[ad id=”1177″]
بقلم الشيخ السيد العباسي
أعلم أحبتي اننا لما قرأنا عنوان المقال قلنا …
من مات ؟ و نعي من هذا ؟
ولكن هل هذه الكلمات لاتقال الا عند الموت وفقط ؟
وهل تقال لتزيد المصاب أم تخففه ؟
هل نعلم أحبتي أن من علم قدرها وقالها جاءته البشري من الله سبحانه لأنه قال سبحانه ..وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالواانا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة أولئك هم المهتدون ..
فالموت ليس هو وحده المصيبه وانما نقص الأموال والاولاد والخوف والجوع ..
فقال تعالي ..ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين .
[ad id=”1177″]
ولكن
الله الله ماأجملها وماأعظمها وماأطيبها من كلمات تجمع بين العبودية والعزة لله .
ولكن لننظر الي حال من يقولها ..
ينطقها بلسان وفيه نبرات الحزن ؛ ورأسه منخفض ؛ وقلبه مكلوم ..
لعلمه بمرافقتها للمصيبه
ولكن هل هذه الكلمات تقال لتزيد المصيبه والجروح وتعمقها .
لا وإنما تقال لتخففها وتقوي الصبر فيها ..
وهل التعزيه بها الا للتقويه ؟
وهي كلمات ..
تُرجع المصاب الي الله تعالي فكل شيء يهون وترفع من الروح المعنويه؛ وبها تستقر الحالة النفسيه
وهي حصن حصين للمسلم من الوقوع في عدم الرضا بقضاء الله وقدره
فهي تُخرج المحزون من حزنه لعلمه أننا جميعا ملكا لله واليه راجعون ؛
وتدعوه الا تتشاءم فأنت مقبل علي ربك ؛ فمن فقدت ومات مِلكٌ لله وقادم عليه والا تيأس وتستسلم لنفسك وللشيطان
ولنعلم حديث النبي عن رب العزه
من أحب لقاء الله أحب لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
والحزن أمر فطري وطبيعي والعين تدمع والقلب يحزن لفراق الأحبه ولكن جاءت هذه الكلمات للتخفيف وهي هبة ربانيه وفي معناها
لكي لاتحزنوا علي مافاتكم ولا ماأصابكم .
وفي حديث الحبيب النبي ..
اذا أصاب أحدَكم مصيبة فاليذكر مُصَابه بي فإنها من أعظم المصائب …
والمعني أن موته عليه الصلاة والسلام هو أعظم مصيبه لكل مسلم
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يُصاب بها المسلم بعده الي يوم القيامه فقد انقطع الوحي وانتقل النبي الي جوار ربه .
وروي مسلم عن أم سلمه قالت سمعت رسول الله يقول : مامن مسلم تصيبه مصيبة فيقول ماأمره الله عز وجل انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها الا اخلف الله له خيرا منها .
[ad id=”1177″]
ولو نظرنا الي كلمات الفضيل بن عياض لرجل لما قال له كم عمرك ؟ فقال الرجل ستون عاما .
فقال له أنت منذ ستون عاما تسير الي ربك يوشك أن تبلغ ..
فقال الرجل : انا لله وانا اليه راجعون .
فقال الفضيل اتعرف تفسيره تقول ..أنا لله عبد واليه راجع .
فمن علم أنه عبد لله وأنه اليه راجع .
فاليعلم أنه موقوف ؛ ومن علم أنه موقوف فاليعلم أنه مسؤول ؛ ومن علم أنه مسؤول فاليُعد للسؤال الجواب
فقال الرجل وما الحيله ؟ قال له الفضيل يسيره ..
قال ماهي ؟
قال له تُحسن فيما مابقي يُغفر لك مامضي فإنك إن أسأت فيما بقي ؛ أخذت بما مضي وبما بقي ..
ومن هنا
المصيبة الكبري ليست في الموت نفسه وانما فيما بعد الموت واكبرها اذا قيل عن العبد انه كان لايصلي أو لايزكي؛ أو عاقا لوالديه ؛ أو قاطعا لرحمه
فإنا لله وانا اليه راجعون
فيمن ترك الصلاه ومنع الزكاه وقطع الرحم وعق الوالدين
وانا لله وانا اليه راجعون .
يوم ان يتجه المسلم بقلبه لغير الله فيسفك الدماء البريئه ويهتك الأعراض ويغتاب وينم .وانا لله وانا اليه راجعون
يوم أن يتخلق المسلم بغير أخلاق النبي
ويكون قدوه سيئه في عمله ووظيفته فيرتشي ويزور ويأكل المال الحرام وهمه هو جمع المال أو الوصول للسلطه والجاه ويهمل في وظيفته وعمله ويكون بئس القدوه
وختاما
ننظر الي الموت أنه المصيبة الكبري وقد نسينا أو تناسينا أنه كم من
….انسان يعيش بجسده ولكنه ميت بقلبه وعمله
…وكم من ميت بجسده ولكنه يعيش بعمله وسمعته الطيبه
فأيهما نختار
[ad id=”1177″]