[ad id=”1177″]
روعة محسن الدندن ..سورية
………….
بالرسم عبرت عن أحلامها وأمنياتها, لتكون لوحاتها صورة لمشاعرها.
من خلال نبرات صوتها وصلني التحدي الذي داخلها ,ذلك الشعور الذي رسمته لحياتها, واحساسها المرهف الجميل وطيبتها وصدق الكلمات.
لا أبالغ إذا قلت أنني كنت خائفة في بداية حواري معها.
لأنني لا أحب عبارات الشفقة وأخاف أن أجرح مشاعرها الرقيقة بالحديث عن إعاقتها
لكنني وجدتها هي من تمنحني القوة وتساعدني للخروج من خوفي من خلال حديثنا
نجاة بأمري شخصية أكثر من رائعة وطموحة ومؤمنة بما وهبها الله ووجدت طريقها لتكون لها بصمة في هذا العالم من خلال إبداعها وفنها وامساكها لفرشاة الرسم بشفتيها
لترسم أجمل الصور والأحلام هي ابنة تونس الخضراء
المرأة الشرقية العربية الأصيلة التي تريد أن تكون عونا لزوجها وليست عبئا عليه بسبب إعاقتها وأم تحلم بأن تكون قدوة لابنتها ووسام تتباهى به أمام الناس لتشير إليها ابنتها
هذه أمي
ضيفتي فنانة تشكيلية من أرض تونس الخضراء
السيدة نجاة بأمري
متزوجة ولديها طفلة
[ad id=”1177″]
حاصلة على عدة شهادات تقديرية وأوسمه من الجزائر ومصر
أهلا بك صديقتي العزيرة والفنانة الرائعة نجاة بأمري
1ـ لتحدثينا في البداية عن طفولتك؟
أنا كانت طفولتي عاديه كانوا يعملون مثل ما يعامل وأخواتي لما كنت أخطئ أو أعمل شيء كانت ماما تعاقبني حتى ولو أخواتي عمل شيء فأنا المسئولة لأنني أنا الأخت الكبرى
2ـ متى أول مرة رسمتي بها؟
قالت لي والدتي أنني رسمت وأنا في الرابعة من عمري عندما قمت بالرسم على الحائط ولم تعاقبني على ما فعلت لأن الرسم أو الكتابة على الحائط فعل نعاقب عليه
ولكن والدتي شجعتني وقالت أن ما رسمته جميل وأهدتني أوراق وألوان مائية وكانت هذه أجمل هدية تلقيتها في حياتي وأشعرتني بالفرحة وبدأت بعدها برسم لوحاتي وكانت عبارة عن كل ما أعجز عن القيام به بيدي فأرسم لعبة وأطفال تجري جعلت أحلامي بالرسم عن حرماني
3ـ شخصيتك القوية جعلتني أفكر بكيفية تعاملك مع الناس ونظراتهم لك وكيف تجاوزتي هذا الأمر؟
في فترة المراهقة كنا نذهب أنا وأخواتي ووالدتي لبعض الحفلات وأسمع كلمات الناس التي تثني على جمالي وأني أجمل أخواتي ولكنني معاقة ولا يمكن أن أفعل شيء أو أصبح يوما طبيبة أو معلمة أو مهندسة بسبب إعاقتي وكم أنا مسكينة وهذه كانت أقسى كلمة أسمعها ولأنني صاحبة شخصية قوية صعب أن أبكي أمام أحد أو أظهر تأثري بما يقولون أو أنني ضعيفة فأبكي لوحدي في الليل دون أن يراني أحد أو يسمعني ولا حتى أمي وأقول لنفسي لست مسكينة ويجب أن أفعل شيء وأثبت للجميع أنني شجاعة وقوية وإيماني بالله وبأن الله ابتلاني لأنه يحبني وكلمات أمي لي أن يداي وساقي هما في الجنة هذه الكلمات أثرت بي وكبرت معي كلماتها وكبرت معها إرادتي
[ad id=”1177″]
4ـ حصلت على تكريمات من خارج بلدك من الجزائر ومصر
هل هذا يعني موهبتك وإبداعك لم يصل لبلدك؟
حلمي كان أن يصل إبداعي لوطني ويتم النظر لما أقوم به وتواصلت مع بعض الجهات وأن لدي مشروع أحب أن أقوم به من خلال الرسم ولكن للأسف كان الرد بأنهم سيتواصلون معي فيما بعد وتم استضافتي لبعض اللقاءات مع بعض الشخصيات ليتم عرض حالتي فقط
5ـ هل وجدتي ما تبحثين عنه في العالم الإفتراضي؟
أنا كثيرة الحديث مع نفسي أحاسبها وألومها وأصبرها وأشجع نفسي أيضا وهذا دفعني للقيام بعمل حساب لي على موقع التواصل ليصل عملي للجميع وقمت بتسمية حسابي رغم إعاقتي أبدع ومن خلال الصفحة بدأ الناس يتعرفون على رسوماتي ويتواصلون معي من جميع الدول العربية وأكثر من تواصل معي شخص من الجزائر لديه جمعية لرعاية المعوقين والمسنين والأيتام
اتصل بي وقال أنه لا يصدق أنني أرسم بفمي ويريد زيارتي ليشاهدني كيف أقوم بذلك وقلت له أهلا وسهلا بك
وفعلا حضر لتونس وشاهدني وأنا أرسم ولم يصدق ما يراه
هذا ماقاله لي عندما رسمت أمامه
ووعدني بأن يقدمني للمسئولين والوزراء في الجزائر
وبعد شهرين صدق بوعده لي وحضر لمنزلي وأخذني معه للجزائر وقام بعمل العديد من المعارض لي في عدة ولايات في الجزائر وقدمتي لوسائل الإعلام والتلفاز ولقاءات عديدة
من خلال وسائل الإعلام ونلت العديد من الأوسمة والجوائز ووجهت رسالة عتاب لبلدي في إحدى اللقاءات
وأجمل ما شاهدته هو دهشة الناس لما أقوم به وكيف أرسم بفمي لوحات على ورق
وعند عودتي بدأت بعرض التكريمات والجوائز على صفحتي
ومنذ سنة ونصف تقريبا تعرفت على الدكتور الصحفي حاتم العناني والذي اسميه والدي لأنه من الشخصيات الأكثر من رائعة وقدم لي الشهرة من خلال عرض رسوماتي وتم تكريمي من خلال تقديمي للعالم ووهبني فرحة كبيرة من خلال هذه التكريمات والشهادات
5ـ ماهي الرسالة التي تحب نجاة بأمري أن توجهها لبلدها تونس وللعالم أجمع؟
كم أحب هذا السؤال عزيزتي وهو يشعرني بالحزن أيضا
رسالتي لبلدي أنني عندما يتم منحني تكريم أو جائزة رغم فرحتي الإ أنني أشعر بالحزن لأنني تمنيت أن تكون أول شهادة أو تكريم من بلدي تونس
وإذا وجهت يوما رسالة قلت فيها أنني أتنكر لبلدي فهذا سببه بلدي التي لم تشجعني ولو بكلمة ولم يقدم لي أي دعم معنوي
[ad id=”1177″]
وأما رسالتي للعالم فأنا أقول لهم إن الإعاقة ليست بالجسد أو اليدين أو الساقين وإنما الإعاقة إعاقة إرادة وطلب المساعدة من الناس عندما تكون صاحب جسد سليم وتمد يدك للناس
وأنا رغم إعاقتي الإ أنني أعمل وأقوم ببيع لوحاتي لأساعد زوجي على تلبية متطلبات الحياة وأقدم مستقبل أفضل لابنتي ولا تحتاج مساعدة أحد وأقدم لها كل ما تريد
وأكون فخرا لها وتقول هذه والدتي التي ضحت وقدمت ما تستطيع لي
في نهاية حواري معك عزيزتي الفنانة التشكيلية نجاة بأمري
لا يسعني الإ أن أشكرك لهذا الحوار الرائع وتمنياتي لك للعالمية لأنك تستحقين ذلك
تحياتي وحبي لك
** شكرا لك حبيبتي روعة لهذا الحوار وكم يسعدني التعرف على شخصيات مثلك ومثلك بابا حاتم والكثير من الشخصيات في عدة دول
إلى اللقاء مع حوارات روعة