بقلم الدكتورة نجلاء صالح
المسئولية هي المقدرة على أن يلزم الإنسان نفسه أولاً, والقدرة على أن يفي بعد ذلك بالتزامه بوساطة جهوده الخاصة وقيل: المسئولية حالة يكون فيها الإنسان صالحاً للمؤاخذة على أعماله وملزماً بتبعاتها المختلفة. من أهم المسؤوليات :مسئولية الإنسان أما الخالق عز وجل: ذكر جمهور المفسرين أن الأمانة تعم جميع وظائف الدين, وان جميع الأقوال في تفسير قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان} متفقة وراجعة إلى أن الأمانة هي التكليف وقبول الأوامر والنواهي. إن حمل هذه الأمانة يعني مسئولية الإنسان عنها واستعداده لتحمل نتائجها وقبوله بمبدأ الثواب والعقاب المنوطين بها.
[ad id=”1177″]
أنواع المســـــــئولية:.المسئولية الدينية: وهي التزام المرء بأوامر الله ونواهيه, وقبوله في حال المخالفة لعقوبتها ومصدرها الدين. .المسئولية الاجتماعية: هي التزام المرء بقوانين المجتمع ونظمه وتقاليده. وقيل: هي المسئولية الذاتية عن الجماعة, وتتكون من عناصر ثلاثة هي: الاهتمام والفهم والمشاركة. .
المسئولية الأخلاقية:
هي حالة تمنح المرء القدرة على تحمل تبعات أعماله وآثارها, ومصدرها الضمير. تحمل الفرد مســـــئولية إصلاح المجتمع: من المبادئ التي قررها الإسلام قصر المسئولة على المسئولة وحده, فلا يؤخذ برئ بجريرة مذنب, ولا يشرك أهله فيما اقترفت يداه, أو نسب إليه, وحماية للإمام المسلم من الانزلاق في الظلم جاء قوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أُخرى}اشتراك الراعي والرعية:الراعي والرعية يدان تتعاون على خير الأمة ورعاية مصالحها, وكفالة الأمن على حياة الناس وأعراضهم وأموالهم.ولا يستقيم أم الأمة, ولا تتسق شئونها إلا إذا قام كل من الحاكم والمحكوم بمسئولياته, وأخلص المعاونة لصاحبه.
[ad id=”1177″]
تكافؤ مسئولية والجزاء:
حدد القرآن الجزاء بقدر المسئولية مع إيثار جانب الرحمة والعفو, ومضاعفة الحسنة, قال تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها}هذه معالم في المسئولية في الإسلام: فالإنسان مسئولة عن كسبه من خير وشر ومجازى عنه, وباب التوبة مفتوح له ما بقيت الحياة, والجزاء العادل يوم القيامة.ومسئولية الفرد نحو المجتمع تتلخص في التالي:.الالتزام بقانون الجماعة, وهذا يستلزم من الأفراد الالتزام بعقيدة المجتمع الأساسية, التي تعبر أمانة اجتماعية. التعاون مع الجماعة في سبيل الخير العام:{وتعاونوا على البر والتقوى}من مساهمة الاقتصاد وغير ذلك..
تقديم العمل الصالح والتنافس في هذا السبيل:
{ليبلوكم أيكم أحسن عملا}.نشر العلم الذي يسهم إسهاما إيجابيا في بناء المجتمع وتطويره واستغلال الذكاء في هذا السبيل, ومن ذلك, الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في تحمل المسئولية:تعليل مسئولية الفرد عن إصلاح المجتمع:الفرد يتأثر بالمجتمع: الإنسان كائن اجتماعي يتأثر بالمجتمع الذي يعيش فيه, فتمرض رُوحه أو تُهزَل, أو تصح وتقوى تبعاً لصلاح المجتمع أو فساده.
ضرورة قيام المجتمع الصالح:وقيام المجتمع ضروري للفرد, لأن المطلوب من المسلم تحقيق الغرض الذي خُلق من أجله وهو عبادة الله وحده, فإن لم يكن كذلك بأن كان مجتمعاً جاهلياً صرفاً, أو مجتمعاً مشوباً بمعاني الجاهلية, فإن المسلم لا يستطيع فيه أن يحيا الحياة الإسلامية المطلوبة أو يتعذر عليه ذلك, ولهذا يأمر الإسلام بالتحول من المجتمع الجاهلي إلى المجتمع الإسلامي, مادام عاجزاً عن إزالة جاهليته.
[ad id=”1177″]
النجاة من العقاب الجماعي:
وقيام الأفراد بإصلاح المجتمع من الهلاك الجماعي أو العقاب الجماعي أو الضيق والضنك والقلق والشر الذي يصيب المجتمع لأن من سنن الله تعالى, أن المجتمع الذي يشيع فيه المنكر, وينتشر فيه الفساد, ويسكت الأفراد عن الإنكار والتغيير, فإن الله تعالى يعمهم بمحن غلاظ قاسية, تعم الجميع, وتصيب الصالح والطالح, وهذه في الحقيقة سنة مخيفة وقانون رهيب يدفع كل فرد لا سيما من كان عند علم وفقه أو سلطان إلى المسارعة والمبادرة فوراً لتغيير المنكر دفعاً للعذاب والعقاب عن نفسه وعن مجتمعه.
[ad id=”1177″]