كتبت/مرثا عزيز
تنبأت وكالة “بلومبرغ” في ما يعرف بـ”دليل المتشائم” حدوث سيناريوهات جيوسياسية صادمة في العام 2017، منها خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي وانفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة.
من اللافت أن تنبؤات الوكالة للعام 2016 تحققت فعلا بانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي العام 2017، طرحت الوكالة عددا من السيناريوهات تشمل تطور الأحداث بداية من الولايات المتحدة ما بعد انتخاب ترامب وصولا إلى المملكة السعودية والحرب على اليمن.
الولايات المتحدة: ترامبلاند
وفي السيناريو الأول المعنون بـ”ترامبلاند”، تنبأ مؤلفو التقرير بتجدد الاحتجاجات على نطاق واسع في الولايات المتحدة ضد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، لتصل الأمور إلى انفصال ولاية كاليفورنيا، التي ستصبح مركزا لحركة الاحتجاجات عن البلاد، والذي سيطلق عليه تسمية “Calexit” على غرار “Brexit”، أي خروج كاليفورنيا من الولايات المتحدة على غرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويعتقد الخبراء أن موجة الاحتجاجات ستضم طلابا ونشطاء حركة “حياة السود مهمة” و”احتلوا وول ستريت” والفوضويين.
وتوقع الخبراء توحد عدد من المليارديرات من ذوي النفوذ ضد ترامب، على خلفية تدهور الأوضاع في البلاد، وسيتزعمهم “إيلون ماسك” الذي يحلم باستعمار المريخ. وستشهد الولايات المتحدة مشاكل اقتصادية منها نقص حاد في الأيدي العاملة وارتفاع معدل التضخم وانهيار النظام المالي الوطني.
الغرب يترك سوريا وأوكرانيا لروسيا
رأى واضعو التقرير أن المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، ستلجأ إلى اتفاق مع روسيا بشأن تقسيم مناطق النفوذ بينهما في الشرق الأوسط وشرق أوروبا في محاولة يائسة لاستقرار الوضع في أوروبا. وبحسب هذا السيناريو، يتخلى الغرب عن مصالحه في سوريا وأوكرانيا، حيث سيوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التوقف عن “التدخل في شؤون الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي” مقابل “اعتراف دونالد ترامب وأنغيلا ميركل بيد روسيا الطولى في أوكرانيا وبيلاروسيا وسوريا”.
وتوقع أن روسيا ستعيد مكانتها على الصعيد العالمي تماما بعد مرور 26 عاما من تفكك الاتحاد السوفيتي، حيث سيتم رفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وتعافي الاقتصاد الروسي وصعود مؤشرات العملة الوطنية، الروبل.
والرئيس بوتين السعيد بتطور الأمور، سيبدأ بالتحدث عن استقالته من السلطة بعد الولاية الرئاسية القادمة والتي ستكون الأخيرة.
الاتحاد الأوروبي: مارين لوبان رئيسة لفرنسا
رغم “الاتفاق بين برلين وموسكو”، ستخسر أنغيلا ميركل التي بدت “مستشارة ألمانيا الدائمة” في الانتخابات القادمة، فيما ستفوز زعيمة حزب “الجبهة الوطنية” اليميني الفرنسي، مارين لوبان، في انتخابات الرئاسة الفرنسية وستعلن عن خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي.
علاوة على ذلك، سيعم أوروبا توجه مفاده أن الشعب سيفضل اختيار سياسيين شعبويين مدافعين عن فرض الرقابة الصارمة على الهجرة والانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وأشار التقرير إلى إلغاء محتمل لمنطقة شينغن وهبوط قيمة اليورو، إضافة إلى تفجر جديد لاقتصاد اليونان دون فرص للإنقاذ هذه المرة.
العالم العربي
تنبأ “الدليل” بتحول اليمن إلى “فيتنام جديدة” بالنسبة للسعودية. وإنفاق المملكة مبالغ باهظة للحرب في اليمن سيسبب أزمة اقتصادية وفرار المسثمرين من المملكة وتزايد السخط الشعبي بتدهور مستويات المعيشة في البلاد. وستضطر الرياض إلى خصخصة مؤسسات قطاع النفط، ومنها شركة “أرامكو” ورفع الضرائب وتخفيض قيمة العملة الوطنية.
ومن ناحية أخرى، فمن المتوقع أن توازنا هشا للقوى في منطقة الشرق الأوسط سيميل لمصلحة إيران، وتأزم العلاقات بين السعودية وإيران لدرجة نشوب حرب مباشرة بينهما ما سيضرب صادرات النفط والغاز عبر مضيق هرمز.
إضافة إلى ذلك، يتوقع الدليل حالة حرب اقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، وحالة كساد عميقة في الاقتصاد الصيني وابتعاد كوبا عن التعاون مع الولايات المتحدة إلى شريكيها القديمين، روسيا والصين، وإعادة القاعدة العسكرية الروسية إلى “جزيرة الحرية”