحمد عقباها .. لسبب ما تتركه البطالة على نفسية العاطل من سلبياتٍ وضيقٍ نفسيٍ قد ينفجر في أية لحظة مولدا شراراتٍ قد يصعب إطفاءها .. فالبطالة ناقوس كنائس العاطين المنذر بصلاة الإنفجار والإنفلات الذهني والنفسي ويترتب عليها أثارٌ مكلفة للجميع منها :
1- شعور العاطل بالحاجة والمذلة والإحباط .
2- تدهور الحالة المادية لأسرة العاطل .
3- نتيجة تدهور الحالة المادية تتولد تدهورات نفسية لكافة أفراد الأسرة .
4- تدهورُ الحالة الصحية لكافة أفراد الأسرة والناتجة عن سوء التغذية .
5- الشعور بالحاجة والضغوطات المادية الملازمة للعاطل كسداد الديون والفواتير والأجار وغيرها قد يتسبب في إنفجاراتٍ أخلاقيةٍ فيسعى صاحب الحاجة للسرقة أو الإحتيال للإستيلاء على بعض المال .
6- لا يستبعد أيضا لأفراد أسرة العاطل المتاجرة بالأعراض لا سمح اللّه عند اصطكاك حلق الحاجة والفاقة المريرة .
7- يلاحظ أيضا أن الوضع التعليمي لأبناء العاطل في تدهورٍ ناتجٍ عن سوء تغذيةٍ وتفكيرٍ شاردٍ وضيقٍ يشغل فكر الطالب عن دراسته .
8- قد يترك بعض الطلاب التحصيل العلمي لهم للبحث عن بضعة قروش أو دراهمٍ ضئيلة ولو لسد الحاجة الغذائية اليومية فقط .. وقد يترك الطلاب المدرسة خجلا لإفتقارهم إلى ما يلبسونه من الملابس والأحذية اللائقة كبقية الطلاب .
9- كثيرا ما تتفكك الأسرة وتنتهي بالطلاق لعدم إمكانية الزوج من توفير مستلزمات الحياة الزوجية للزوجة والأطفال .
10- في حالة صبر الزوجة والأطفال على بطالة الزوج وقلة ذات اليد لا يستبعد التذمر والقلق مما يتسبب في مشاكل يومية تحيل حياة الأسرة إلى جحيم .
11- استمرار وضع البطالة سيشكل خطرا عنيفا على الوطن من استغلال تجار المخدرات لتلك الفئات الفقيرة والمعدمة لترويج سلعهم مما سيفاقم في اتساع رقعة المخدرات وأعداد من يستخدمونها .
12- تعرض المجتمع والوطن للإنفجار وللإنفلات الأمني محدثا شرخًا يصعب معالجته سريعا وقد تستغرق معالجته ومعالجة البطالة أيضا سنوات طويلة .
13- قد تستغل الجهات المناهضة هذه الفئات واستغلالها لتحقيق أهدافها .
الحلول الموجزة والمختصرة لحل مشكلة البطالة :
1- على الدولة والجهات التثقيفية دعم العاطلين ماديا ونفسيا وتوعويا لتجنب حدوث تلك السلبيات أعلاه قدر الإمكان لتحاشي حدوثها أو حدوث بعضها .
2- توفير الوظائف قدر الإمكان كلٌّ حسب مؤهلاته وأولوياته .
3- على العاطل بأن يعي بأنّ مشكلة البطالة ليس كلّ الحل بيد الدول فقط .. بل مسؤولية إيجاد الحلول مشتركة بين العاطل والدولة والشركات والجمعيات الخيرية .. والمجتمعُ مطالبٌ بأكمله بالمساهمة في إيجاد الحلول .
4- لا يعتبر كلّ عاطلٍ عن العمل عاطلا فهناك المرضى الذين لا يستطيعون العمل .. وهناك المتقاعس والكسول .. وهناك المتقاعد .. وإنما تشمل كلمة عاطل عن العمل الفئة العمرية القادرة على العمل والتي مابين 18 و 60 .