[ad id=”1177″]
بقلم الداعيه الاسلامي الشيخ وائل ابو جلال
أيةٌ تكررت في أربعة مواضع من القران ، وأحببتُ أن اشاركَكُم روعتها .
الآيةُ هي قوله تعالى :
(( رضي الله عنهم ورضوا عنه ))
تكررت في :
• سورة المائدة آيـة ١١٩
• سورة التوبة آيـة ١٠٠
• سورة المجادلة آية ٢٢
• سورة البـيـنـة آيـة ٨
(( رضي الله عنهم ورضوا عنه ))
هذه الاية تتكون من شقين :
الاول : هو رضا الله عن العبد
وهذا هو ما نسعى له جميعا .
وأظنُ أنَّ هذا الشق مفهومٌ للجميع .
الثاني : وهو الأصعب وهذا ما أردتُ التركيزَ عليه وهو قول الله تعالى : ( ورضوا عنه ) .
وهنا السؤال :
هل أنت راضٍ عن ربك ؟
سؤال صعب أليس كذلك ؟
دعني أعيد صياغة السؤال :
هل تعرف ما معنى أن تكونَ راضٍ عن ربك ؟
الرضا عن الله :
هو التسليم والرضا بكل ما قسمه اللهُ لك في هذه الحياة الدنيا من خير أو شر .
الرضا عن الله :
يعني إذا أصابك بلاءٌ امتلأ قلبُك يقيناً أنّ ربَّك أراد بك خيراً بهذا البلاء .
الرضا عن الله :
يعني أن تتوقفَ عن الشكوى للبشر وتفوضَ أمرَك لله وتبثَ له شكواك .
الرضا عن الله :
يعني أن ترضى عن ربك إذا أعطاك وإذا منعك ، وإذا أغناك وإذا أخذ منك ، وإذا كنتَ في صحة وإذا مرضتَ .
أن ترضى عن ربك في كل أحوالك .
[ad id=”1177″]
انظر حولك وأسأل نفسك :
هل أنت راض عن شكلك ، زوجك ، أهلك ، قدرك ؟!!
فكل هذه الأشياء قد اختارها الله لك .
فهل أنت راضٍ باختيار الله لك .
هناك خمسُ نقاطٍ مهمةٌ يجب أن نفهمَها خلال تدبرنا لهذه الآية :
١. الرضا عن الله لا يتنافى أبداً مع الألم الذي قد نشعر به أحياناً لسبب أو لآخر ، فنحن بشرٌ وهذه الدنيا دارُ ابتلاء ، ولم ولن يسلم منها أحدٌ ، فخير خلق الله بكى عند وفاة ابنه .
٢. هناك فرق بين الصبر والرضا ، فالرضا درجة أعلى من الصبر . أن تصبرَ يعني أن تتحملَ الألَم لأن هذا قدرُك وليس في يدك شئٌ غير الصبر ، ولكن الرضا أن تشكرَ الله على هذا الألم !
٣. الرضا عن الله منزلةٌ عاليةٌ لا يصلُ إليها إلا من امتلأ قلبُه حباً لله ، فهناك أناسٌ حولنا عندما يمرون بأي ضائقة لا تسمعهم يرددون إلا
قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
( رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً )
ما أروعه من إيمان وما أروعه من يقين …
٤. اعِلَمْ علمَ اليقين أنّ اللهَ لا يبتليك إلا ليغفرَ ذنوبَك أو ليرفعَ درجتَك في الجنة ، فارضَ عن ربك .
٥. الإنسان إذا لم يرضَ عن ربه ، فحتى لو ملك الدنيا كلَها فلن يرضى أبداً ، لحديث :
( من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) ، وسيبقى ساخطاً على كل شي وسيعيشُ حياته في نكد وشقاء .
لذلك الواجب لتدبر هذه الآية :
– تأمل حياتَك وركز على كل ما حُرِمتَ منه أو أُخِذ منك واسألْ نفسك هل أنت راضٍ عن الله . وكرر ربي إني راضٍ عنك فارضَ عني .
– راقبْ كلماتِك وتصرفاتِك ، إذا كنتَ ممن لا يتوقفون عن الشكوى والتذمر فاعلم أنك من أشقى الناس وأنك في خطر ، فراجع نفسك .
– كلما ضاقت عليك الدنيا كرر
(( رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً )) ..
– تذكر أنّ الرضا عن الله هو السبيلُ لرضا الله عنك .
– تقرب إلى الله بكل ما يزيدك حباً لله، فإذا أحببتَ اللهَ أحببتَ قدرَه وقضاءَه .
أخيراً تذكر :
(( أن ما أصابك لم يكن ليخطئك
وما أخطأك لم يكن ليصيبك )) .
[ad id=”1177″]