[ad id=”1177″]
كتب عمدة العبايدة
متابعة عبدالعزيز الزقطة
السفينة الأشهر (تيتانيك)، التي بناها البشر على أفضل ما يكون عليهِ الإنجاز البشري وكان على متنها اثرى اثرياء اوربا وامريكا كانمت مثالية بكل شيء فالطول الكلي للسفينة131ر 269 مترا، والعرض 201ر 28 مترا، العمق 171ر 18 مترا، القدرة المحركة الكلية 46000 حصان، السعة الإجمالية لعدد الركاب على سطح السفينة 2435 راكب، وعدد أفراد الطاقم 885 فردا. لقد تم تصميم السفينة وفقا لنظرية السفينة التي لن تغرق، وتم تطبيق نظريات حسابات الطفو، ودراسة وتحديد المسافات بين القواطع السدودة للمياه، والذي ينتح عنه طول السماح للعنبر والذي إذا ما غرق هذا الطول من السفينة، فإن الطفو الاحتياطي لها سيقاوم عملية الغرق الكلي للسفينة، إلا أن الله أراد لهذه السفينة على الرغم من كافة الاحتياطات الحسابية وأعمال التصاميم الهندسية أن يغرقها في رحلتها الأولى !الغرابة في حادث غرق هذه السفينة العملاقة،
[ad id=”1177″]
ليس فقط لكونه الحادث الذي أسفر عن غرق أضخم سفينة ركاب آنذاك، وغرق معظم ركابها، ولكن الغرابة في إيجاد تفسير منطقي لحدوث الحادث، إذ كان يعتقد فيما مضى أن أسباب الحادث هو ارتطام السفينة بأحد الجبال الجليدية، مما أحدث صوتا مدويا أدى إلى انشطار السفينة وغرقها بعد مدة قصيرة، بينما تبين حديثا وبعد تحديد موقع غرق التيتانيك، باستخدام معدات حديثة وتقنيات الأقمار الصناعية، من أن أقرب جبل من الجبال الجليدية يبعد قرابة ثمانية أميال بحرية (الميل البحري يساوي 85ر 1 كيلومترا تقريبا)، بمعنى آخر أن سبب الغرق صار لغزا علمياً، وما أن توصل الإنسان إلى صنع إنسان آلي يمكنه الغوص في أعماق المحيط، ويمكن توجيهه عن طريق جهاز خاص من بعيد أعلى سطح المياه، وبعد أن تم تزويده بمعدات قطع الحديد، حتى تمكن من أخذ عينات من أجزاء معينة من بدن السفينة الغارق، وتم تحليلها وإجراء التجارب عليها في المختبرات، فاتضح لهم في استجلاء أن أسباب الغرق لم تكن كما كان يتصور الناس آنذاك، بارتطامها بجبل من الجليد، بل إن السبب الحقيقي يكمن في حدوث تغيرات فلزية في معدن المادة المصنع منها بدن السفينة، وتحول جزيئات المعدن من حالة الممطولية والجساءة العالية إلى مرحلة الهشاشة الفجائية، والتي أفقدت المادة لحظيا متانتها،
[ad id=”1177″]
وأن هذا التحول يصحبه صوت مدوي يشبه صوت الارتطام !أتدرون لماذا هذا الغرق العجيب والفريد من نوعه؟ لأن البشر تحدوا الخالق، تحدوا الإله، وشعروا بالفخر والزهو بعد بناء هذه السفينة العملاقة، فقرر صانعو السفينة أن يكتبوا على جانبي السفينة هذه العبارة بالبنط العريض وترجمتها حرفيا
1911″Not even God himself could sink this ship.” (حتى الله نفسه.. لا يستطيع إغراق هذه السفينة).
تحديا لله عز وجل. فأغرقها المولى جل وعلا في أول رحلة لها، بقدرته جل وعلا، وصدق الله عز وجل عندما قال: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس:24].
إذاً أضف هذه المعلومة لما سبق كادت أن تلغى رحلة (التايتانك) بسبب إضراب عمال الفحم في ميناء (ساوث أمبتون) بريطانيا ، وكانت كمية الفحم لديها لا تكفي لإتمام رحلتها ، وأعلنت عن ذلك فعلا ، لكن فجأة قام خط (النجم الأبيض) الملاحي بإلغاء رحلتي السفينتان (أوشانك) و(أدرياتك) بسبب الإضراب ، فتوفر الفحم للتايتانك ، فأبحرت إلى مصيرها
(وما يعلم جنود ربك إلا هو ، وما هي إلا ذكرى للبشر)
[ad id=”1177″]