بائع الكرتون

قصه: بقلم سلامه فرج
كنت في طريقي الي مركز المدينة التي تقع فيها قريتي الصغيرة وذالك لان بالمدينة اكبر المحلات التي يوجد فيها أجود السلع من الملابس وأثناء سيري شرد ذهني بما اشتري الاول وبما اشتري في الأخر وأنا في شدة انشغالي باني كيف انتقي أجمل الملابس وأغلاها سعرا وأجملها منظرا ،وقع نظري علي شيئ غريب شد انتباهي ، وجعلني أتوقف عن السير وعن التفكير وزادني حيره ما رأيته .
فقد شد انتباهي طفل لا يتجاوز عمرة العاشرة من العمر يمسك بيده عربه يحركها أمامه ويتوقف بها قليلا ليلتقط ما يوجد علي الارض من متخلفات ورقيه وكرتونية سواء كراتين تغليف فاكهه او مواد غذائية ويعتبر هذا شيئ عادي نراه في مجتمعاتنا كثيرا ولاكم ما شد انتباهي هو ان هذا الطفل ملابسة نظيفة وغير رثة او ممزقة كما نشاهد دائما أصحاب مما يقومون بهذا العمل
كما جذب نظري انه يلتقط الكرتون بجد وفرحه من الشارع .ومن هنا كان عليا بأي طريقه ان استوقف هذا الطفل الذي لا اعرفه ولا اعرف اسمه ولا من أي مكان في قريتي فاقتربت منه قليلا وقالت له الشدة يا صحبي كما تقال في الشارع، وبدوره رد التحية وقال كله علي الله
فقالت له ماذا تفعل فرد وقال لي بأشتغل علي باب الله كما تشاهد التقط الورق والكرتون من الطرقات وأبيعهم .فقلت له بس واضح من لبسك انك ابن ناس فرد عليا قائلا الحمد الله فسألته قائلا بتذهب الي المدرسة فقال لي نعم وأنا في الصف الاول الاعدادي فسألته قائلا له لماذا تعمل وأنت في هذا العمر فقال لي بصوت حزين وحس مرهف أبي كان عامل بسيط ولكن متيسر الحال وتوفاه الله وأمي أنسانة بسيطة لم تنال من التعليم القسط الكافي لتعمل بة ولي من الأخوة طفلين أنا أكبرهم فاسئلته طيب هل لا يوجد لك أعمام او خلان قال لي الحقيقة أبي كان وحيد
فكان يجب عليا أن أعمل حتي لا أمد يدي للناس فقلت له لماذا لم تعمل عمل غير هذا العمل فأجاب قائلا أولا يا أستاذ من هايشغل حد في مثل عمري هذا وكمان لا يعرفه وكمان لا يوجد عمل من الممكن أن يوفر لي المال اللازم الأ هذا العمل لأنه يجلب لي مبلغ جيد من المال انفق منه علي تعليمي ومصاريف أخوتي وأمي . وغير ذالك أني أعمل بحرية وقت الفراغ وبعد الدراسة وبعد المذاكرة فقلت له وعلي هذا أنتا بتذاكر فرد مبتسما الامل يملا عيناه نعم الحمد الله يا أستاذ وبطلع من الاوئل علي مدرستي كمان . وخطر علي فكري سؤال لكي اختبر قوة عزيمته وصبره . وكان له السؤال التالي هل أصحابك عندما يشاهدوك وأنتا تعمل في هذا العمل ماذا يكون رد فعلهم وما هو رد فعلك أنت أيضا فأمال رأسه للأسفل قليلا ونظر الي بوجهه محمر خجلا مبتسما قليلا يا أستاذ ما أكذب عليك هما أوقات كثيرة يسخرو من وأحيانا أجد أصحاب تحب تمشي معي وكمان يساعدوني في ما اعمل فقالت له وأنتا قال لي أنا مش بخجل من عملي ولا اهتم بأراء الاخرين لاني أعمل بشرف ولا أسرق ولا أشحت وبعمل بشرف وكرامه وكما حضرتك تشاهد الحمد الله ، وبدون أن ادري وجهت يدي أليه لكي أصافحه وبضحكه جميله منه كلها ثقة واعتزاز مد يده ألي وصافحني ، وفي نهاية الحوار عرضت علية مبلغ بسيط من المال مساعده له فرفض قائلا الحمد الله مستورة يا أستاذ ، وانطلق مسرعا يلتقط الورق والكرتون وهو سعيد

Related posts

Leave a Comment