واحــــــــــة المخــتار
النقص مـن أجـل الكمال
بقلم : د/ أحمــــــد مختار
متابعى الكرام .. طبتم .. أينما .. كنتم .. وطابت أوقاتكم بكل خـــــير :
يقول الله عز وجل ” فلينظر الإنسان مما خُلِق ” .. دعوة صريحة وجلية للنظر والتفكر فى النفس وفى خلق الله سبحانه وتعالى .. لأن التفكر والتأمل هى عبادةً عظمى لا تقل أهمية عن باقى العبادات .. فهى تهذب النفس وتجعل الإنسان أكثر تواضعاً أمام عظمة الخالق والمبدع والمصور .. حول هــــــذا الموضــــوع أحبتى تدور فكــــــرة مقال اليوم.
فلله فى خلقه شـــــئون .. فســــبحان الذى له الكمال وحده .. قد جعل الإنسان خليط جميل من مجموعة نواقص ليزداد بهذا النقص كمالاً وإســـــتمتاعا.
فتعالوا بنا أحبتى نجنــــح بخيالنا قليلاً لنتصــــور ماذا لو منحنا الله سبحانه وتعالى بصــــــراً (خارقاً فوق الحاد ) يمكنه كشــــف المســــــتور وإختراق الحواجــــــز والحوائط والجدران ليصـــبح كل شيىء مشــــاع ومســــتباح حتى البيــــــــوت .. فهل تســــــتقيم الحياة بذلك؟؟!.. هب أن الله جل وعلى وهبنا سمعاً ( حاداً أو فوق الحاد ) يُمَكِنُكَ أن تسمع الآخر ويسمعك وأن تستقبل جميع الأصوات من جميع المصادر قاصيها ودانيها هادئها وصاخبها فى آن واحد وبتداخل شـديد لا تسـتطيع التمييز بينها وفهمها أو إســتيعابها .. فهل تســـــتقيم الحياة هكذا؟؟!
وبهـــــذا يمكن القياس على الشم والتذوق وباقى الحواس !! .. وبالطبع ستكون الإجابة واحدة ومعروفة فى كل الأحوال بنعم لن تستقيم الحياة ولا يمكننا الإستمتاع بها وبهذه الحواس إلا بهذا القدر من النقص التى خلقها الله عليه لأن هذا وبكل تأكيد صنع الله الذى أتقن كل شيىء صنعه .. فســـبحانك ربنا القادر المبـــــدع المصـــور القائل فى محكـــــم آياته ” إنا كل شيىء خلقناه بقدر ” صـــــدق الله العظيم. مع تحياتى .. د/ أحمــــــــــد مختار