بقلم الشيخ السيد العباسي
يا قدس ما لي أرى في العين أسئلة
على بحار من الأمواج تحملني
ما لي أرى قسمات الوجه شاحبة
وقد علتها جراح البؤس والوهن
وفوق سورك أحجار وأتربة
صب الزمان عليها ابشع المحن
أرنو اليها ولا ادري اتعرفني
ام انها مع دجى الايام تنكرني
وكنت قبل تجافينا أعانقها
دوما وأشبعها لثما وتشبعني
[ad id=”1177″]
واليوم شاد عليها البوم منزله
وصرت فيها غريبا دونما سكن
فهل تعود ليالينا التي سلفت؟
وهل تموت بنا الشكوى من الزمن؟؟
وهل أراك برغم القهر مشرقة ؟
وقد توارى الضنى عن وجهك الحسن ؟
فألثم الثغر والأشواق تغمرني
ومن فؤادك نار الحب تحرقني
وانظم الشعر بعد الوصل مبتهجا
وفرحتي بك فوق الغيم تنقلني
انا احبك يا محبوبتي ابدا
وحبك العذب يحييني ويسعدني
فكيف أحيا بدون القدس ثانية ؟
وكيف أهدأ والهجران يسحقني ؟
انا السفينة وانت البحر ملهمتي
فكيف تمضي بلا ماء يسيرك ؟
القدس يسكن قلوبنا
فقد ذكره الله في القرآن بلفظ الأرض المقدسه والمسجد الأقصي وباركه الله وبارك فيمن حوله.
وكان قبلتنا الأولي في صلاتنا
فتوجه النبي ومن معه الي الأقصي فصلي متوجها اليه وهو بمكه ثلاثة عشر شهرا .
ثم بعد الهجره نزل القرآن آمرا النبي بالتوجه للبيت الحرام بمكه
ويوم الإسراء والمعراج ارتبط المسجد الأقصي بالمسجد الحرام ارتباطا أزليا بقوله تعالي ..
سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام الي المسجد الأقصر الذي باركنا حوله لِنُريه من آياتنا إنه هو السميع البصير .
[ad id=”1177″]
وعن أبي ذر رضي الله عنه قلت يارسول الله .أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال المسجد الحرام .قلت ثم أي ؟ قال المسجد الأقصي .قلت كم بينهما ؟ قال أربعون سنه ..متفق عليه
وعن أبي هريرة أن النبي قال : لاتُشد الرحال الا الي ثلاث مساجد ؛ المسجد الحرام والمسجد الأقصي ومسجدي هذا ..رواه مسلم
وختاما .
يوم الاسراء والمعراج يوم أن قدم سيدنا جبريل سيدنا رسول الله بأن يصلي اماما بالأنبياء .
كان اعلانا بأن ماجاء به النبي هو ختام الأنبياء والرسل وان تمامها وصبغتها هو ..المسجد الأقصي ..
وهنا أصبح الأقصي نسبه لأمة الإسلام وللمسلمين وذلك بإمامة النبي للأنبياء جميعهم .وإعطاء الرايه للنبي صلي الله عليه وسلم
واصبحت القدس للمسلمين كما كانت دوما وابدا
ولما فتحها سيدنا عمر بن الخطاب بفضل الله يوم عز الاسلام لم يهدم صومعه ولاكنيسه ولامعبدا ؛ بل ترك للناس دور عبادتهم
وكتب اسلامنا لأهل البلد عهدا وأمانه وشهد الاسلام أن اليهود والنصاري عاشوا أسعد فتره في حكم الاسلام ومارسوا عبادتهم بحريه لم يجدوها في ظل اي حكم بعده أو قبله .
وهنا يشهد الجميع أن القدس اسلاميه عربيه
وتبكي العين ويحزن القلب عليك ياقدس
اللهم انتقم لنا ممن دنس القدس واعان علي ذلك .
وانتقم لنا من كل خائن ومن كل متكبر .
ولاتحزني ياأمتي فالخير قريب إن شاء الله
فالقدس في قلوبنا